ورغم كل ما كتب عن هذه الشريحة في هذه الصفحة المخصصة على الصعيد النفسي والاجتماعي والاقتصادي حتى السياسي قد يجد المرء صعوبة مرة أخرى في الولوج إلى عالم الشباب ونشاطاتهم.
فالزوايا مختلفة والدروب متشعبة حيث هناك هم التحصيل العلمي وبناء القدرات والمستقبل والسعي والمضي للاستحواذ بفرصة عمل مناسبة، يضاف لذلك نظرة المجتمع الظالمة بعض الشيء لأولئك الذين ينضوون في سياق خط البطالة بانتظار الفرج وما يترتب على هذا الواقع من أثر نفسي غالبا ما يترك ندوبا في الوجدان لا تمحوها السنون بسهولة، لأن أصعب شيء يمكن أن يواجه الشباب نفسيا هو أن يجد نفسه يمتلك الطاقة والحيوية والقدرة والاستعداد وفي الوقت ذاته هو عاجز عن إعالة والده الذي أضناه العمل وخرج إلى التقاعد وهذا على سبيل المثال لا الحصر.. لأن جميع الطرق المؤدية إلى قنوات ودروب العمل سواء على مستوى القطاع الخاص والعام تحتاج إلى كثير من الوقت لإزالة الأشواك المنتشرة هنا وهناك لتحول دون الوصول إلا لقلة قليلة ممن تتمتع بالحظوة والحظ عند أهل الشأن.
وعلى صعيد المنزل إن أخطر ما يواجه شبابنا في مقتبل أعمارهم «في سن المراهقة» بأن يشعر هؤلاء أنهم محاصرون داخل منازلهم وبيوتهم وبالتالي على الأسرة حسب رأي الدكتور كامل عمران استاذ علم الاجتماع جامعة دمشق أن تشعر أبناءها بالأمن والأمان وتقدير فورة الشبوبية كما يقال بالعامية بغية اقتراب كل طرف من الآخر أبناء وأ هالي ليصبح من السهل معرفة الحالات التي يمر بها هؤلاء اليافعون في حياتهم وهكذا بالتدريج يصبح اسلوب الحوار والتفاهم سبيلا لتعزيز العلاقة المترابطة بين النسيج الواحد داخل الأسرة.
فما نحتاجه هو بعض المرونة في سلوكياتنا وسعة صدرنا لحوار ديمقراطي مع احترام وتقدير بخصوصية كل مرحلة عمرية وزمنية تفرض أدواتها وشروطها وتحدياتها من خلال جملة مقاييس واعتبارات حسب التربية والبيئة المحيطة وكي لانبقى في دوامة حائرين مع أبنائنا الشباب ليخطو كل منا ويسبر عوالم الآخر لتلتقي الخطوات في أفق المصلحة المتبادلة بين الأجيال المختلفة عبر كل أسرة.