لقوة اسرائيلية توغلت شرق رفح واطلقت عليها 4 قذائف هاون، بينما عرقل عشرات المستوطنين بحماية من سلطات الاحتلال ذوي المعتقلين والاسرى الفلسطينيين من زيارة ابنائهم فيما بدأت حكومة الاحتلال العمل في بناء 600 وحدة استيطانية في الضفة الغربية واعطاء رخص تخطيط لبناء ل40000 وحدة استيطانية.
كما أصدرت سلطات الاحتلال أوامر جديدة لهدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة.
على الصعيد السياسي تم تأجيل عقد جولة محادثات المصالحة الفلسطينية في القاهرة التي كان من المقرر عقدها امس الى ما بعد عيد الفطر.
فقد استشهد ثلاثة فلسطينيين واصيب تسعة اخرون بجروح في غارة جوية اسرائيلية على جنوب قطاع غزة.
وذكرت قناة الجزيرة الفضائية ان الفلسطينيين استشهدوا جراء قصف طائرات اسرائيلية لانفاق فلسطينية قرب رفح جنوب القطاع. من ناحيتها حملت حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية الجهاد الاسلامي الاحتلال الاسرائيلي مسؤولية الجرائم التي ارتكبت في قطاع غزة والتي أسفرت عن سقوط أربعة شهداء وعدد من الجرحى.
وأكدت الحركة أن هذا التصعيد يجب أن يكون دافعا لوحدة شعبنا والتفاف كل قواه حول خيار استمرار المقاومة للدفاع عن حقوقنا وأرضنا موضحة أن العدو الاسرائيلي يستغل حالة التشتت وتراجع الاولويات والانشغال بقضايا ثانوية.
بينما قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس في تصريح للمركز الفلسطيني ان العدو الاسرائيلي تجرأ على الدم الفلسطيني وقتل أبناء شعبنا لانه لم يتحرك أحد على مستوى المجتمع الدولي لاتخاذ خطوة جريئة شجاعة ضد هذا العدو الاسرائيلي لوقف جرائمه بحق الشعب.
من جهة اخرى اعتقلت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس اربعة فلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية لمقاومتهم الاحتلال.
وذكرت اذاعة اسرائيل انه تم اعتقال ثلاثة فلسطينيين في قريتي قبلان وياسوف قرب نابلس واعتقل الرابع في قرية نعلين غرب مدينة رام الله.
في غضون ذلك أعلنت الوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري لحركة المقاومة الوطنية الفلسطينية للجان المقاومة الشعبية تصديها أمس لقوة اسرائيلية خاصة توغلت في منطقة العمور شرق مدينة رفح في قطاع غزة.
وقالت الالوية في بيان نقلته وكالة معا الفلسطينية انها أطلقت 4 قذائف هاون على القوة الاسرائيلية ردا على الجرائم الاسرائيلية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.
في سياق متصل عرقل عشرات المستوطنين بحماية من قوات الاحتلال الاسرائيلي وصول حافلات تقل ذوي المعتقلين والاسرى الفلسطينيين إلى سجن مجيدو بالضفة الغربية المحتلة بهدف منعهم من زيارة ابنائهم.
وذكرت اذاعة اسرائيل ان المستوطنين طوقوا ايضا سجني هداريم و شيكماه لمنع العوائل الفلسطينية من زيارة ابنائهم في السجنين المذكورين.
رداً على ذلك قالت وزارة شؤون الاسرى والمحررين الفلسطينية ان قرار ادارة مصلحة السجون الاسرائيلية بالغاء زيارة أهالي الاسرى الفلسطينيين في سجني هداريم و شيكما من اجل السماح للمستوطنين المتضامنين مع الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط بالتظاهر قبالة السجون التي يحتجز فيها الاسرى الفلسطينيون يعتبر دليل عجز لدى الاحتلال الاسرائيلي.
ودعت الوزارة المجتمع الدولي إلى توفير الحماية للاسرى داخل السجون من بطش الاحتلال وانتهاكاته للقانون الدولي وتوفير الحماية لاهالي الاسرى من اعتداءات المستوطنين والسماح لهم بزيارة أبنائهم بشكل دوري وامن كاستحقاق تكفله كافة المواثيق الدولية والانسانية وخاصة المادة 116 من اتفاقية جنيف الرابعة.
في هذا التوازي قال داوود شهاب القيادي في حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية الجهاد الاسلامي ان العقلية الاجرامية التي تحكم الاحتلال الاسرائيلي في تعامله مع الاسرى الفلسطينيين يجب أن تقابل بتصعيد في العمل المقاوم واتخاذ كل الوسائل الممكنة والكفيلة بتحرير الاسرى الفلسطينيين بشكل يضمن لهم الكرامة والحرية الحقيقية كما يضمن لهم عدم العودة مجددا إلى سجون الاحتلال بعد الافراج عنهم.
بدوره قال جميل مزهر عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان ابرام أي صفقة لتبادل الاسرى بين فصائل المقاومة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الاسرائيلي يجب أن يتضمن شرطا محددا بعدم العودة إلى اعتقال الاسرى المحررين وفق ضمانات دولية.
وأكد مزهر أن النضال والمقاومة الوطنية سيستمران طالما بقي الاحتلال الاسرائيلي جاثما فوق الارض الفلسطينية.
فيما قال أبو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية الفلسطينية ان فصائل المقاومة الفلسطينية متفقة على الرد على جرائم الاحتلال الاسرائيلي ومواجهة أي محاولة اسرائيلية للعدوان على الشعب الفلسطيني وأرضه.
في هذه الاثناء قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية الصادرة أمس نقلا عن مجموعة السلام الان الاسرائيلية ان اسرائيل بدأت العمل في بناء 600 وحدة استيطانية في الضفة الغربية المحتلة في النصف الاول من العام الحالي مشيرة في الوقت نفسه إلى اعطاء رخص تخطيط بناء ل40000 وحدة استيطانية.
وحول المطلب الامريكي والدولي من اسرائيل بتجميد بناء المستوطنات الاسرائيلية قالت الصحيفة ان هناك تخمينات متصاعدة بان اسرائيل قد تطرح وقفا للبناء في مستوطنات اسرائيلية لمدة 9 أو 12 شهرا تجري خلالها محادثات حول حدود الدولة الفلسطينية المستقلة شرط مواصلة العمل في 2500 وحدة استيطانية اسرائيلية اعتبرت قيد الانشاء في الضفة الغربية المحتلة ويتواجد فيها نحو 300 الف مستوطن.
من ناحية ثانية أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلي أمس أوامر جديدة بهدم منازل للفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة من بينها أخطار بهدم مدرسة للفلسطينيين شرق المدينة.
ونقلت قناة الاقصى عن مصادر اعلامية فلسطينية قولها ان هذه الاوامر تأتي ضمن مخطط اسرائيلي متكامل يهدف الى تهويد المدينة ومحاصرتها والعمل على انهاء الوجود العربي فيها.
وأضافت المصادر ان اسرائيل ترغب في جمع أراضي مستوطنتي كيدار ومعاليه ادوميم المحاذيتين لمدينة القدس المحتلة من جهة الشرق لمحاصرتها ومصادرة كل ما هو موجود بين المستوطنتين حتى لو كان ذلك وقفاً إسلامياً أو غير اسلامي.
إلى ذلك حذرت الهيئة الاسلامية المسيحية من تهويد المسجد الاقصى المبارك وتكرار مشهد الحرم الابراهيمي في مدينة الخليل داعية المجتمع الدولي الى وضع حد للسياسات الاسرائيلية داخل المسجد.
من جانبه قال المطران عطا الله حنا ان التطاول على المقدسات الاسلامية هو تطاول على المقدسات المسيحية لافتاً الى أن مخططات الاحتلال في مدينة القدس كبيرة جدا وتشمل كل ما هو غير يهودي.
وأضاف عطا لله ان المسلمين والمسيحيين الفلسطينيين سيواصلون نشاطاتهم ضد الهجمة الاسرائيلية الشرسة وسيرفعون صوتهم عاليا رغم كل التحديات من أجل القدس وفلسطين.
من جانبه حذر محمود الصيفي منسق مركز أبحاث الاراضي بمنطقة شمال الضفة الغربية من ان مدينة القدس المحتلة أصبحت تعيش حالة من الموت بسبب عمليات التهويد والاستيطان وتهجير الفلسطينيين التي تقوم بها سلطات الاحتلال الاسرائيلي.
ولفت الصيفي الى أن اسرائيل لديها مشروع لتغيير معالم القدس المحتلة وهو قيد التنفيذ الان حيث رصدت له أكثر من 150 مليون دولار اضافة لتوسيع المستوطنات المحيطة بالمدينة المقدسة مثل معاليه أدوميم حيث تنوي تشييد 4000 وحدة استيطانية وذلك بمصادرة 12 ألف دونم من أراضي ضواحي القدس العربية وهي أبو ديس والعيزرية والعيسوية.
وأضاف الصيفي ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي قامت أيضا بهدم 3500 منزل فلسطيني منذ عام 1967 مشيرا الى أن الهدم والتعقيدات الاسرائيلية في استصدار رخص البناء أدى لوجود قرابة 20 ألف منزل فلسطيني مهدد نصفها بالهدم.
في سياق منفصل قال تقرير صادر عن مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية في القدس المحتلة ان الحصار الاسرائيلي على غزة أفقد الغزيين 120 ألف وظيفة وانعدم الأمن الغذائي لدى 75 بالمئة من فلسطينيي القطاع.
وذكر التقرير أن الحصار تسبب في احتجاز مليون ونصف المليون شخص في واحدة من أكثر مناطق الارض كثافة سكانية ما تسبب في أزمة انسانية مطولة.
سياسياً قال مسؤولون فلسطينيون من حركتي المقاومة الوطنية الفلسطينية حماس وفتح انه تم تأجيل عقد جولة جديدة من محادثات المصالحة الفلسطينية التي كان من المقرر عقدها أمس في القاهرة إلى ما بعد عيد الفطر.
ونقلت رويترز عن محمود العالول عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ان القاهرة أجلت المحادثات لانها لا ترى انه من الممكن تحقيق المصالحة في المرحلة الحالية.
واشار العالول إلى أن الاتصالات بين الحركتين ستستمر للعمل على تذليل العقبات.
من جهة اخرى قال صائب عريقات رئيس دائرة المفاوضات في السلطة الفلسطينية ان رفض اسرائيل وقف النشاطات الاستيطانية والالتزام بالمرجعيات الدولية لعملية السلام يشكل عائقا كبيرا امام استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
واضاف عريقات في حديث لاذاعة اسرائيل أمس ان استئناف الجانب الفلسطيني للعملية التفاوضية مرهون بالتزام اسرائيل السير في المفاوضات من النقطة التي توقفت عندها بالنسبة للفلسطينيين. من جهته نفى ياسر عبد ربه امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وجود اي مؤشرات جدية على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية ما لم توقف اسرائيل الاستيطان والتزمت بالمرجعيات والاسس الدولية المعتمدة لعملية السلام.
على صعيد آخر يقوم وفد من الشخصيات العالمية البارزة والقادة السياسيين السابقين يطلق عليهم مجموعة الحكماء بزيارة الاراضي الفلسطينية المحتلة بهدف تشجيع جهود السلام في المنطقة.
وذكرت ا ف ب ان المجموعة تضم جيمي كارتر الرئيس الاميركي الاسبق و ديزموند توتو من جنوب افريقيا الحائز جائزة نوبل للسلام والمدير العام لشركات فرجن الملياردير البريطاني ريتشارد برانسون.