في دوري انعقادها الثلاثين والحادي والثلاثين التي نصت على ضرورة وضع ميثاق شرف إعلامي عربي قومي. وعملاً بالمواثيق والاتفاقات الدولية وحفاظاً على الرسالة الإعلامية وسمو أهدافها الوطنية والقومية والإنسانية, وفي ضوء التطور السريع الذي طرأ على وسائل الاتصال بين الدول والشعوب.
ونص الميثاق في مبادئه العامة على أن يقوم الإعلام على حق التعبير وحق الاطلاع, وهو يكمن بالتالي في صلب كل نشاط إنمائي على صعيد المعرفة والثقافة والتربية, ولذلك تعين على الإعلام أن يعمل على تأكيد القيم الدينية والأخلاقية الثابتة والمثل العليا المتراكمة في التراث البشري, وان ينشر الحقيقة المجردة في خدمة الحق والخير ويسعى إلى شد الأواصر وتعميق التفاهم والتفاعل والتبادل مادياً ومعنوياً في المجتمع العربي والدولي.
وأن تكون حرية التعبير شرطاً أساسياً للإعلام الناجح, وهي مكسب حضاري تحقق عبر الكفاح الإنساني الطويل وجزء لا يتجزأ من الحريات الأساسية المنصوص عنها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, ولكن المسؤولية هي أساس لممارسة هذه الحرية بحيث لا تتجاوز حدود حريات الآخرين.
أما في المسؤوليات, فقد نص على أن تتحمل وسائل الإعلام العربية مسؤولية خاصة تجاه الإنسان العربي, وهي تلتزم بأن تقدم له الحقيقة الخالصة الهادفة إلى خدمة قضاياه, وأن تعمل على تكامل شخصيته القومية, وإنمائها فكريا وثقافيا واجتماعيا وسياسيا, وإظهار حقوقه وحرياته الأساسية, وترسيخ إيمانه بالقيم الروحية, والمبادئ الخلقية, وعلى تربية الشباب على احترام حقوق الإنسان, والاعتداد بشخصيته القومية, وتنمية حس الإنسان بواجباته تجاه مجتمعه, ووطنه وأمته العربية.
وان تحرص وسائل الإعلام العربية على مبدأ التضامن العربي في كل ما تقدمه للرأي العام في الداخل والخارج. وتسهم بإمكاناتها جميعا في تدعيم التفاهم والتعاون بين الدول العربية وتتجنب نشر كل ما من شأنه الإساءة إلى التضامن العربي وتمتنع عن توجيه الحملات ذات الطابع الشخصي.
أما المادة السادسة من الميثاق فرفضت مبادئ التمييز العنصري والعصبية الدينية والتعصب بجميع أشكاله في وسائل الإعلام العربية, وأن تناضل هذه الوسائل في سبيل المبادئ العادلة وحق الشعوب في تقرير مصيرها, وحق الأفراد في الحرية والكرامة، وكذلك تلتزم وسائل الإعلام العربية بالنضال ضد الاستعمار بجميع أشكاله, والعدوان بمختلف أساليبه, وبمساندة الشعوب النامية, ودول عدم الانحياز, بالتنسيق مع أصدقاء العرب من رجال الإعلام للتأثير على مراكز القوة في الرأي العام العالمي لما فيه خير العرب وخير أصدقائهم.
ويلتزم الإعلاميون العرب وفقاً للمادة السابعة بالصدق والأمانة في تأديتهم لرسالتهم, حيث يمتنعون عن اتباع الأساليب التي تتعرض بطريقة مباشرة أو غير مباشرة للطعن في كرامة الشعوب, مع احترام سيادتها الوطنية واختياراتها الأساسية, وعدم التدخل في شؤونها الداخلية, وعدم تحويل الإعلام إلى أداة للتحريض على استعمال العنف, وعدم التجريح بالنسبة لرؤساء الدول, والانحراف بالجدل عن جادة الاعتدال, حرصاً على قدسية الرسالة الإعلامية وشرفها.
وأكدت المادة الثامنة من الميثاق على أن يلتزم الإعلاميون العرب بالصدق والموضوعية في نشر الأنباء والتعليقــات, حيث يمتنعون عن اعتماد الوسائل غير المشروعة في الحصول على الأخبار والصور والوثائق وغيرها من مواد الإعلام, إضافة إلى الحفاظ على سرية مصادر الأخبار, إلا فيما يمس الأمن الوطني والقومي, ويعتبر الافتراء أو الاتهام دون دليل من الأخطاء الجسيمة التي تتعارض مع أخلاقيات مهنة الإعلام, ويحق لهم تكذيب أو تصويب الأنباء التي يثبت عدم صحتها.
وفي واجبات الحكومات والمؤسسات, فإن الحكومات العربية تكفل وفقا للمادة الثانية عشرة حرية الضمير المهني للعاملين في حقل الإعلام العربي, وتسهل لهم أمر القيام بواجبهم في نطاق روح هذا الميثاق, وعلى ضوء الأهداف العربية الكبرى المتفق عليها.
كل هذا مذكور في ميثاق الشرف الاعلامي العربي, فأين ما تقوم به العديد من وسائل الاعلام العربية او ما يمكن تسميتها بوسائل إعلام من ذاك الميثاق.. وهل بتنا في عالم تطغى فيه المصلحة الشخصية على الشرف ؟؟ ما تقوم به العديد من وسائل الإعلام من تغطية للأحداث في سورية يؤكد أن تلك الوسائل باتت واجهات لمراكز استخباراتية وأقبية تآمرية، ما عاد يعنيها لا ميثاق ولا شرف.