على حياة المجتمعات قاطبة واستغل الغرب الاستعماري منظومة الأقمار الصناعية ومحطاتها وتوابعها استغلالاً بشعاً كي يواصل فرض هيمنته ويوسعها دون أدنى اعتبار للمعايير الأخلاقية أو لمفهوم سيادة الدول أو لحرية الشعوب في اختيار أنماط حياتها وبناء مستقبلها بشكل مستقل وهو يسعى للحط من القيم والتقاليد الاجتماعية الإيجابية للشعوب التي تمتلك جذوراً حضارية راقية ومنها المجتمعات العربية.
ووظف الرساميل الإعلامية الفضائية لخدمة مصالحه وفرض سطوته وتعميم ثقافته وأنماط حياته على بقية المجتمعات وجعلها سوقاً استهلاكية لمنتجاته المختلفة، وكما يؤكد الخبراء فإن مكيدة الإعلام الفضائي الغربي واضحة في ســـعيها لاستلاب العقول وجهل الفضائيـــات التلفزيونيـــة في بلـــدان ناميــــة كثيــــرة تابعــــة له تكــــرر بشــكل ببغائي ما يريده الغرب الاستعماري بل تساهم في تكريس الهيمنة الغربية على الحياة المادية والروحيـــة للشــــعوب كمـــا يســــتغل تقدمــــه في مجال البـــث الفضائـــي التلفزيوني ومعه المحطــــات الفضائيــــة في بلدان نامية أخرى في تهديــــد وانتهــــاك ســــيادة الـــدول بوســــائل تبــــدو ظاهريــاً غير قســــرية عن طريق السيل الإعلامي المتدفق (معلومات - أخبار - أفكار) باتجاه واحد.
ما جعل الحدود الجغرافية ليست حدوداً فاصلة بين الدول.
وهذا يعني بالمحصلة أن الغزو الثقافي الغربي بوسائل الاتصال الحديثة يزداد بل يساهم البث الفضائـــي من بـــلدان نامية والمتماهــــي مع الإعــــلام الغربـــي في تهديد الهويـــة الثقافيــــة للشــعوب ويهـــدد ســــيادتها واستقلالها ومســـتقبلها.
فهل من مخرج سريع من هذه المعضلة الإعلامية؟ ويجيب الخبراء بأن واجب كل مجتمع وكل عائلة وفرد فيه وكذلك الدوائر الإعلامية ذات الاختصاص في البلدان النامية ومنها الدول العربية أن تنجز أملاً حضارياً ببث فضائي مميز يضمن حاضر ومستقبل الشعوب.