تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


لماذا أصبح نهر الجغجغ مصدراً للتلوث؟ .. تعذر الإسراع في إقامة محطة المعالجة..

مراسلون
الخميس 28-6-2012
لاراشابو

إذا كانت المشكلات البيئية في محافظة الحسكة متعددة الأشكال وتبدو الحلول اللازمة لها شبه غائبة ليس إلا أن المشكلة الأكثر خطورة والتي تأتي في مقدمة المشكلات التي تعاني منها البيئة في المحافظة هي استنزاف وتلوث الموارد المائية.

ولعل أسباب هذا الاستنزاف أصبحت واضحة بدءاً من نقص مردود بعض ينابيع المياه العذبة وجفاف البعض الآخر, يضاف إلى ذلك مياه الصرف الصحي لمراكز مدن الحسكة والقامشلي والمالكية وجميع القرى الموجودة على طول مجرى نهري الخابور والجغجغ التي تصب في مجرى النهرين بدون أي معالجة, ما يؤدي إلى تدهور النظام البيئي في هذه الأنهار وموت الأسماك بالإضافة إلى الروائح الكريهة.‏

وكذلك تلوث بحيرة سد الباسل بسبب انتهاء نهري الخابور والجغجغ إليها بكل ما يحملانه من صرف والأمر الذي يزيد من تفاقم الأضرار تلوث المياه الجوفية, إلى أن المشكلات البيئية التي تعاني منها مدينة الحسكة ووجود المعامل والمنشآت بالقرب من مركز المدينة إضافة إلى مخلفات المجابل الزفتية والكسارات ومعامل و وجود أسواق لبيع المواشي في المدن والبلدان.‏

كما أن كمية النفايات المنزلية التي تنتج عن مخلفات المساكن والمنازل والمحلات التجارية تصل وفقاً لما أفاد به مصدر مطلع في مجلس مدينة الحسكة إلى 75طنا يومياً أما النفايات الطبية الناتجة عن المستشفيات والمستوصفات والعيادات الطبية فتبلغ في اليوم الواحد من 5-7أطنان يومياً في حين تكون النفايات الصناعية الناتجة عن المحلات والمعامل والمنشآت أكثر من 12طناً.‏

في حين يرى أصحاب الشأن في مديرية البيئة أن الأمر يتعلق بدور المواطن في حماية البيئة من التلوث و أن المشاركة الفعلية والمؤثرة تتجسد عبر الوعي وحسن السلوك في التعامل مع البيئة من خلال الحفاظ على نظافة المدينة والاهتمام بالمساحات الخضراء والإسهام في حملات النظافة .‏

من خلال متابعتنا للموضوع أوضح المهندس نواف عثمان مدير مكتب بيئة القامشلي أن غزارة نهر الجغجغ تتراوح حسب التقديرات الرسمية خلال شهر شباط ما بين 8 – 10م3 / ثا حيث يكون النهر في أوج غزارته .‏

أما في شهر تموز حيث الغزارة الدنيا فهي ما بين 1 – 2 م3 / ثا في أحسن الأحوال ثم يستخدم جزء من مياهه في سقاية المزروعات بشكل مخالف أو في تربية الجواميس وغيرها .‏

ويوجد على هذا النهر في مدينة القامشلي تسعة مصارف لمياه الصرف الصحي تصب جميعها في مجراه فالمصب الأول يقع قبل جسر شارع الكرامة وتصل غزارته إلى ( 18 ل / ثا تقريباً ) ومصب شارع فلسطين وتصل غزارته إلى ( 16 ل / ثا). ومصب جسر شارع فلسطين من الجهة الشرقية ( 15 ل / ثا ) والمصب الواقع بين شارع مراكش وشارع الكورنيش( 17 ل / ثا ) ومصب جسر شارع الكورنيش (20 ل / ثا ) وكذلك مصرف صندوقي بأبعاد 130 × 200 سم بعد جسر شارع الحزام في حي طي من الجهة الشرقية ( 200 ل / ثا تقريباً ) يضاف إلى ذلك وجود ثلاثة مصارف صغيرة في أماكن متفرقة على النهر جميعها تشكل مصرفاً واحداً ( 15 ل / ثا ), إضافة إلى خط الصرف في حي حلكو باتجاه الثروة الحيوانية والمنتهي إلى النهر بالقرب من قرية طرطب.‏

وتشير هذه الإحصائيات إلى وجود تجاوز عن القيمة المسموح بها, وبالتالي فالنهر ملوث بشكل غير مقبول بمياه الصرف الصحي وهذا يقتضي عدم استعمال مياهه في أي نشاط سواءً في الزراعة أو السباحة أو الغسيل.‏

وأشار عثمان أن النهر يتعرض في موقع آخر خارج المخطط التنظيمي لمدينة القامشلي لإلقاء نفايات سائلة وصلبة إليه وذلك عند موقع المسلخ البلدي حيث تذبح في المسلخ الأبقار والمواشي وينتج عن عمليات الأضرار البيئية,موضحاً أن نهر الجغجغ الذي يأتي من تركيا مليء بالنفايات الصلبة من أوراق و صناديق فلينية وبلاستيكية وكرتونية و أخشاب مكسّرة و بقايا الطعام والخضراوات وعبوات زجاجية وبلاستيكية كما أن الناس في مدينة القامشلي قاموا بتحويل النهر إلى مكب للقمامة بكافة أنواعها, علماً أن فريق خبراء وكالة يابانية قدر قيمة التلوث بـ 1 مغ/ل في مياه النهر في شهر أيار من عام 2005م.‏

وبين عثمان أن قيمة التلوث ارتفعت إلى حوالي الـ 25 ملغ في مدينة القامشلي عند الجسر المقام على حزام المدينة في حي طي معللا هذه الزيادة في نسبة التلوث إلى تدفق مياه الصرف الصحي للمدينة إلى النهر عبر تسعة مواقع بشكل مباشر دون معالجة ما يتطلب إنشاء محطة معالجة لمياه الصرف الصحي لمدينة القامشلي وتغيير اتجاه نهاية مجارير شبكة الصرف الصحي لتنتهي إلى موقع المحطة.‏

ولكن إذا تعذر الإسراع في إقامة محطة المعالجة فلابد من البدء في تغيير اتجاه المجاري لتصب وبأقل قدر ممكن في النهر وفى منطقة خارج المدينة واتخاذ مجموعة من الإجراءات العاجلة للتخفيف من حدة التلوث في مياه النهر كتعزيل للأوساخ المتراكمة على ضفتيه وعلى طول مجراه في المدينة أو ضخ المياه إلى النهر من الآبار، ومنع استخدام مياه النهر في أي نشاط كسقاية المحاصيل الزراعية وضرورة إكساء النهر وتغطيته وتعزيله بآلية وبشكل فعال.‏

كما تم خلال بداية عام 2005م تسوير ضفتي النهر بسور ذي شبك معدني كما هو الحال في السور المحيط بالسكك الحديدية ووضع عوارض شبكية في أسفل الجسور ليتسنى إيقاف أي عوالق صلبة ووضع عارض شبكي عند نقطة دخول النهر إلى مدينة القامشلي وزيادة ارتفاع أسوار الجسور بحيث يصعب إلقاء القمامة من فوق الجسور و ضرورة التشدد بشكل فعلي في قمع المخالفات والحفاظ على النهر ومنع جميع النشاطات على الجسور التي هي بالأصل مخالفة للقانون حيث يتم إشغال الرصيف وعرقلة حركة المارة إذ إن أكثر النفايات التي تلقى إلى النهر من الجسور تكون بسبب هذه الأنشطة.‏

وعلى الرغم من أن عمليات معالجة مياه الصرف الصحي تخفف كثيراً من الفضلات والمواد الصلبة المتواجدة فيها إلا أنها لا تستطيع تخليص مياه الصرف من المواد الذائبة فيها مثل مركبات الفوسفات ومركبات النترات وغيرها من المركبات الكيميائية.‏

ولذلك لا بد من الانتباه دائماً من أن تكرار إلقاء مياه الصرف الصحي قبل المعالجة سيؤدي إلى زيادة تركيز هذه الأملاح في هذه المجاري المائية لأن مركبات الفوسفات والنترات مواد أساسية بالنسبة لنمو كثير من النباتات وبصفة خاصة الطحالب لذلك فهي سوف تساعد على نمو هذه النباتات بشكل كثيف وبالتالي هذه المجاري المائية ستعاني من ظاهرة التشبع الغذائي وتمتلئ بالطحالب وبالنباتات المتشابكة وتتحول في نهاية الأمر إلى مستنقعات .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية