فلهم نصيب آخر من ممارسات الاحتلال بحقهم في سجونه ومعتقلاته حيث يتعرضون لممارسات قاسية ترقى إلى مستوى التعذيب منتهكين بذلك الاتفاقات الدولية لمعاملة الأطفال الأمر ذاته يندرج على أعمال وممارسات الاحتلال القمعية بحق الشبان الفلسطينيين في الخارج وبحق الأرض والمقدسات فلا يكاد يسلم من أساليب الاحتلال لا البشر ولا الحجر وبين هذا وذاك فقد أقدمت قوات الاحتلال فجر أمس على اعتقال ثمانية فلسطينيين بينهم طفلان في اقتحامات ومداهمات شنتها بأنحاء مختلفة من الضفة الغربية امعانا بممارساتها القمعية بحق المواطنين الفلسطينيين في قراهم وبلداتهم.
وذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية صفا ان قوات الاحتلال شنت حملة دهم وتفتيش في مدينة جنين شمال الضفة الغربية واعتقلت عبد الرحمن محمود صبيح من بلدة كفر راعي عند مروره عبر حاجز عسكري واقتحمت بلدة سيلة الحارثية واخضعت كلا من محمد بركات عبد الرحمن زيود ومحمد جميل طحاينة للتحقيق في معسكر قرية برطعة الشرقية.
كما اقتحمت بلدة اليامون المجاورة وداهمت منزل الاسير المحرر ابراهيم طاهر نواهضة واخضعته للتحقيق المضني.
وفي مدينة الخليل اعتقلت قوات الاحتلال كلا من الطالب الجامعي رومل عصافرة والشاب وسام عصافرة بعد مداهمة منزليهما والعبث بمحتوياتهما في بلدة بيت كاحل شمال الخليل كما اعتقلت ثلاثة اخرين في المدينة.
وفي بلدة تقوع جنوب بيت لحم بالضفة الغربية اعتقلت قوات الاحتلال الطفلين حمزة سالم موسى جبريل وأحمد سوف عبد الرحمن صباح 16 عاما بعد مداهمة منزليهما.
في هذه الأثناء اتهم تقرير بريطاني نشرته أمس صحيفة الغارديان البريطانية اسرائيل بانتهاك قوانين حقوق الطفل التي ينص عليها ميثاق الامم المتحدة في تعاملها مع الاطفال الفلسطينيين المعتقلين وبخرق اتفاقية جنيف حول حقوق السجناء وذلك لانتهاكها حقوق نقل الاطفال الفلسطينيين المعتقلين في الضفة الغربية الى السجون الاسرائيلية.
وقالت الصحيفة ان التقرير الذي أعده وفد مكون من تسعة محامين بريطانيين برئاسة القاضي السابق في المحكمة العليا السير ستيفن سيدلي والمدعي العام السابق ليدي اسكتلندا بالتنسيق مع وزارة الخارجية البريطانية شدد على ضرورة التزام اسرائيل بالاتفاقيات الدولية واحترام حقوق الانسان وعدم ممارسة التمييز ضد المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة.
وسلط التقرير الضوء على بعض هذه الانتهاكات التي ترتكبها القوات الاسرائيلية بحق الاطفال الفلسطينيين ومنها طول مدة احتجازهم للاطفال الفلسطينيين المعتقلين قبل مثولهم أمام المحكمة فضلاً عن قيام القوات الاسرائيلية باحتجاز الأطفال الفلسطينيين دون توجيه أي اتهام لمدة تصل الى 188 يوماً.
وأشار التقرير الى وجود تناقضات صارخة بين القانون الذي يحكم معاملة الاطفال الفلسطينيين وما يحكم معاملة الاطفال الاسرائيليين.
وأكد التقرير ضرورة تغيير الاعتقاد السائد بأن كل طفل فلسطيني هو ارهابي محتمل قائلا ان هذا الاعتقاد قد يؤدي الى دوامة من الظلم وسط تصعيد اسرائيل من انتهاكها للقانون الدولي في معاملتها للمعتقلين الفلسطينيين داخل السجون الاسرائيلية.
وأشارت الصحيفة الى ان تقرير الوفد البريطاني يتزامن مع تزايد الادانات وعملية الشجب الواسعة من قبل منظمات حقوق الانسان والوفود الزائرة للمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية خلال العام الماضي.
وأشارت الصحيفة الى ان التقرير البريطاني استند الى مقابلات أجراها الوفد البريطاني مع مسؤولين حكوميين ومحامين ومنظمات غير حكومية ووكالات الامم المتحدة ومسؤولي المحكمة العسكرية في سجن عوفر بالقرب من القدس المحتلة والذي يتم نظر قضايا الاطفال الفلسطينيين به فضلا عن عدد من الاطفال الفلسطينيين كان قد تم سجنهم في المعتقلات الاسرائيلية وذلك خلال زيارة قام بها الوفد للاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 والضفة الغربية في أيلول الماضي بدعم من وزارة الخارجية والقنصلية البريطانية في القدس المحتلة.
وقام الوفد باصدار 40 توصية محددة بشأن انتهاك اسرائيل حقوق المعتقلين الفلسطينيين وخاصة الاطفال الذين يساقون مكبلين بالاغلال لعرضهم أمام المحكمة وفضلا عن تنديدهم باحتجاز هؤلاء الاطفال الفلسطينيين في حجز انفرادي.
وسجل الوفد شهادات عن حملات الاعتقال الواسعة والمداهمات الليلية وسوء المعاملة اضافة الى تعصيب الاعين والتعذيب الجسدي واللفظي والحبس الانفرادي واجبار الاطفال على توقيع وثائق باللغة العبرية وحرمانهم من حقوقهم القانونية والزيارات العائلية.
أما معاناة الأسرى الشباب في سجون الاحتلال فتلك حكاية أخرى نظراً لما يتعرضون له من قمع وتنكيل وحرمانهم من أبسط قواعد الحياة الإنسانية بما فيه الإهمال الطبي وقد ذكرت وكالة الصحافة الفلسطينية صفا ان الاسير ناهض فرج الاقرع الذي بترت ساقه اليمنى يقبع في سجن مستشفى الرملة منذ اليوم الاول لاعتقاله قبل خمس سنوات ومنع من زيارة أهله له في الضفة الغربية وقطاع غزة في السنوات الاولى من اعتقاله الا أنه سُمح لوالدته بزيارته وحُرِمت زوجته وأولاده.
وقالت محامية نادي الاسير شيرين الناصر والتي تقوم بزيارته ان الاسير الاقرع يعاني من بتر كامل في ساقه اليمنى واصابة في اليسرى تسببت في تلف الأعصاب في القدم. واضافت ان الاسير لا يتلقى أي علاج لتخفيف الألم المتواصل الذي يشعر فيه بساقه وانما تكتفي ادارة سجن الرملة بتقديم المهدئات التي لم تعد تجدي نفعا.