إذ كيف لرعاة هذه المحافل ان يبحثوا عن سبل خلاص للسوريين من حرب هم أنفسهم من شنها عليهم .
في سوتشي اختلف المشهد بتوصيفاته، مكتسباً فرادة خصوصيته من كونه عُقد بلا مظلات غربية مشبوهة، بالرغم من سموم واشنطن والرياض التي نُفثت لتعكير جو اللقاء السوري، الامر الذي تبدى في انسحاب (معارضات) مصادرة القرار وعديمة الحس الوطني وغارقة في عمالتها لأعداء سورية حتى أذني إرهابها.
فعلى ناصية مشهد سوتشي حبست واشنطن التي تم تهميشها واقصائها عن مشهدية الحوار السوري بعد ان ثبت بالتجربة دورها المعطل، حبست أنفاسها وهي تترقب ما سيؤول إليه حال السوريين المجتمعين لأول مرة بكل ألوان طيفهم السياسي والاجتماعي، وابتلعت ريق تخوفاتها مرات ومرات خشية من اتفاق قد يكون وشيكاً على خطوات سورية مشتركة في طريق الحلول السياسية.
أميركا استبقت الملتقى السوري بإشعال جبهة الشمال وصبت الزيت على حطب الطمع التركي ونفخت في الوقت نفسه في قربة الفدرلة الكردية المثقوبة، وعولت عبثياً على افشال المؤتمر بتعطيل مبتغى ومرادٌ حدوثه بعد أن ارسلت سمومه مع شرذمة (معارضات) لا تملك من قرارها شيئاً يوم جاءها أمر مشغليها ان (للوراء دُر) فعادت خالية الوفاض إلا من كرامة مهدورة على عتبات سوتشي وانصياع صاغر !.
عقد مؤتمر الحوار السوري ولو كرهت اميركا منتزعاً صاعق التفخيخ الاميركي السعودي وهذا بحد ذاته انجاز على طريق تقريب الرؤى السورية وخطوة صائبة على طريق الحلول الصحيح.
الدولة السورية فردت على طاولة الحوار أوراق قوة إنجازاتها وتلت على المنبر السياسي آيات النصر الميداني ورسمت استراتيجية القادم فاتحة أبواب دمشق لمن يريد العودة الى الوطن السوري، مكفراً عن آثام تبعيته وارتهاناته ومن ضلال بوصلة توجهاته، معلناً عن ولائه فقط لسورية متمسكاً بسيادتها واستقلالية قرارها ووحدة اراضيها كشريك في صناعة مستقبل سورية.