ونقلت صحيفة الشروق التونسية في تحقيق نشرته أمس عن المصادر قولها ان احدى الشبكات نشطت على مقربة من قصر قرطاج الرئاسي بالضاحية الشمالية للعاصمة التونسية حيث تشير المعطيات إلى حصول تلك الشبكات على عمولة قدرها 3 آلاف دولار عن كل شاب تونسي يتم تجنيده لصالح المجموعات الارهابية في سورية وأن مبالغ مالية ضخمة وردت من قطر عبر نقاط حدودية حساسة على غرار مطار تونس قرطاج اضافة إلى وجود تقارير تؤكد تورط اكثر من عشرين جمعية تونسية تدعي انها حقوقية وخيرية وساسة بينهم اعضاء بالمجلس التأسيسي التونسي سيتم الكشف عنهم جميعا خلال الايام القادمة.
واشارت الصحيفة إلى أن الاجهزة الامنية التونسية بدأت منذ فترة قصيرة في التخلص من مكبلات عطلت أبحاثها وتحرياتها حول تحرك مجندي شباب تونس للحرب ضد سورية لافتة إلى أن استئناف التحرك الامني مؤخرا يعود إلى حالة الضغط الداخلي والخارجي على هذا الملف الخطر ما أجبر الساسة على البدء بالابتعاد عن التدخل بالعمل الامني في هذا المجال ونتيجة لذلك نجحت الاجهزة الامنية التونسية المختصة مؤخرا في تفكيك ثلاث شبكات على الاقل متورطة في تجنيد شباب تونسيين وارسالهم إلى سورية بينها واحدة باحدى الولايات الحدودية بالشمال الغربي والثانية غير بعيدة عن قصر قرطاج الرئاسي بالضاحية الشمالية للعاصمة.
وأفادت الشروق بمعطيات توافرت لها تؤكد أن عددا من الجمعيات الحقوقية والخيرية التونسية تبين تورطها في هذا المجال مقابل حصولها على أموال ضخمة من قطر لدعم أنشطتها المشبوهة وهذه الاموال تصلها نقدا داخل حقائب عبر نقاط حدودية حساسة وحيوية على غرار مطار تونس قرطاج الدولي.
واوضحت الصحيفة ان الجهات الامنية التونسية المختصة لحظت منذ نحو عام نشاطات مشبوهة لسوريين متشددين في العديد من الجوامع في تونس وأن نشاطهم تكثف خلال شهر رمضان الماضي بالتنسيق مع جمعيات حقوقية وخيرية تونسية حيث تقوم هذه الاطراف باستقطاب شبان حديثي العهد بالتدين والانتماء إلى بعض التنظيمات السلفية ليتم عزل هؤلاء الشباب شيئا فشيئا عن محيطهم ويتم القيام بعملية غسل دماغ لكل فرد منهم مستغلين حالة الفقر والعوز المادي التي يعيشها عبر ايهام الشاب منهم بأنهم بصدد ايجاد عمل له في بلدان عربية على غرار ليبيا وبعض الدول الخليجية.
واشارت الصحيفة إلى انه بعد مغادرة أولئك الشبان لتونس يتم عزلهم في معسكرات بالمثلث الصحراوي بين تونس وليبيا والجزائر تمهيدا لترحيلهم لاحقا إلى تركيا حيث توجد جمعيات أخرى لاستقبالهم وادخالهم إلى الاراضي السورية بعد تدريبهم بطريقة سريعة وهو ما يسهل أسرهم أو قتلهم.
وكشفت الصحيفة عن وجود تقارير مختلفة ومتطابقة داخليا وخارجيا تفيد بأن أعضاء في المجلس التونسي التأسيسي على علاقة مباشرة بالجمعيات التي تدعي انها خيرية او حقوقية وعلى علم كامل بأنشطتها وهو ما سيتم الكشف عنه قريبا وبكامل التفاصيل موضحة أن هذا الامر أضحى بينا للغاية ومن المتوقع أيضا الكشف عن تورط أسماء سياسية بارزة في هذا الاطار.
وعبرت الصحيفة عن استنكارها لظاهرة مشاركة أعداد كبيرة للغاية من الشبان التونسيين في الحرب المعلنة على سورية مشيرة إلى ان هذه الظاهرة أضحت مأساة بكل ما للكلمة من معنى تعاني منها العديد من العائلات التونسية اضافة إلى تداعيات ذلك بشكل سلبي على سمعة تونس التي تحولت من جامعة تصدر الكفاءات العلمية إلى دول العالم إلى مصدر للارهاب والارهابيين التكفيريين ضد دول تعتنق الاغلبية الساحقة من شعوبها الدين الاسلامي.
صحيفة تانيت برس: مقتل وفقدان عشرات التونسيين خلال شهر ونصف
وفي السياق ذاته اكدت صحيفة تانيت برس الالكترونية التونسية مقتل أكثر من30 تونسيا ممن شاركوا في القتال إلى جانب المجموعات الارهابية المسلحة في سورية خلال شباط الماضي ونحو20 آخرين خلال النصف الاول من آذار الجاري بينما بات العشرات بحكم المفقودين منهم من قتل ولم يتم التعرف على هويته ومنهم من انقطعت اخباره منذ ايام.
واشارت الصحيفة في تقرير اعده معاون رئيس التحرير فيها الصحفي التونسي أحمد النظيف ونشر أمس إلى ان شبكات تجنيد التونسيين داخل تونس وارسالهم للقتال في سورية ما زالت ناشطة منذ خريف عام 2011 الا انها شهدت تغيرات كبيرة على مستوى هيكلتها حيث انقسمت إلى ثلاثة محاور الاول ترعاه حركة النهضة التونسية بالتعاون مع ما يسمى المجلس الوطني السوري والجماعة الليبية المقاتلة بالتوازي مع ما يسمى رابطة حماية الثورة التي تتعامل مع ما يسمى الجيش الحر والمحور الثاني تشرف عليه خلايا سلفية جهادية يتركز نشاطها في المساجد وتتعامل مع جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة والمحور الثالث يتمثل في المبادرات الفردية لبعض الشباب.
واوضح التقرير أن الشبكات التابعة للنهضة وأذرعها الجمعياتية تعمل بتمويل من مجلس اسطنبول المسمى المجلس الوطني السوري والسفارة القطرية في تونس وتتعامل أساسا مع المجموعات المسلحة القريبة من جماعة الاخوان المسلمين في سورية ويشرف عليها فاروق طيفور نائب المراقب العام للجماعة مشيرا إلى أن هذه المجموعات مهمتها تنفيذ مشروع جيفري فيلتمان الذي كان مساعدا لوزيرة الخارجية الامريكية والمتمثل في تسهيل انتقال المقاتلين للانضمام إلى المجموعات المسلحة في سورية من أجل التخلص منهم .