تثير يوماً بعد آخر قلق الدول الصديقة لسورية وعلى رأسها روسيا لحرصها على ألا تغرق المنطقة بالفوضى والانقسامات والعنف، ومن هذا المنطلق تواصل لقاءاتها ومباحثاتها مع الأطراف الفاعلة بهدف التوصل إلى حل سلمي للأزمة في سورية يجنبها المآسي والآلام، ولاسيما بعد أن أبدت الحكومة السورية ولا تزال استعدادها للحوار والجلوس إلى الطاولة لإيجاد مخرج آمن للبلاد مما أوصلها إليه أعداؤها.
فقد أعلن ديميتري بيسكوف مستشار الرئيس الروسي أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى اجتماعا طارئاً للأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الروسي .
وقال بيسكوف للصحفيين أمس ان المشاركين في الاجتماع بحثوا مسائل التطور الاجتماعي والاقتصادي في البلاد وتبادلوا الآراء حول بعض مسائل الوضع الدولي مع التركيز الكبير في مناقشاتهم على مسألة تسوية الوضع في سورية والوضع في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام بما في ذلك اللقاء الأخير بين بوتين والرئيس الفلسطيني محمود عباس .
شارك في الاجتماع كل من رئيس مجلس الدوما سيرغي ناريشكين ورئيس المجلس الفيدرالي فالانتينا ماتفيينكو ورئيس مجلس الرئاسة سيرغي ايفانوف ورئيس مجلس الأمن نيكولاي باتروشوف ووزير الخارجية سيرغي لافروف ووزير الداخلية فلاديمير كولوكولتسوف ووزير الدفاع سيرغي شايغو ومدير الاستخبارات الفيدرالية الكسندر بورتنيكوف ومدير الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف وكذلك بوريس غريزلوف.
زاسبكين: روسيا وأميركا
وصلتا إلى تفاهم لتشجيع الحوار
من جهته أعلن السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبكين أن روسيا وأميركا وصلتا إلى تفاهم بشأن تشجيع الحوار السوري الداخلي نتيجة لقاء وزيري خارجية البلدين سيرغي لافروف وجون كيري وهذا أمر إيجابي.
وقال زاسبكين في حديث لإذاعة النور أمس إن القوى التي لا تريد الحوار والتفاوض والتسوية السياسية بدأت بتصعيد الوضع والقيام بعمليات لإحباط هذه الجهود مشيراً إلى أن الجهات المتطرفة والقوى الخارجية تسعى إلى تصعيد الأوضاع في سورية عن طريق زيادة تسليح المجموعات المعارضة المسلحة وتمويلها لأنها كما يبدو متضررة من الحوار والحل السلمي.
وأكد السفير الروسي مجددا التزام بلاده ببيان جنيف منوها بان الحكومة السورية أبدت استعدادها للحوار والمطلوب من المعارضة تجسيد ما تم التوافق عليه فالمهم الآن بدء الحوار موضحاً أن روسيا تدافع بمواقفها هذه عن علاقاتها مع سورية وعن المصالح الحيوية الكبرى ومبادئ الشرعية الدولية.
ولفت إلى أن روسيا لم تتوصل بعد إلى الهدف الذي تسعى إليه وهو وقف العنف وبدء الحوار بين السوريين ولابد من مواصلة الجهود في هذا الاتجاه.
بوغدانوف يبحث مع حداد اتصالات موسكو الأخيرة مع ممثلي المعارضة والشركاء الغربيين
بدوره بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع السفير السوري في موسكو رياض حداد تطورات الوضع في سورية وحولها على ضوء الاتصالات الأخيرة التي أجراها الجانب الروسي مع كل من ممثلي المعارضة السورية والشركاء الغربيين بما يخدم الوقف السريع للعنف في سورية وإطلاق حوار وطني واسع طبقا لبيان جنيف الصادر في الثلاثين من حزيران عام 2012.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان.. إن المباحثات تناولت أيضا بعض مسائل تطوير العلاقات الروسية السورية الثنائية بما في ذلك الاتصالات البرلمانية بين الجانبين.
الأركان البحرية الروسية: سفن الإنزال
في أسطول بحر البلطيق تدخل ميناء طرطوس
إلى ذلك أعلنت هيئة أركان قاعدة نوفوروسيسك للأسطول الحربي الروسي أمس أن سفينتي الإنزال الكبيرتين "كالينينغراد" و"الكسندر شابالين" التابعتين لأسطول بحر البلطيق دخلتا أمس إلى نقطة الإمداد التقني المادي للأسطول الحربي الروسي في ميناء طرطوس بعد انتهاء زيارتها لميناء بيروت.
وقال مصدر في الهيئة إن خطة التقدم المعتمدة لدى مجموعة السفن التابعة لأسطول بحر البلطيق المشكلة من سفينة الحراسة "يروسلاف مودري" وسفينتي الإنزال الكبيرتين "كالينينغراد" و"ألكسندر شابالين" تشير إلى ضرورة دخول سفينتي الإنزال الكبيرتين إلى نقطة الإمداد التقني والمادي الواقعة في ميناء طرطوس.
موضحا أن سفينتي الانزال الكبيرتين وسفينة الحراسة دخلت إلى ميناء نوفوروسيسك في البحر الأسود بعد مشاركتها في التدريبات العسكرية لقطع من الأسطول الحربي الروسي في عرض البحر الأبيض المتوسط حيث قامت بإنزال مشاة أسطول البحر الأسود وكتيبة الإنزال السابعة التي شاركت في التدريبات على متن سفن الإنزال في 17 كانون الأول الماضي في مياه البحر الأبيض المتوسط وأثناء هذا الإبحار كانت السفن دخلت إلى نقطة الإمداد التقني المادي في ميناء طرطوس.
وكان الممثل الرسمي للأسطول الحربي الروسي أعلن في وقت سابق عن زيارة عمل تقوم بها مجموعة سفن حربية من أسطول بحر البلطيق إلى ميناء بيروت وأن زيارة العمل تمت بهدف التزود بالتموين اللازم وراحة الطاقم الشخصي للسفن.
فيما أعلنت هيئة الأركان العامة للأسطول الحربي الروسي أمس عن موعد انتهاء زيارة السفن إلى ميناء بيروت وعن ضرورة متابعة تنفيذ مهامها في مواقع مختلفة من عرض البحر الأبيض المتوسط.
وأشار المصدر إلى عدم وجود شيء غير عادي في هذه المسيرة للسفن الروسية في هذه المنطقة، مضيفاً إن شحذ الخبرة في أداء المهام في البحر الأبيض المتوسط من قبل سفن أساطيل بحر البلطيق والبحر الأسود وبحر الشمال ستشكل أساسا لعمل الفرقة العملياتية الدائمة في المنطقة والجاري تشكيلها من قطع الأسطول الحربي الروسي.