|
«نهارات الغفلة» .. تكثيف درامي واختباري ثقافة فنهارات الغفلة توليفة لمشاهد متقطعة من مسرحيات خالدة في سجلات المسرح العالمي، اجتمعت هنا في أسلوبية خدمت العرض بعدة أهداف أكاديمية منها ومسرحية هذا عدا عن كون تلك المشاهد كثفت ملامح إنسانية كثيرة بأبعادها المختلفة إضافة إلى الانفعالات المطلوبة، اجتزأ العرض مكونات أحداثه وسيرورتها من مجموعة أعمال مسرحية اجتمع فيها قاسم مشترك هو (الخيانة)، الخيانة تلك المساحة المتأججة أصلاً بالانفعالات والصراعات وردود الأفعال المكتظة سلفاً بالمواقف والرؤيا الحقيقية والتي خرجت للتو من واقعها الصادم، فهي كذلك في الحياة وفي المسرح، تلك الأداة الفنية الماهرة في اقتناص واصطياد حالات درامية مشروطة وضمن مساحة هي أصلاً اختبارية لكثرة ما تحمله من استفزازات إنسانية لذلك لم يكن تجميع تلك المشاهد في نهارات الغفلة عفو الخاطر بل (تيمة) خاصة استحوذت على تفاصيل درامية من شأنها البلورة لمقومات مسرحية يمكنها أن تكون مختبراً غنياً، فالتنقل هنا بين مستويين مسرحيين يحمل فيه الفنان - الممثل - على عاتقه القبض على لحظات المرور الفاصلة بين العالمين والموازنة بدقة بينهما أدائياً وانفعالياً وخصوصاً أن العرض عرض تخرج، فكان هناك نوع من التغريب الاختياري للطلبة يتجولون من عالم إلى آخر ومن شخصية إلى أخرى ما يجبر الطالب على تفعيل قدراته واختبارها، ومن جهة ثانية ورغم اعتماد العرض على مسرح عالمي إلا أنه اقترب من حياة الطلبة نتيجة شكله المسرحي ذاك بشكل خاص والشباب بشكل عام عندما عرج على أزماتهم الثقافية والاجتماعية والعاطفية عبر أكثر من محور، كما ركز على مواقفهم من الحياة على اختلاف الحياة الخاصة لكل منهم. العرض أشرف عليه الأستاذ المخرج حسن عويتي أما المساعد المشرف والدراما تورج هو الفنان كفاح الخوص وشارك بتجسيد العرض: لينا دياب، عهد ديب، رنا كرم، يامن الحجلي، ندى العبد الله، علا باشا، مؤيد رومية، نوار يوسف، مي مرهج، جيرار آغاباشيان، محمد ديبو، مصطفى المصطفى، عامر دهير.
|