تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الغرب في الكواليس..واسرائيل رأس الحربة و النيل هدف استراتيجي

قاعدة الحدث
الأثنين 27-7-2009م
عزة شتيوي

إن موقع السودان الاستراتيجي وغنى موارده وثرواته الطبيعية الهائلة حيث يرقد على بحيرات مائية تعادل نصف مساحته من المياه الجوفية

كما كشفت حديثاً أنه يطفو على بحيرة نفطية كل ذلك جعله محوراً للتنافس الاستعماري القديم في إفريقيا كما يمثل اليوم أطماع الاستعمار الحديث والمتمثل بالتدخلات المتكررة في شؤونه وإشعال فتيل الفتن لتفتيت وحدته من أجل سهولة السيطرة على ثرواته.‏

إذ يحدثنا التاريخ أن السودان كان من بين الدول المرشحة لتوطين اليهود قبل فلسطين وكتب اليهودي واربورت الخبير بشؤون الفلاشا عام 1900 اقتراحاً إلى اللورد كرومر بذلك كما قدم يهودي آخر هو (ابراهام جلانت نفس الاقتراح عام 1907 إلى رئيس المنظمة الإقليمية اليهودية وبالتالي كان السودان محط اهتمام يهودي ولكن تركيز الحركة الصهيونية متمحور حول الجنوب السوداني حيث الأرض المهيأة لتحقيق أطماعهم في السيطرة على منابع النيل والإيفاء بوعد «إسرائيل الكبرى» وتمكنت «إسرائيل» عبر موسادها أن تدرب حوالي عشرين ألف مقاتل متمرد وأن تقيم جسراً جوياً إلى مناطق التمرد في آذار 1994.‏

كما أنها توفر باستمرار خبراء عسكريين إلى الجنوب بقصد تدمير السودان وإدخاله في حروب وفتن كما دخل أكثر من سبعة آلاف من الفلاشا عبر منظمات مشتركة أميركية إسرائيلية عملت تحت غطاء المنظمات الأميركية المتسترة بطابع إنساني.. وتؤكد الدراسات أن «لإسرائيل» قواعد عسكرية بالقارة السمراء هدفها جميعاً التجسس على الأقطار العربية إضافة لتصريف منتجات الصناعة العسكرية الإسرائيلية وخلق كوادر عسكرية افريقية تدين لها بالولاء وإلى جانب هذه الأهداف فإن «إسرائيل» يعنيها من قضية إشعال الفتن في السودان الحصول على المياه وفكرة تحويل جزء من مياه النيل فكرة إسرائيلية قديمة تقدم بها هرتزل إلى الحكومة البريطانية وتكررت المحاولات الإسرائيلية الحثيثة منذ السبعينيات للحصول على نصيب من مياه النيل وظل المشروع قائماً في ظل مستجدات الظروف السياسية والاقتصادية في المنطقة والاختراق الإسرائيلي للسودان.‏

أما الفرنسيون فلم ينسوا أبداً أن القارة السمراء كانت مناصفة بينهم وبين الانجليز في بدايات القرن الماضي وظلوا طوال الفترة الماضية يبحثون عن ثغرة للعودة للقارة الحلم ووجدوا ضالتهم في السودان فلم تكتف فرنسا بإيواء المتمردين ومساندتهم في دارفور بل ذهبت إلى الجنوب تفسد علاقاته مع الشمال من خلال موقفها العابث بإتفاق السلام المعقود بين طرفي النزاع بعد حرب أهلية طويلة خوفاً من الاستئثار الأميركي والبريطاني بالثروات الإفريقية والذي تبدو معالمه جلية بالورقة الأميركية التي قدمها المبعوث الأميركي جون دانفورث حول مشكلة أبيي حيث فرض على الطرفين عام 2004 رؤية للحل حدد فيها أن طرفي النزاع، الحكومة السودانية «والحركة الشعبية» في حال رفضهما المسؤولية وانهيار المفاوضات لأي طرف يعوق مسيرة السلام صيغت الورقة الأميركية وسميت برتوكول (أبيي) الذي أصبح جزءاً من اتفاق نيفاشا ولم يحدد البرتوكول حدود أبيي بل ترك ذلك للجنة من الخبراء على رأسها سفير أميركي سابق ومن هذه اللجنة خرجت أولى المشكلات، فبعد أن قدمت الحكومة خمسة أعضاء لهذه المفوضية وقدمت الحركة مثلهم واشتركت كل من أميركا وبريطانيا وكينيا وأثيوبيا وجنوب إفريقيا بخبير واحد ليكتمل عدد أعضاء المفوضية إلى الخمسة عشر وتبدأ مهمتها في ترسيم حدود منطقة مشيخات دينكا نقوك التسعة والتي حولت إلى كردفان سنة 1٩05 في ظل الاحتلال الانكليزي ورأى الاتفاق أن تتخذ المفوضية قراراتها بالاجماع إلا أن الخبراء الأجانب قاموا منفردين دون الرجوع لممثلي الحركة أو الحكومة بتقديم تقرير لرئاسة الجمهورية في أيار ٢0٠5 قرروا فيه ضم مناطق الرعي المسيرية للدنكا وكان تقرير الخبراء هو أساس النزاع بين الحركة والحكومة، إذ رأت الأولى الأخذ به فيما وجدت الثانية أنه تجاوز أصل التفويض الممنوح للخبراء ونشب الصراع في أبيي ونشبت المواجهات الدموية والصدام المسلح الذي من شأنه إحداث شرخ في وحدة السودان سببه الخبث الذي مارسته لجنة الخبراء الأجانب حيث ضمن حدود منطقة أبيي من كردفان عند بحر الغزال إلى حدود أعالي النيل متجاهلين تماماً ما نص عليه اتفاق السلام في أبيي ١95٦م.‏

ويأتي الدور الأميركي خصوصاً والغربي عموماً في إشعال فتيل الفتنة في إطار السعي لوضع الأيدي الغربية على منابع النفط وطرق نقله من خلال التنازع على احتكار المشروعات النفطية حيث تحاول أميركا الحصول على احتكار لشركاتها ولا تقبل أن ينافسها أحد، وخصوصاً أن الحكومة السودانية تولي وجهها للصين التي حسب ما يؤكد المتابعون للعلاقات الدولية تقدم نفسها على أنها الراعية للدول الفقيرة مع العلم أن ثلث كميات النفط تستودها الصين من القارة السمراء.‏

ما يؤكد استهداف السودان من قبل الدول الكبرى محاولة لإيقاف التنمية فيه هو أنه عندما قدم 24 وثيقة تؤكد جدارته بالانضمام إلى منظمة التجارية العالمية فوجئ بمعارضة أميركية فرنسية بريطانية واسترالية على الرغم أن السودان لا ينافس هذه الدول.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية