يعتِّقهُ السَّنَا تلكَ الخوابي غيمةٌ
نامتْ على هَمْس ِالمطرْ..
غِرقتْ حكاياتي الرَّشيقةُ,
فانْتَشِلْني, أوْ فَدَعْني
في مَدَى التَّكْوينِ يدعوني القمرْ..
لا شيءَ يُسْكِرُني سوى عينيكَ
أقرأُ فيهما بَوْحَ الشَّجَرْ..
وأرى كياني, وانبعاثي فيهما
فالمُبْتَدا كانَ الهوى,
وعيونُ مَنْ أهوى الخَبََرْ..
حُمِّلْتُ مِنْ وَجَعِ الخرِيفْ
ما لَمْ أكن أرجو احتِمالا,
ودَفَنْتُ بينَ غيومِهِ قلبي,
وآثَرْتُ اشتعالا..
كم أَرْهَقَتْ روحي مواعيدُ النَّدَى!!
فَنَذَرْتُ عمري للخريفِ هوىً محالا
عيناكَ يا قدري المُعَرْبِدُ
في ضلوعي..
في جنونِ الشِّعْرِ
في ليل الرّجوعْ
يا رقْصَةَ الّروحِ الأخيرةِ, والوترْ..
أوّاهُ.. هل يُلْغي الهوى وَجَعَ السَّهَرْ
ضاعتْ بقايانا معاً هَيَّا نَلُمَّ حُرُوفَهَا
مِنْ شُرْفَةِ القَمَرِ النديَّةِ من إناءٍ
مِثْلَ أحلامي انْكَسَرْ..
أجنونُ شِعرك يحتويني..؟!
أمْ هيَ الغيماتُ يَحْمِلُهَا المطرْ..؟!
إنّي هنا, وأنا هناكْ أروي بقايا العُمْرِ
مِنْ خَمْرِ احْتِراقي المُعْتَصَرْ..
قَدَحِي وَخَمْرُكَ هَمستانْ
أَتُرَاهُ يُغْوِيْنَا السَّكَرْ؟!
أَمْ أنَّهُ رقْصُ المطر..؟!
أَمْ أنّها الأنثى تُعيدُ حِكَايَةَ الأسْلافِ
في شتَّى الصُّوَرْ..؟!