تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


بين الإجراءات الحكومية والغليان الشعبي..الاقتصاد الأردني في اختبار غلاء الأسعار

اقتصاد عربي دولي
الأحد 17-3-2013
إعداد- قاسم البريدي

تسعى الحكومة الأردنية للتخفيف من حركة الاحتجاجات في الشارع الأردني على غلاء المعيشة نتيجة تفاقم الأزمة الاقتصادية وحساسيتها لاسيما بعد رفع أسعار مشتقات الطاقة ويحاول المسؤولون التقليل من الآثار الاقتصادية الضاغطة على المواطن الأردني.فإلى أي حد يمكن أن تنجح الحكومة وما الإجراءات التي اتخذتها على أرض الواقع ؟

الأمن الاقتصادي‏

وزير الصناعة والتجارة الأردني حاتم الحلواني أعلن من جانبه أن الحكومة تعمل على تعزيز الأمن الاقتصادي من خلال الإصلاحات الأخيرة التي ركزت على خفض عجز الموازنة والمديونية العامة وحفز النمو لمكافحة مشكلتي الفقر والبطالة ومعالجة التشوهات الناتجة عن ارتفاع فاتورة الطاقة التي تصل إلى 20 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي، إلى جانب إيجاد مصادر بديلة ومتنوعة للطاقة بأسعار معقولة.‏

وأشار الوزير خلال مناقشات اللجنة المالية والاقتصادية النيابية للموازنة العامة للدولة إلى أن النتائج الإيجابية للسياسة الاقتصادية التي تطبقها الحكومة بدأت تظهر من خلال بعض المؤشرات المهمة، متوقعاً أن يبلغ معدل النمو هذه السنة ثلاثة في المئة، خصوصاً مع زيادة النفقات الرأس مالية في قانون الموازنة.‏

وأوضح الحلواني أن الحكومة تعتمد سياسة المواءمة بين خفض عجز الموازنة من خلال ضبط النفقات ومعالجة الاختلالات في الاقتصاد، ومنها سياسات الدعم، وبين حفز النمو بما يوفر فرص عمل ويحسن مستويات المعيشة.‏

على النقيض‏

ومن جانب آخر أظهرت دراسات وزارة الصناعة والتجارة عن أسعار السلع والمتغيرات التي تطرأ في السوق المحلية، أنه بعد استكمال تحرير أسعار المشتقات النفطية منذ منتصف تشرين الثاني الماضي، لم يُلاحظ أي زيادة تذكر في أسعار المواد الأساسية بل تراجعت أسعار 26 سلعة وارتفعت أسعار 13 سلعة نحو 4 % فقط ، معظمها بسبب ارتفاع أسعارها في بلد المنشأ، فيما استقرت أسعار السلع الأخرى، رغم أن معظم السلع في المملكة مستورد.‏

هذا وتحاول الحكومة ضبط الاحتجاجات الشعبية على ارتفاع الأسعار لاسيما للطاقة والمواد الغذائية الأساسية مستخدمة مجموعة من الأدوات لضبط الأسواق ومنع انفلاتها وضمان توافر كل السلع الغذائية بكميات كافية ومعالجة حالات رفع الأسعار التي تظهر أحياناً.‏

وإضافة إلى قانوني الصناعة والتجارة والمنافسة،تم تحديد سقوف سعرية للمواد التي يُلاحظ رفع أسعارها وأقر مجلس الوزراء مؤخراً مشروع قانون حماية المستهلك الذي سيعزز الأطر والجوانب القانونية لحماية المستهلك ويضع حداً للتلاعب بالأسعار سواء للسلع أم الخدمات ..والسؤال : هل تقنع هذه الإجراءات المواطن الأردني فعلا أم إن الأسواق مازالت مشتعلة أسعارها وغلاء المعيشة لم يتوقف بعد، ولاسيما إننا هنا لم نقدم سوى وجهة النظر الرسمية، التي تقابلها وجهة نظر أخرى تنقضها بمجملها وهي وجهة نظر الشارع الذي لم يهدأ منذ فترة طويلة ..في كل الأحوال الإجابة على هذا السؤال متروكة للأيام القادمة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية