تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


وجع الحاضر يتدفّق مع ذكريات الأمس!

مجتمع
الأحد 17-3-2013
غانم محمد

لا تخجل مما لم تفعله وبالوقت ذاته لا تفعل ما تخجل منه... نتعلّم من حسابنا الخاص كما قال من سبقنا إلى هذه الحياة، والأخطاء التي وقعنا بها سابقاً أو تلك التي قد نقع بها لاحقاً إن لم نحسن الاستفادة منها فلن نكون جديرين بالحياة...

نعلم أن ما تعرّضت له بلدنا الحبيبة وما تتعرض له كان أكبر من قدرتنا على تصديقه لكنه وبكل أسف هو أمر واقع والعاقل هو من يتعامل مع ما يحصل بموضوعية وبصدق مع الذات، ونتجه هنا نحو الوضع المعيشي الصعب لمعظمنا مع الغلاء الفاحش الذي يضرب أطنابه والذي يتفنن في إضرامه بحياتنا تجّار أزمة هم بالأصل منّا وموجودون بيننا ونعزز وجودهم واستمرارهم من خلال أمرين مهمين الأول أننا مضطرون للتعامل معهم لتأمين الحاجيات اليومية وإذا ما ناقشتَ أحدهم باستغلاله للأزمة يصرّ على تقديم نفسه بصورة «بطل» يعرّض حياته للخطر من أجل تأمين متطلبات العيش ويراهن على سمك موجود في الماء عندما يرسل المال لتاجر جملة أو لمعمل من أجل تزويده بالبضاعة وعندما يدفع أجرة الشحن أضعافاً مضاعفة وليس واثقاً أن هذه البضاعة ستصل إليه أم لا فنستسلم لمقولاته وقد نعترف له بالجميل، والأمر الثاني أنّه وعندما لا نقتنع بما يبرر التجّار لأنفسهم به ما يفرضونه علينا من غلاء واستغلال فإننا نقف عاجزين أو غير مقتنعين بأي أسلوب معالجة فلا نشكو للتموين هذا التاجر أو ذاك لقناعتنا بأن شكوانا لن تقدّم ولن تؤخّر فيصبح الجشع قانوناً ويصبح قبولنا به عادة..‏

هذه مقدمة، أما النتيجة وحتى نضمن جودتها وفائدتها لنا جميعاً فيجب أن تلبس ضمائرنا جميعاً وأن تتسلّح برغبتنا الصادقة بمواجهة حالات الشطط والاستغلال دون التوقف عند عبارة «خطية» لأن من يتلاعب بقوتنا اليومي لا يستحق منّا الشفقة.‏

من جهة وفي موضوع لا علاقة له بما تقدّم فإن أكثر ما يشغل بالنا بالإضافة لما تقدّم من تفاصيل الأكل والشرب هو ما تعيشه بعض مدارسنا والتقصير الكبير الذي تقع به إدارات بعض المدارس والتي تتحول مداخل بعضها إلى مراكز انطلاق لتشفيط الدراجات النارية، وتُنجز في باحاتها مشاهد من أفلام المراهقة الغريبة، ويتعرض بعض كوادرها لإهانات من تلاميذ بعمر أبنائهم وعندما تسألهم يقولون لك: ما زالت الأمور «ماشي الحال» ونحن أفضل من غيرنا!‏

يكون العدد في باحة مدرسة أخرى أكبر من العدد الموجود داخل القاعات الصفية، وتختلط حصّة الرياضة بمن غادر صفّه في مشهد فوضوي لم نعتد رؤيته في مدارسنا!‏

نترحّم كثيراً مع غيرنا على أيام مدرّبي الفتوة والذين كانوا يضبطون المدرسة من بابها لمحرابها ويساهمون بقدر كبير في تأمين الأجواء المناسبة للعملية التربوية، ثمّ هل كان الانتظام في دروس النظام المنضم وفي التعرّف على البندقية وإجراءات الإسعاف الأولية وغير ذلك تضرّ أم أنها فعلاً تعود بالفائدة؟‏

كل ما أتذكره في هذا الخصوص أنا وأبناء جيلي أننا أنجزنا العديد من الطرقات في المعسكرات الصيفية وأننا كنا نشارك الفلاحين جني محاصيلهم وننجز حملات نظافة للطرق والمرافق العامة في البلدة فأين الخطأ في ذلك وكم نحن بحاجة لمثل هذه الأنشطة في هذا الوقت بالذات؟‏

ما أردناه من التعريج على هاتين المسألتين والربط بينهما هو التفريق بين ما كنّا عليه وما أصبحنا فيه والقاسم المشترك بين الأمرين هو أننا ظلمنا الظروف حيناً في إلقائنا عجزنا عليها، وظلمتنا الظروف أحياناً أخرى وقد اعتدنا ألا نكون ظالمين وألا نقبل بالظلم والعودة إلى جادة الصواب تتطلب ما هو أكثر من صحوة الضمير في المتجر وفي بعض المدارس!‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية