والتي تخالف كل القوانين والشرائع الدولية ليستكمل بذلك هدفه المنشود بطردالعرب من أرضهم واستقدام المزيد من المرتزقة اليهود من شتى أنحاء العالم ليحلوا محل السكان الأصليين وذلك تنفيذا لمقولة بن غوريون الذي ادعى فيها ان فلسطين أرض بلا شعب لشعب بلا أرض .
لقد قال رئيس الوزراءالاسرائيلي بنيامين نتنياهو في ذكرى احتلال القدس ونقلته صحيفة يديعوت أحرونوت إن من يعتزم التخلي عن الحرم القدسي من أجل السلام يخطىء خطأ قاتلاالأمر الذي يؤكد أن الحكومة الاسرائيلية المتطرفة برئاسة نتنياهو لاتعيرعملية السلام أي اهتمام وأن جل اهتمامها ينصب على مصادرة أراضي المقدسيين و إبعادهم عن مدينتهم المقدسة بإجراءات عدوانية و ذلك من أجل طمس معالم المدينة الاسلامية و العربية واستبدالها ببناء الهيكل المزعوم والحدائق التلمودية و البؤر الاستيطانية وذلك ضمن المشروع اليهودي التوسعي العنصري والذي يهدف إلى السيطرة علىالمدينة بالكامل وجعلها عاصمة الكيان الاسرائيلي.
لقد ضرب الكيان العنصري عرض الحائط بكل القوانين والمواثيق الدولية ولاسيما القرار242 الذي لايجيز احتلال ارض الغيربالقوة عبرإقرار حكومة نتنياهو بناء الهيكل المزعوم وعلى أرض الحرم القدسي الشريف ما يشكل اعتداء صارخا على حرمة الأقصى ثالث الحرمين الشريفين وتدنيسا لأقدس مقدسات المسلمين و يفسر في نفس الوقت إصرار العدو على إقامة شبكة من الأنفاق أسفل المسجد الأقصى ما أدى إلى تشقق الجدران الاستنادية والأعمدة الاسمنتية التي تحمل المسجد وتهدد بانهياره في القريب العاجل.
ومن الخطوات الاستيطانية المتسارعة في الآونة الأخيرة إقرار بلدية الاحتلال في القدس خطة بناء 2500وحدة استيطانية في مستوطنة جيلو في جبل أبو غنيم و ذلك بعد يوم واحد من إعلان سلطات الاحتلال بناء 851 وحدة استيطانية بالضفة الغربية حيث أطلق على هذه الخطوة الاستيطانية اسم (شيلد جيلو مزراح) وتقضي ببناء الوحدات المذكورة انطلاقا من مستوطنة جيلو غربا باتجاه طريق الأنفاق وذلك بدعم من رجل أعمال يهودي قدم الخرائط للبلدية المذكورة من أجل تسريع الاستيطان والتهويد في القدس.
وقد اتبعت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اساليب جديدة في تهويد المدينة المقدسة منهازرع آلاف القبوراليهودية الوهمية حول المسجد الأقصى على مساحة تقدر بنحو 300دونم تمتد من جبل طور الزيتون شرق المسجد الأقصى إلى وادي سلوان ووادي الربابة جنوب غرب الأقصى وإزالة القبور العربية في مقبرة مأمن الله والتي تعتبر من معالم عروبة مدينة القدس لتصبغ المنطقة بطابع يهودي غريب عن قدسية المكان في محاولة لتزوير التاريخ ولتسهيل عمليات الاستيطان و التي تأتي في إطار الاستراتيجية الاسرائيلية التي تعتبر كل فلسطين ملكا للكيان الصهيوني الغاصب، فقد أقر الكنيست الاسرائيلي مؤخرا قانون إعفاء من الضرائب لمن يتبرع بالأموال للمنظمات الاستيطانية الصهيونية وبموجب هذا القانون العنصري الجديد يحصل بموجبه كل من يتبرع للاستيطان على إعفاء ضريبي نسبته 35%الأمر الذي يؤكد أن مسؤولي هذا الكيان يتحدون العالم ويواصلون الاستيطان على حساب الاراضي الفلسطينية ما يعرقل الجهود الدولية التي من شأنها استئناف عملية السلام وإقامة الدولة الفلسطينية المشروعة للشعب الفلسطيني وذلك عبر فرض سياسة الأمر الواقع .
وبموازاة ذلك فإن تطويق الأقصى وبناء الوحدات الاستيطانية والتضييق على السكان المقدسيين ترافق مع تغيير أسماء الشوارع والأحياء واستبدالها باسماء يهودية وإقامة حدائق توراتية وإغلاق ما لا يقل عن 42 مؤسسة خدمية واجتماعية فلسطينية الأمر الذي ادى إلى إفقار 80% من المقدسيين مايشير إلى أن الممارسات العدوانية والإجراءات الاستيطانية لهذا الكيان الغاصب لاحدود لها ليؤكد من جديد أنه كيان فوق القانون الدولي ويمارس إرهاب الدولة المنظم بحق المدنيين حيث ترقى جرائمه إلى جرائم حرب.
هذه الخطوات الاستيطانية العدوانية التي تقوم بها حكومة نتنياهوالمتطرفة العنصرية ما كانت لتتم لولا الصمت الدولي والدعم الأمريكي اللامحدود وتعهد ادارات البيت الأبيض السابقة والحالية بحماية هذا الكيان الغاصب في المحافل الدولية ومده بكل أشكال الدعم المادي والعسكري والمعنوي الامر الذي يعطيه الضوء الأخضر للإمعان في خطواته التي تتناقض مع القوانين الدولية، وما يزيد من تشجيع هذا الكيان على مواصلة عمليات الاستيطان والإجراءات القمعية بحق الشعب الفلسطيني التآمر العربي على القضية الفلسطينية الأمر الذي يتطلب من الفلسطينيين توحيد صفوفهم لمواجهة إجراءات تقويض مقومات قيام الدولة الفلسطينية ومن المنظمات القانونية الدولية واحرار العالم وبرلماناته وكل من يعمل لصالح السلام والاستقرار الضغط على هذا الكيان ولجم التوسع الاستيطاني وإجراءاته احادية الجانب والتي تتنافى مع أبسط قواعد القوانين الدولية وإلزامه بتطبيق قرارات الشرعية التي تضمن حقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .
mohrzali@gmail.com