تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


عصبي جداً!!..

طفولة
الأحد 17-6-2012
ملك خدام

هذا المارد الصغير استولى على كل من حوله بعصبيته الزائدة عن الحد وصار الجميع عبيد رغباته ونزواته المجنونة كونه الطفل الأوحد المدلل، الأم، الأب، الجدة، الجد، الأخوال، والخالات، الأعمام والعمات..

حتى أطفال الجوار كانوا يحسبون ألف حساب قبيل مشاركته اللعب فهو بنزقه المعهود استلبهم جميعاً وتسيد عليهم بعصبيته -الخارقة- رغم أنه أصغرهم سناً..‏

زار والد هذا الطفل العصبي عيادة الأسرة يلتمس علاجاً لطفله العنيف في عصبيته وقال لطبيب الأسرة محبطاً: إنه عصبي فوق كل الحدود تصور أنه يضرب كل من حوله ليحصل على مايريد وإذا تعذر لسبب أو لآخر حصوله على بغيته فإنه يطرق الجدار برأسه لمرات ومرات حتى يدمى فيسارع كل من حوله لاسترضائه بالهدايا والعطايا إلى أن تهدأ ثورته ويستكين ... علق طبيب الأسرة قائلاً: لابأس ينبغي أن نستعرض أولاً الأسباب، فعصبية الطفل إما أن تكون لأسباب عضوية أو نفسية لذا ينبغي في البداية مراجعة طبيب الأمراض الباطنية لفحصه وعلاجه إن كان يعاني مرضا عضويا يسبب له داخليا- الألم- ويجعله بهذا النزق..‏

وإذا لم يكن الأمر كذلك فينبغي البحث في الأسباب النفسية، من جهته الباحث النفسي قال: إن للوسط الأسري المحيط بالطفل تأثيراً بالغاً في عصبيته التي قد تكون انتقلت إليه من عصبية أحد الوالدين أو كليهما لاسيما إذا ماغاب الدفء العائلي عن الأسرة وساد الجو الأسري القسوة أو المبالغة في الحزم أو الاسراف في العقاب.. أيضاً قد يؤدي الاسراف في التدليل كما في حالة الطفل هنا إلى ذات النتيجة فقد لاحظت أنه يسترضى عندما يعصِّب بالأعطيات والهدايا وهذا خطأ شائع عند أغلب الأسر وأعتقد أن اجتناب هذه الأسباب يساعد الطفل في أن يبرأ من عصبيته الزائدة وهذا يحتاج إلى كثير من المحاولة والصبر لأن ما أفسدناه في سنوات لايمكن اصلاحه بين عشية وضحاها.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية