كوابيسنا أضغاث أحلامهم
رؤية الأحد 17-6-2012 فادية مصارع هل هو خبر عاجل؟؟ أم كابوس!!.. حرب أهلية قد وقعت في سورية.. هل هذه أخبار أم أمنيات على شكل أخبار؟!.
أيها السوريون العظام حذار من أن نقع في الفخ.. حرب أهلية ما أبشع هذه الحرب.. ففي الحروب الأهلية لا أحد يربح الكل خاسر.. تخيلوا ما أبشع الصورة، الأهل يقتل بعضهم بعضاً.
عبارات كتبها الفنان نضال سيجري على صفحته الشخصية في مواقع التواصل الاجتماعي.. وكم كان وقعها قاسياً حين قرأتها إذ يبدو أننا جميعاً اعتدنا حياة الكوابيس في ظل ما تتعرض له بلادنا، لكن.. أتمنى أن تكون عابرة ومؤقتة وألا تكون كتلك الكوابيس التي كانت تراها غادة السمان في السبعينيات من القرن الماضي حين وقعت الحرب الأهلية في لبنان فسجلتها في رواية مليئة بالوجع اللبناني والذي هو في كثير من وجوهه وجع عربي، فغادة عبر كوابيسها تنقل لنا واقعاً مريراً يحمل في طياته مأساة بيروت التي كان قدرها الدماء عبر حرب هي للأسف كما وصفت حرب إخوة وكيف غدت تلك المدينة الجميلة تعيش تحت وطأة الكذبة الطائفية التي زرعها كذاب كبير ليجعل منها حرباً كبيرة يموت الشخص فيها بمجرد أنه من خانة معينة في هويته، وكيف أصبحت نتيجة تلك الصراعات جرحاً أبدياً مفتوحاً على الأيام، وما أحدثته من تشويه إنساني حيث الانفجارات والقذائف والموت المزروع في كل مكان، حينها كانت الكاتبة والأديبة الدمشقية المقيمة في بيروت لا تملك سوى القلم الذي بدا صريره خافتاً على الورق أمام أزيز الرصاص، وهو أصلاً نقيض الحرف، أو لعله حرف بأبجدية أخرى، فآلات القتال هي أحياناً كآلات الطبع وإنما يستخدم حين تفشل لغة المطبعة نهائياً.. أيها السوريون لنا في التاريخ عبرة فلأجل سورية لا تدعوا آلات المطابع تفشل ولغة المطابع تتعطل، وأنتم تعلمون كم من المليارات تصرف بالقطع الأجنبي والعربي لبث الفرقة بينكم، لكننا لن ننحدر إلى الجحيم الذي يريدون، لأننا في فسيفسائنا السورية محكومون بالانتماء للوطن ومحكومون بالعيش المشترك لتنجلي كوابيسنا وتكون أمنيات من يحملون رايات الصهيونية باسم الدين مجرد أضغاث أحلام.
fadiamsr@yahoo.com
|