تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


ســــــورية...ســـتبقى قويــــة بشــــعبها

مجتمع
الأحد 17-6-2012
غصون سليمان

أرضنا خصبة.. وغلالنا وفيرة.. وخطوط إنتاج معاملنا مستمرة ومصانعنا تنتج ...وسواعد عمالنا تقدم الخير عدد ساعات النهار...

وإذا كان قدرنا وذنبنا نحن السوريين أننا ومنذ سنوات طوال قد تقاسمنا أوكسجين الحياة وقاسمنا مناصفة رغيف الخبز مع الآخر الشقيق والصديق على هذه الأرض من ضيف وافد وقادم ومقهور ومظلوم، قطع المسافات الطويلة والقصيرة إلى أن حط به الزمان على هذه الأرض الآمنة خوفاً من حرب وعدوان مارسه عدو صهيوني وأميركي وأوروبي ومستعرب رجعي، فقد كنا ومازلنا كأرض وشعب الملاذ الآمن لكل ملهوف ..عاملنا الجميع من عربي وأجنبي بكل مايتعلق بأدبيات الضيافة، وأبهى صور الاحترام والتقدير... حيث لم تبخل سورية العربية على أحد.. فتحت الأبواب منازلها كما حدودها ومدارسها قبل فنادقها ومشافيها ومراكزها الصحية قبل أن تسأل عن اللون والهوية والخلفية ، تعاملت مع الجميع بأخلاق الشعب العربي السوري الرفيع إلى درجة السمو والذي أصبح على مايبدو اليوم كخصال حميدة عملة نادرة بعد أن روّج تجار الدم كل أنواع الموبقات وساهموا في انتشار الرذيلة بديلاً عن شرف وآداب المجتمع ، وحلت الضغينة والبغضاء بديلاً عن الوئام والوفاق ، إذ تجولت المفاهيم الإيجابية والقيم الإنسانية النبيلة إلى غير مكانها وهدفها، حيث سارت هذه المرة نحو اتجاه آخر لتفعل ماتفعله على الخارطة السورية فقد اجتمع دجالّو العصر مستحضرين كل أدوات شعوذاتهم وكامل طقوسهم من مستعربين ومتصهينين ومتأمركين ورجعيين ومنافقين مجردين من كل عفة وفضيلة...‏

منابر الفجور‏

رأيناهم بالأمس وكما كل يوم من عمر الأزمة في بلادي ينبحون على المنابر الخارجية يحرضون، يتوسلون ، يستجدون يتذللون ، حتى تكاد تمس ذقونهم أقدامهم أسيادهم فيما يسمى بمجلس الأمن وحقوق الإنسان والجمعية العمومية تلك المنابر التي تحولت في الزمن السوري إلى أكبر مصدر للإرهاب والكذب ومعاقبة الشعوب المقاومة الآمنة في أوطانها المناهضة لكل سياساتها اللعينة القائمة على الاستغلال والاغتصاب والاحتلال لكل مقدرات الشعوب ، وما حفلة أمس التي شهدها العالم إلا كانت استجداء منقطع النظير من مستعربي هذه الأمة حتى تدخل سورية بلاد الشام والتي رمزها الهلال الخصيب في أتون إطار بندهم السابع كي تزحف الجحافل العسكرية البرية والبحرية والجوية لحلف الناتو ومن يدور في فلكهما ..لتنال من أرضنا ومياهنا وسمائنا وشعبنا بعد أن يئسوا وملوا من دفع الملايين من الدولارات، وأرهقوا من كثرة إعداد الخطط والبرامج التآمرية الموصوفة بعد أن استلهكوا كل مافي أدراجهم السرية وأقراص سيدياتهم المدمجة وشيفرات ورموز اتصالاتهم وإحداثيات أقمارهم الصناعية..‏

ولكن الحقيقة الساطعة ستبقى كما هي لايمكن للغيوم المصطنعة والضباب المفتعل أن يحجب مفردات هذا السطوع طالما الشعب العربي السوري يحمل كل هذ الكبرياء والعنفوان فهو الوفي في موافقة المخلص في انتمائه العشاق لأرضه ووطنه... وهذا الجيش العقائدي الوطني الذي خرج أفراده من صفوف هذا الشعب ...من بين أفراده وعائلاته تربى وتعلم وتدرب في مدارس الوطن ومناهجه وكلياته من أن لاشيء يعادل محبة الوطن إلا المحبة ذاتها والوفاء ذاته والإخلاص عينه، فكان شعار عمل المؤسسة العسكرية وطن، شرف ،إخلاص .‏

إلى جانب كل مايتعلق بأركان ومقومات الدولة من بنية مؤسسية وتشريعية ودستورية وقانونية وشعبية ومجتمعية.‏

لذلك ومن أجل كل ذلك فقد حدثنا التاريخ بفصوله المتتالية والمتوالية على هذه الأرض كم أن مستعمراً وغازياً ومغتصباً تكسرت أحلامه على شواطئ هذه الأرض وانهزمت أحلامه في عمق السهول والجبال والوديان...‏

ومزقت رايات الاحتلال بكل أشكالها السياسية والاجتماعية والاقتصادية فكانت هزيمتهم المدوية وكان لنا الانتصار والذي نفاخر فيه حتى الآن، ورغم كل ماجرى ويجري اليوم من تحديات لامثيل لها إلا أن الشعب العربي السوري لايستطيع العيش إلا في أرضه يأكل من قمحه وخضرته يغرس أشجار التين والزيتون ...ومن تعود أن يفتح ذراعيه باستمرار لكل الضيوف لايمكن له أن يكون في يوم من الأيام لالاجئاً ولانازحاً ولاحتى ضيفاً عند أحد ومايفعله الإرهابيون والمتآمرون اليوم من تنكيل وتهجير وتهديد لتحقيق أمنيات أعدائنا في خلق ممرات آمنة كمايسمونها ماهي إلا بدعة وحالة طارئة سرعان ماتتكشف حقائها وأهدافها.‏

فالحرة تموت ألف مرة ولاتأكل من ثديها... وسورية الحرة لابد منتصرة بجيشها وشعبها وقائدها ....‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية