ومع هذه التحركات المعادية وتفاصيلها الخفية، فإن العين الروسية لها بالمرصاد، حيث أكد رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف أن موسكو سترد سياسياً وبالمعنى العسكري على محاولات حلف شمال الأطلسي «ناتو» نشر قواعد عسكرية بالقرب من الحدود الروسية كونها تهدد الأمن القومي للبلاد.
ميدفيديف وفي مقابلة مع صحيفة أخبار المساء الصربية عشية زيارته لبلغراد ونشرتها وكالة سبوتنيك قال: إن مثل هذه الأعمال تتعارض مع معاهدة إنشاء حلف شمال الأطلسي نفسه.
وأضاف: لا أحد ينكر أن لروسيا مصالح خاصة بها تتعلق بضمان أمنها.. نحن دولة كبيرة ونووية.. ورغبة حلف الناتو بنشر قواعد في جوارنا المباشر لا يمكن أن يملأ مشاعرنا بالإيجابية، موضحاً أن كل المحاولات الرامية لجذب دول ذات تناقضات داخلية إلى حلف الناتو خطيرة للغاية وعواقبها وخيمة، لافتاً إلى أن من يرغب بالانضمام للحلف عليه التفكير مئة مرة قبل اتخاذ مثل هكذا قرار.
بموازاة ذلك كشفت وسائل إعلام ألمانية عن إجراء «الناتو» مناورات عسكرية سرية في ألمانيا تتضمن سيناريو خاصاً بالحرب النووية.
وذكرت صحيفة فرانكفورتر ال غيمايني الألمانية أن الناتو بدأ مناورات أطلق عليها اسم «ستيد فاست نون» مشيرة إلى أنها تخضع لسرية كبيرة، وأنها تشمل استخدام قاذفات يمكن أن تكون مجهزة في حالة الحرب بأسلحة نووية إضافة إلى كيفية نقل الأسلحة النووية الأميركية بأمان من مخازن الأسلحة السرية إلى الطائرات وتثبيتها بها.
ويشارك الجيش الألماني بطائرات تورنادو من سرب القوات الجوية 33 التكتيكية المتمركزة في قاعدة بوشيل الجوية الألمانية والتي يتم تخزين الأسلحة الأميركية بها.
ويعمل الناتو على تكثيف وجوده العسكري في شرق أوروبا وأجرى مناورات عسكرية كثيرة خلال الأعوام الماضية في إطار تحركاته الاستفزازية الموجهة ضد روسيا.
وكان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أعرب في حزيران الماضي عن قلق موسكو من قرار وارسو وواشنطن نشر سرب طائرات مسيرة في بولندا وما قد يترتب عليه من زيادة التوتر في أوروبا وقال: إن عواصم دول الناتو تسعى لإعادة صياغة الجغرافيا السياسية في المنطقة ما يخلق ظروفاً غير مريحة للتنمية بالنسبة لنا.