ويتساءل المراقبون عن طبيعة وحقيقة المنافسة في الموسم الجديد، وخاصة أن عدة أندية سعت واستعدت لتكون فرقها قوية ومنافسة، فأبرمت عقوداً مثيرة مع لاعبين ومدربين وبأرقام كبيرة، ما يوحي برغبة جامحة بالمنافسة، وإن كانت المستويات العالية لا تتعلق باللاعبين والمدربين فقط، بل وبالملاعب أيضاً وهي التي ليست جيدة بالقدر الكافي لتقديم أفضل أداء، ولعل تأجيل انطلاقة الدوري كان بسبب عدم جاهزية الملاعب وتقصير القيادة الرياضية في صيانتها والعناية بها.
وستكون فرق الجيش والوحدة وحطين والاتحاد وتشرين والوثبة تحت المجهر، بعد أن عقدت صفقات كبيرة لتدعيم صفوفها، وإن قدمت هذه الفرق المتوقع والمنتظر على ضوء هذه الصفقات فإن المنافسة ستكون شديدة وواسعة، وهذا في صالح اللعبة، ولكن بالمقابل يتطلب الأمر استعداداً من اتحاد كرة القدم فيما يتعلق بالتحكيم والأمور التنظيمية، وكذلك استعداداً من إدارات الأندية في تنظيم جمهورها والتأكيد على الروح الرياضية وعدم التعصب.
ويحمل الدوري في نسخته الجديدة الرقم 49، وإن كانت التسميات قد اختلفت منذ انطلاقته عام 1966، وكان الأكثر تداولاً هو دوري الدرجة الأولى، وهي التسمية الأكثر إقناعاً لأن تسمية الممتاز في السنوات الأخيرة تبدو كبيرة على دوري مستواه متواضع عموماً، وخاصة في ظل ملاعب تفتقد الكثير من المقومات الضرورية سواء للعب أم للحضور والتشجيع. وكذلك في ظل أندية معظمها ضعيفة مادياً وغير قادرة على المنافسة، فضلاً عن عدم القدرة على تعزيز الصفوف بالمحترفين في السنوات الأخيرة بسبب الظروف.
وبالعودة إلى المرحلة الأولى التي تقام مبارياتها اليوم فإن الأبرز ستكون مباراة الجارين الوحدة والجيش والتي يحتضنها ملعب الفيحاء الساعة الثالثة عصراً، وهو موعد المباريات الأخرى باستثناء مباراة اللاذقية بين حطين والطليعة التي ستقام عند الساعة الثامنة مساءً.
علماً أن نادي الوحدة سعى لتقام هذه المباراة مساءً وتحت الأضواء الكاشفة، ولكن قيل إن الأضواء الكاشفة معطلة؟! بكل الأحوال يتوقع أن تكون المباراة جماهيرية ومثيرة وجيدة المستوى.
وقبل تناول المباريات الأخرى، نشير إلى أن مباراة الكرامة والجزيرة المقررة في حمص تأجلت بطلب من نادي الجزيرة بسبب ظروف محافظة الحسكة.
إذاً المباراة الثانية من حيث الإثارة والقوة سيكون ملعب رعاية الشباب في حلب مسرحاً لها وتجمع الاتحاد والوثبة، وكلاهما عقد العزم على المنافسة، وبلا شك يملك الاتحاد الأفضلية لوجوده على أرضه وبين جمهوره.
وعلى ملعب الباسل باللاذقية يلتقي مساءً كما أشرنا فريق حطين وضيفه الطليعة في مباراة قوية ومتكافئة، وفي حماة يحل تشرين ضيفاً على النواعير، ويبدو البحارة قريبين من الفوز بحسب الاستعدادات والإمكانات.
وعلى ملعب البعث في جبلة يحل الشرطة ضيفاً على جبلة في مباراة متكافئة نوعاً ما، بينما يلتقي على ملعب تشرين بدمشق الفتوة الذي اختار ملاعب العاصمة أرضاً له، يلتقي الساحل في مباراة متكافئة أيضاً.
بقي الإشارة إلى أن مدربي فرق الدوري الممتاز للموسم الجديد هم: طارق جبان للجيش، رأفت محمد للوحدة، باسم ملاح للشرطة، ضرار رداوي للوثبة، التونسي قيس اليعقوبي للاتحاد، عساف خليفة للساحل، حسين عفش لحطين، ماهر بحري لتشرين، فراس نعسعس للنواعير، عمار شمالي للطليعة، محمد خلف لجبلة، حسان إبراهيم للفتوة، عبد القادر الرفاعي للكرامة، وبيرج سركيسيان للجزيرة.