تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


صامتة!

ملحق ثقافي
2012/2/21
شادي عمار:ترتِّبين دقائقي بصمت

تنفضين عنها الغبار‏

ووقتَ يوشك الغيم‏

تفريطاً بشهوة الغيث‏

تفرِّين ظبيةً ملتاعةً‏

زادُكِ قليلٌ من الحزن‏

وكثيرٌ كثيرٌ من الحيرة!!‏

أراقبُكِ‏

ترسمين عَينيَّ‏

وتتركينهما بِلا حدقتين فجأةً‏

فأعشى عنك‏

وتقيمين في قلبٍ بعيدٍ‏

مُطْرِقةً!‏

أَسقيكِ رحيقاً‏

بِوَجْدِ القهوةِ‏

أُجادلُك...‏

أن لا تتركي داليةً‏

تَيبَسَ‏

وَلمَّا يُقتطفِ العنَب‏

فيبقى النبيذُ الموعودُ‏

غُصَّةً‏

وتنهمرُ مزَقُ القصائدِ‏

على صفحاتي‏

في يُتمٍ!‏

يا عميقةَ الصَّمتِ‏

في مقلتينِ عميقتيِّ البَّحر‏

لوِّني دُكنَتي‏

اشبكي فوقَ رأسِي‏

المصدوعِ‏

شَعْرَكِ روضاً‏

يدرأُ الرَّمَضَ‏

من عمري‏

المرضَ منْ‏

جسدي‏

وحُرقةً ما، تَغِلُّ‏

لا تنطفئُ بماءٍ‏

بل بثغر!‏

تغمريني بيأسٍ‏

صبيَّاً مُعفَّراً اشتاقَ‏

الماءَ الدافئ والصابون‏

فأنتشي بالَّلوعة‏

وأَختَفِقُ بسعادةٍ متوهَّمةٍ‏

لطيرٍ ذبيح!!‏

تتسرَّبين‏

خلالَ أصابعي‏

زيتاً وماء‏

رغم إصرارِ قبضتي‏

وانغلاقِ نوافذي العالية‏

على نسائمِكِ‏

_التي اغتالت سكينتها‏

فجأةً!_‏

أبحثُ تحتَ جبال‏

وبحار الكلمات‏

بين ركام القصائد‏

عن زُرقَتِكِ الشجية‏

أو ربما‏

عن فَكاكٍ من أَسركِ‏

فأعلقَ مزيداً‏

في سبَخاتِكِ الُمهلكات!‏

يختنقُ من صراخي الصدى‏

والحمامُ الزَّاجل‏

يتعشّاه فقير لا يملك سوى‏

دِقَّةَ التصويب‏

وتَعْلَقُ رسائلي‏

على أسنان أولاده‏

ويتشبَّثُ عمري‏

حتى آخر حرف‏

بكِ.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية