منذ ذلك الحين والولايات المتحدة الأميركية تعيش حالة من التخبط والهستيريا نتيجة فشلها في تحقيق أجنداتها وإبقاء المدينة تحت جحيم الإرهابيين المجرمين وتحقيق التواصل مع التنظيمات الإرهابية في الريف الجنوبي الغربي لتكون الجغرافيا متواصلة بين الإرهابيين في إدلب وحلب وريف حماة الشمالي.
حالة الهستيريا الأميركية جراء إخفاقات ذراعها العسكري في سورية والمتمثلة بالتنظيمات الإرهابية التكفيرية بمختلف مسمياتها التضليلية تجلت في محاولة تجميع هذه التنظيمات, تحت قيادة غرفة عمليات مشتركة ومحاولة كسر الطوق الذي فرضه الجيش العربي السوري على الإرهابيين في الأحياء الشرقية من حلب وعمدت الاستخبارات الأميركية والتركية والسعودية والقطرية التي تقود غرفة عمليات الإرهابيين إلى زج آلاف المرتزقة في تلك المعركة التي فشلت في تحقيق أجندتها حيث قتل وجرح منهم نحو 3000إرهابي وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على أهمية حلب حسب مخططات واشنطن العدوانية التقسيمية من جهة ورخص دماء أدواتها التي تزج بهم في معارك خاسرة رغم معرفتها الأكيدة بأن المئات أو الآلاف سيقتلون.
لكن ذلك لايعني لها شيئاً مادامت تعمل لتحقيق أهدافها والقتلى ليسوا مواطنين أميركيين.
فشل هجوم الإرهابيين على حلب وتقدم الجيش العربي السوري نحو مواقعهم وآخرها تل القرع المشرف على الكليات العسكرية والسيطرة النارية الكاملة على الممر الذي كان الإرهابيون يتسللون منه راجلين إلى أحياء حلب الشرقية, كل ذلك دفع القوى المتآمرة على الشعب السوري بقيادة الولايات المتحدة الأميركية إلى تصعيد التوتر في جبهات الميدان وفتح جبهات جديدة حيث تم الإيعاز لأحد أذرع حزب العمال الكردستاني(الأسايش) من أجل مهاجمة مراكز الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الشعبية في مدينة الحسكة, وبذلك تكون الولايات المتحدة الأميركية قد استغلت الورقة الكردية والتي تشكل ورقتها الأخيرة متوهمة أن ذلك سيحقق لها أجندتها التقسيمية والتعويض عما خسرته في حلب واستطراداً دعم التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي تتلقى ضربات موجعة من قبل الجيش العربي السوري والأصدقاء الروس والإيرانيين الجادين في مكافحة الإرهاب في سورية وذلك في محاولة لرفع معنوياتهم المنهارة.
معركة حلب وإنجازات الجيش العربي السوري كشفت الورقة ماقبل الأخيرة في جعبة الدعم الأميركي للعصابات والتنظيمات الإرهابية حيث سخرت واشنطن كل وسائل الإعلام التي تخدم مخططاتها العدوانية من أجل وصف حصار الإرهابيين بأنه مأساة إنسانية ولاسيما بعد فشل هجوم التنظيمات الإرهابية في كسر الحصار عن المرتزقة في أحياء حلب الشرقية ليشكل ذلك دعماً علنياً للإرهاب وفي نفس الوقت إخفاقاً وفشلاً فيما تخطط له وأيضاً تأتي الورقة الكردية التي تستخدمها الإدارة الأميركية لتسقط آخر أوراقها في دعم الإرهاب ومحاولة إطالة أمد الأزمة حيث تبين مؤخراً أنه رغم الاتفاق على وقف الأعمال القتالية في الحسكة فإن الأسايش المرتبطين ارتباطاً وثيقاً بالمخطط الأميركي خرقوا الاتفاق وحاولوا التصعيد من جديد عبر مهاجمة نقاط الجيش وأحياء الحسكة الآمنة, الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ورغم التصريحات بأنها مع محاربة الإرهاب وإيجاد حل سياسي للأزمة المفتعلة في سورية إلا أن الحقيقة هي من صنعت تلك التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها داعش والنصرة التي غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام دون أن تغير من فكرها القائم على القتل والتدمير ، وتحاول الاستثمار في الإرهاب الذي يضرب المنطقة العربية ولاسيما في سورية والعراق وأن كل ما تدعيه بخصوص محاربة الإرهاب هو مجرد مراوغة وتضليل من أجل إطالة أمد الأزمة واستنزاف طاقات الشعوب خدمة لمصالحها الاستعمارية وضماناً لأمن الكيان الصهيوني .
ألا عيب واشنطن وادعاءاتها في محاربة الإرهاب لم تعد تنطلي على كل متابع للسياسة الأميركية في المنطقة لأنها وحسب تصريحات المسؤولين الروس الذين يتابعون ما يحدث من إرهاب في المنطقة ويعقدون اللقاءات المكثفة مع الجانب الأميركي أكدوا أن الإدارة الأميركية لا تفي بالتعهدات والتفاهمات التي يتم التوصل معها بشأن إيجاد آليات لمكافحة الإرهاب وحل الأزمة المفتعلة في سورية عبر الحوار, وهذا ما يقودنا للقول إن النفاق الأميركي مستمر وهو المسؤول عن انتشار الإرهاب في العالم, الذي بات يهدد الأمن والاستقرار في العالم وبالتالي سيبقى الرهان على الميدان وإنجازات وبطولات الجيش العربي السوري في معركته مع الإرهاب بالتنسيق والتعاون مع الأصدقاء وفي مقدمتهم روسيا وإيران والمقاومة الوطنية اللبنانية وأحرار العالم لأنه الطريق الوحيد الذي يطهر سورية من رجس الإرهابيين ويحقق طموحات السوريين في عودة الأمن والأمان وبناء سورية المتجددة دون أي تدخل خارجي .
mohrzali@gmail.com