تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مئــــة يــوم..صــفر من الإنـــجازات

ترجمة
الأثنين 20-7-2009م
ترجمة: ريما الرفاعي

يا للسخرية.. لدينا الآن معارضة كفاحية باسلة. فقد اطلقت كتلة كديما حملة ضد حكومة نتنياهو، حيث تفتق ذهن بعض اصحاب الافكار من احد مكاتب الدعاية عن ملصق جذاب:

«بيبي مئة يوم صفر من الانجازات». بعد مئة يوم من استغراق المعارضة التي لا توجد لها ايضا اي انجازات في النوم، تعود كتلة كديما للانقضاض على الحكومة. داليا ايتسيك التي تقاتل في الطرق عللت ذلك بالقول: إننا نجد انفسنا فجأة في مواجهة مع الامريكيين بدلا من فعل كل ما يلزم لإثبات أن الفلسطينيين هم من يرفض السلام.‏

وتترافق هذه الحملة مع عدد من الشتائم تركز على قضية طبع بنيامين نتنياهو وشخصيته «القابلة للابتزاز وللضغط وللانكماش». هذه الحملة الواهنة تشير الى انه لا يوجد شيء هام تقوله المعارضة مع انتهاء «ايام التسامح» مع الحكومة.‏

والواقع ان الوقت لا يزال مبكرا للقول ما اذا كانت المئة يوم الاولى لحكومة نتنياهو كانت حصيلتها صفراً من الانجازات، لكن يمكن القول بصورة مؤكدة إن هذا الحكم ينطبق اضعاف مضاعفة على معارضة تسيبي ليفني وداليا ايتسيك المفرطتين في الضعف والخجل.‏

في قديم الزمان كان هناك معارضة على رأسها استاذ ليفني السياسي مناحيم بيغن تمكنت من هز البلاد خلال ثلاثين عاما تقريبا. اثارت خلال ذلك قضايا كبرى: التعويضات من المانيا، الكيبوتسات، الهستدروت، الظلم الطائفي. في كل تلك القضايا كانت المعارضة هي اللاعب الرئيسي.‏

لقد اقترحت حركة حيروت حينذاك على الجمهور طريقا بديلا واضحا ومتميزا. وتمكن بيغن من حشد جمهور كبير صرخ الى عنان السماء بحناجر قوية في الميادين والساحات العامة الى حين نضوج ظروف الانقلاب في الحكم. وحزب العمل ايضا كان معارضة حقيقية طوال عدة سنوات واقترح بديلا سياسيا واقتصاديا وتسوية اقليمية الى أن سقطت عليه وعلينا لعنة حكومات الوحدة. منذ ذلك الحين وحتى الآن فقدت اسرائيل معارضتها، وحتى ان كان هناك من يحملون شكليا هذا اللقب. انهم جميعا ولدوا كي يحكموا فقط. ولا يجيدون شيئاً سوى ان يكونوا في الحكومة. كل الاحزاب جربت ان تكون في المعارضة في مرحلة معينة. وفي تلك اللحظة فقدت نهجها اذا كان لها نهج اصلا. والان لدينا معارضة من الجيل الثالث اسمها كديما.‏

الواقع انه ليس لدى حزب كديما ما يقدمه للجمهور. وثمة شك كبير اذا كان لحزب اللاجئين هذا في اي وقت من الاوقات امر حقيقي يعرضه على الناس باستثناء فترة ارئيل شارون. اليوم في المعارضة المواجهة لنتنياهو اختفى نهج هذا الحزب وغاب صوته تماما. لاءات نتنياهو هي نفسها لاءات ليفني: لا لحق العودة، لا لرفع الحصار، لا لحماس. السلام لن يقوم مع مثل هذه اللاءات. كما أن «نعم» هي ذات النعم. تستطيع ليفني مهاجمة نتنياهو طوال الوقت بسبب تبنيه المتأخر لحل الدولتين، الذي تنادي به هي، ولكن هذا ليس بديلا سياسيا. يمكنها أن تنتقد خضوعه للضغط ولكن هذه الميزة هي التي دفعته للموافقة على صيغتها للحل أخيرا. ليفني لا تقترح بديلا باستثناء الابتسام في وجه واشنطن وهو الامر الوحيد الذي كانت ستنجح به اكثر من نتنياهو. ليفني ربما كانت تنجح في مغازلة باراك اوباما والاحتيال على الامريكيين وربما كانت ستنجح في اقناعهم بقبول نهج الكذب التي تدعيه داليا ايتسيك أن الفلسطينيين هم الرافضون للسلام. ولكن ماذا بعد ذلك ؟ في هذه الحالة كنا سندخل لأربع سنوات في دورة جديدة من المفاوضات العقيمة التي لا تقود الى اي مكان. ألم يحدث هذا في حكومة كديما السابقة. الشجار الذي يدور بين نتنياهو والامريكيين بالتحديد قد يقود الى اكثر من مجرد عملية سلام اخرى لليفني التي لم تتحل بالشجاعة الكافية كي تقول موقفها الواضح في قضية تجميد الاستيطان.‏

كان ينبغي على كديما أن يبلور نهجا بديلا حقيقيا وان يجتذب جمهورا كبيرا من حوله لأن يوما سيأتي يقود فيه عملية انهاء الاحتلال رئيس وزراء مثل نتنياهو او ليفني او ايهود باراك. فهذا القائد لن يكون من اليسار الراديكالي، تماما كما حدث في الاتحاد السوفييتي وجنوب افريقيا. من الممكن البدء في هذه الخطوة من مقاعد المعارضة. واذا كانت ليفني تعتقد فعلا ان الوقت ينفد فمن واجبها أن تكون اول المستيقظين. كان عليها ان تستغل كل منبر حتى تطلق صرخاتها الصادقة والواضحة لتعيد ثقة الاسرائيليين والفلسطينيين والعرب أن ثمة في اسرائيل قيادة تؤمن بالسلام وهي قادرة على تحريك الجمهور. كان عليها أن تقول الحقيقة حول الاحتلال وفرص السلام للاسرائيليين. هذه الهدف يحتاج اكثر من مجرد الظهور في زوايا النميمة وتوجيه اللسعات الى نتنياهو او حتى في صياغة ملصقات مكررة. بعد صفر من الانجازات، امامك مئة يوم اخرى يا ليفني استيقظي بعدها واطرحي بديلا حقيقيا وكافحي من اجله.‏

 بقلم: جدعون ليفي‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية