تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الــعداء لأوبــامــا.. يـــجتـاح إســـرائيل؟

شؤون سياسية
الأثنين 20-7-2009م
علي سواحة

لن نجافي الحقيقةإن قلنا إن «إسرائيل» تعاني اليوم من حالة انقسام حيال المواقف الأخيرة التي أعلنها الرئيس الأميركي أوباما.

فالإسرائيليون هذه الأيام منقسمون حيال الرئيس أوباما ولاسيما انقسامهم حيال تصنيف الرئيس الأميركي إذا ما كان الصديق المطلوب كما هو حال الرؤساء الأميركيين السابقين أم لا، هم لهذا يحاولون تصوير الرئيس أوباما على أنه صديق للعرب لا لإسرائيل بل قسم من الإسرائيليين في صفوف اليمين الإسرائيلي المتطرف يضعه في خانة العدو وإن تخفى بثوب الصديق، أيضاً هناك قسم من الإسرائيليين يراه رئيساً أميركياً من نوع جديد يتسم بنقاء الضمير وصدق النيات وآخرون في إسرائيل يرونه علىأنه رئيس أميركي يسعىإلى السيطرة والهيمنة كغيره من الرؤساء الأميركيين لكن بطريقة مختلفة عنهم لحد كبير وربما بثمن أقل عن خسائر غيره، بمعنى أن الإسرائيليين يعيشون اليوم حالة انقسام فعلية حيال الرئيس أوباما وهو انقسام لم تعشه إسرائيل في هذه الصورة حيال أي رئيس أميركي آخر من قبل وهذا الشيء عبر عنه الإعلام الإسرائيلي بشكل واضح ومنذ استلام الرئيس أوباما سلطاته الدستورية.‏

والمتتبع لهذه الحالة في الإعلام الإسرائيلي يستنتج أيضاً أن خلاف الإسرائيليين ليس حيال شخصية رئيس أميركا الجديد فحسب بل خلافهم ذهب إلى أبعد من هذا إلى أميركا نفسها وعما سيكون دورها في المستقبل بالنسبة لإسرائيل.‏

فالمعروف أنه ومنذ ولادة هذا الكيان الغاصب في فلسطين المحتلة والإسرائيليون يكيلون المديح لأميركا رسمياً وإعلامياً ودبلوماسية وللعلاقة التي تربط الجانبين.‏

وكان الإسرائيليون من مختلف مواقعهم من متدينين وعلمانيين يجتمعون على المديح للعلاقات الاستراتيجية التي يبديها الطرف الأميركي حيال إسرائيل، لكن الحال لدى الإسرائيليين اليوم لها صورة استثنائية عن صورة الإسرائيليين السابقة حيال أميركا فلم تتجاوز بعد مدة الرئيس الأميركي أوباما في السلطة ستة أشهر حتى ظهر وبشكل فجائي بين الإسرائيليين أصدقاء أميركا من يصنفها أو يصفها بأنها البلد المعادي لإسرائيل وبأنها العقبة في طريق السلام بالمنطقة مع الفلسطينيين على وجه الخصوص بل هناك من الصحفيين الإسرائيليين الذين طالبوا في مقالاتهم بمعاقبة أميركا رغم أنها وصلت في طغيان مواقفها الحاضنة والراعية لإسرائيل إلى السماح للإسرائيليين بالتجسس عليها والحال شاهدة على ذلك حيث لم تعاقب أميركا أي إسرائيلي ثبت بالدليل القاطع أنه كان يتجسس في الولايات المتحدة لحساب «إسرائيل».‏

والحال لم تقف عند هذه الحدود بل ذهب قسم كبير من الإسرائيليين لإجراء اتصالات مع مؤيديهم داخل أميركا في الكونغرس وغيرهم وبالأخص بين الأعضاء الديمقراطيين الذين يعتمد الرئيس أوباما على تأييدهم له إلى تحفيزهم للوقوف ضده، وقد نجح هؤلاء بعض الشيء في تنظيمهم تظاهرات ضد سياسة الإدارة الأميركية الحالية كما أصدرت عدد من المنظمات اليهودية الأميركية بيانات تهاجم وتندد بطلب أوباما تجميد النشاط الاستيطاني اليهودي وشاركت في تلك التظاهرات منظمات معروفة سابقاً باعتدالها مثل منظمة الاتحاد الصهيوني الارثوذوكسي.‏

كذلك الصحافة الإسرائيلية ساهمت في هذه الحملة لتسعير وتسخين المواقف ضد الرئيس الأميركي وتنظم إلى اليوم حملات لتشويه مواقفه مع إسرائيل ووصفت على سبيل المثال صحيفة يديعوت أحرونوت الرئيس أوباما في أكثر من افتتاحية لها بأنه في إجراءاته الأخيرة ضد الاستيطان اليهودي وحيال مطالبته بحل الدولتين على أنه تراجع أميركي عن الدعم المعهود لإسرائيل وبأن الرئيس أوباما في إطار مطالباته حيال إسرائيل إنما يريد أن يوقع الفتنة داخل الحكومة الإسرائيلية وبين أوساط الإسرائيليين على حد قول الصحيفة الإسرائيلية.‏

كذلك نقلت صحيفة هآرتس اعتقاد نتنياهو أن الرئيس أوباما يريد مواجهة مع إسرائيل لتحسين علاقاته مع العالمين العربي والإسلامي.‏

وأن نتنياهو لايزال ينتظر خطة أوباما للسلام في الشرق الأوسط التي سيعلن تفصيلاتها في شهر تموز المقبل، وهو يتوقع أن الرئيس أوباما سيعلن مواقف في هذه الخطة ليس من السهل على «إسرائيل» أن تلبيها أو تقبلها ولاسيما بشأن مطالبة الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران عام 1967 ووقف الأنشطة الاستيطانية اليهودية.‏

إن الإسرائيليين يعيشون اليوم حقيقة أزمة ثقة مع إدارة أوباما، وقد بلغت ذروتها في الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية ليبرمان والوزير يوسي بيليد إلى أعضاء حكومة نتنياهو محذرين فيها أوباما من إقدامه على ممارسة الضغط ضد إسرائيل، واقترح بيليد في الرسالة تلك لإسقاط محاولات الرئيس أوباما والتصدي لها بجميع الوسائل العديد من المقترحات تتضمن فرض عقوبات على الولايات المتحدة الأميركية منها أن تتحول إسرائيل في شراء الأسلحة من أميركا إلى دول أخرى وأن تعرض إسرائيل على دول أخرى غير أميركا أن يكون لها مواقع متميزة ونفوذ كبير لدى إسرائيل بل إن بيليد يطالب الحكومة الإسرائيلية أن تتدخل بصورة مباشرة في انتخابات الكونغرس التي ستجري العام المقبل على أمل أن يجبر أولئك المرشحون بالضغط على الرئيس أوباما لانتهاج سياسة أكثر تأييداً لإسرائيل مما هي عليه اليوم.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية