تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


فرانسوا تروفو والخروج على التقليد

ثقافة
الثلاثاء 14-7-2009م
رانيا الحسن

تأتي أهمية استعادة سينما فرانسوا تروفو انطلاقاً من عدة أسباب، لعل أهمها أنه لم يكن تقليدياً بالمطلق فقد شن هجمات فنية على السينما التقليدية، ففتح الباب أمام جيل من المخرجين سموا (بالموجة الفرنسية الجديدة في السينما).

ومؤخراً تم عرض فيلم جول وجيم في المركز الثقافي الفرنسي من اخراج فرانسوا تروفو وتمثيل جين مورو وأوسكار ويرينر، هنري سير.‏‏

أصبح فرانسوا تروفو خلال مدة حياته المهنية التي امتدت زهاء 25 سنة أنجز خلالها 21 فيلماً روائياً طويلاً من أكثر صناع الأفلام الفرنسيين شعبية في زمنه، كما ذاع صيته ولاقى إعجاباً كبيراً في الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان فاق الإعجاب الذي ناله في بلده الأم، كما اعتبره الأمريكيون أنه يمثل السينما الفرنسية بوجه عام وجسدها في نظر عشاق السينما الأمريكيين تماماً كما فريديكوفيلليني بالنسبة إليهم يمثل السينما الإيطالية وإنغمار بيرغمان يمثل السينما الاسكندنافية.‏‏

لقد حقق تروفو هذه المكانة كسفير ثقافي لبلاده في أمريكا مع أن هذه الصفة مشكوك بصحتها.بالرغم من طبيعة أفلامه المؤلفة من عناصر مستمدة من مصادر انتقائية سواء بالأسلوب أم في الموضوع بالإضافة إلى رفضه اتباع التيارات السائدة والأساليب الشائعة في ذلك الوقت.‏‏

تدور أحداث الفيلم في عام 1912 حول رجلين تجمعهما صداقة قوية في باريس دخلت لبهما صورة منحوتة لإمرأة ذات ابتسامة غريبة فيذهبان بحثاً عنها حتى اليونان، ولدى عودتهما إلى باريس يلتقيان كاترين التي تشبه المنحوتة شبهاً غريباً فيغرم بها الصديقان وتغرم هي بالاثنين معاً فتصر على الزواج من جيم وعندما يتأخر جيم عن موعد لقائه معها تتفق مع جول على الزواج ويتزوجان وينجبان الطفلة سابين.‏‏

ثم تندلع الحرب العالمية الثانية وتفصل الصديقين عن بعضهما فكلاً منهما يحارب إلى جانب بلاده، جول (ألمانيا) وجيم (فرنسا) وتخسر بلد جول الحرب ويعودان فيلتقيان وتعيش كاترين تناقضات عاطفية وتنتابها اختلاجات نفسية بحب جيم تارة وجول تارة أخرى ويتضح أنها مغرمة بالاثنين وتسعى للاحتفاظ بهما معاً وعندما تعجز عن الاحتفاظ بجيم تقرر الانتحار غرقاً برفقة جيم.‏‏

نص السيناريو جاء مستلهماً لأعمال مبدعين كبار أمثال شكسبير وأوسكار وايلد وأبطال قصة دونكيشوت.‏‏

كاترين بدت شخصية أنثوية جديدة الطرح بتنفيذ كل ما تريده وما ترغب به، أما جول فكان الزوج المغلوب على أمره والضحية التي يجب أن تفترس ليحيا غيرها ويحب. فلا يهمه مع من تكون كاترين المهم هو بقاؤها إلى جانبه فعندما رأى كاترين أقر أن السماء قريبة من اختراع الحب والمستقبل بالنسبة له هو مهنة الفضولي فعندما سأل أستاذه ماذا ستصبح؟ أجاب سأصبح دبلوماسياً فقال له الأستاذ: هل تستطيع أن تضيف كنية مشهورة إلى اسمك (لا) هل معك ثروة (لا) إذا انس أمر الدبلوماسي.‏‏

والحياة بنظره محايدة لا مذكر ولا مؤنث وفي فرنسا كلما تراجعت الحرب قصروا الملابس.‏‏

أما جيم فكان متمرداً أنانياً وكاترين بنظره أقل من صرصار وأكثر من نملة.‏‏

إنه فيلم يجسد (موجة السينما الفرنسية الجديدة) التي لمعت فيها أسماء مخرجين آخرين أمثال غودار وآلان رينييه حيث هناك أبطال غير اعتيادين يبدؤون حكاياتهم بطريقة غريبة وتنتهي أدوارهم على نحو مباغت غير متوقع، والنص بالاختصار والتكثيف.‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية