تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


التجميل ثقافة جديدة أم عدوى وتقليد أعمى؟!!...د.العوا: عمليـــــات تجميــــل الأنــــف ازدادت 70%

مجتمع
الثلاثاء 14-7-2009م
وفاء فرج

تزايدت في الأونة الأخيرة نسبة انتشار عمليات التجميل لاسيما منها الأنف داخل الأوساط الشبابية من الجنسين الأمر الذي يعكس انتشار ثقافة جديدة

دخلت الأوساط الاجتماعية قلبت المفاهيم ولم تكن مألوفة بالشكل الذي ساعدها على الانتشار أو كان ارتفاع أجور مثل هذه العمليات سببا في عدم تعميمها. إن هذا الواقع دفعنا إلى العديد من التساؤلات عن سبب هذا الانتشار إن كان عائدا لدخول ثقافة جديدة أم هي عدوى وتقليد أعمى أم هي ارضاء لرغبات النواحي النفسية والمعنوية للمرضى وإلى حد يمكن للطبيب الجراح أن يحقق رغبة المريض في الحصول على شكل جميل يرفع معنوياته النفسية، وماهي محاذير هذا النوع من العمليات ؟!!‏

الدكتورنبوغ العوا اختصاصي أمراض وجراحة الأذن والأنف والحنجرة وتجميل الوجه أجابنا على هذه التساؤلات فقال:‏

تحسين النواحي المعنوية للمريض‏

لقد زادت نسبة عمليات تجميل الأنف حوالي 70% عما كانت عليه في السابق نتيجة ازدياد رغبة الشباب من الجنسين في تحسين الشكل الخارجي للأنف بما يؤدي إلى تحسين الناحية المعنوية والنفسية للمريض بعد حصوله على أنف جميل وأن مرد ذلك يعود إلى ثقافة الشباب المتحرر الذي يتابع التطور العلمي والجمالي عبر الانترنت وعبر الفضائيات التي تشجع اجراء مثل هذه العمليات كاشفة النتائج الايجابية للشكل الخارجي للأنف ما أدى إلى زيادة رغبة الشباب من الجنسين في خوض مثل هذه العمليات للحصول على شكل أفضل.‏

وحول حصول المريض على الأنف الذي يحدده للطبيب أوضح د.العوا أن النتائج بعد العملية تختلف حسب أبعاد وزوايا الأنف مع الوجه وليس من الضروري دوما أن يكون الأنف حسب رغبة المريض المطلقة لأن المريض يسعى دائما للحصول على أنف كالأنف الذي رأه في مجلة أو مثل أنف أحد أو إحدى الفنانين أو الفنانات وقد لايتطابق هذا الأنف الذي يريده مع أبعاد بقية الوجه لذلك أسعى لأن يكون الأنف بعد الجراحة أقرب إلى الطبيعي ومتطابق مع بقية وجه المريض حتى لايظهر الأنف وكأنه قطعة مفصولة عن الوجه مع إعلام المريض مسبقا بذلك، وإذا أصر المريض على رغبته بالحصول على مثل الأنف الذي رأه غير المتطابق مع وجهه أحاول اقناعه وإذا لم يقتنع بطرحي أعتذر منه بإجراء العمل الجراحي له ونادرا ما يحصل ذلك.‏

الإشكاليات بعد العمليات‏

وبخصوص الاشكاليات التي تحدث في مثل هذه العمليات أوضح د. العوا أن الاشكاليات الجراحية عادة تحدث عند إعادة اجراء العمل الجراحي للمرة الثانية أو الثالثة للأنف حيث يكون المريض قد أجرى العملية للمرة الأولى عند أحد الأطباء وحصل على نتيجة غير مرضية وغير متناسبة مع وجهه، ففي هذه الحالة عندما يراجعني أدرس شكل الأنف وأحدد له نسبة نجاح 50% تحسبا من وجود أخطاء كثيرة ناتجة عن العمل الجراحي الأول قد تصادفني أثناء التدخل للمرة الثانية وغالبا استطيع تحسين شكل الأنف أكثر من النسبة التي أعلمت بها المريض بحيث يفاجأ بها وحصوله على أنف أكثر جمالية.‏

مخاطر‏

أما المخاطر الناتجة عن هذه العمليات أشار إلى أن المخاطر تظهر بعد مضي فترة من الزمن على العملية تتراوح بين 4إلى 6أشهر وبعض هذه المخاطر تظهره مباشرة بعد رفع الجبس عن الأنف وتكون هذه المخاطر من النوع الجسيم في البداية حيث نسبة اصلاحها أقل من المخاطر التي تظهر بعد فترة طويلة من الزمن على العمل الجراحي وان هذه المخاطر ناجمة عن خطأ جراحي طبي إلا في حال تعرض المريض مباشرة بعد رفع الجبس لرض شديد على الأنف مما يؤدي الى تشوهه، وينتج عن هذه الأمور إشكالية لدى المريض في كونها تؤثر على نفسيته ومعنوياته، ولذلك عمليات التجميل هي عمليات دقيقة وتحتاج الى نظرة جمالية من قبل الجراح ليختار الشكل الأنسب للمريض ومتماشياً مع وجهه ومع كون الجراح ذا خبرة عالية بهذا المضمار لأن ذلك يخفف كثيراً من التشوهات التي قد تصيب الأنف أثناء الجراحة ويكون سببها المطلق عدم دراية الجراح بأبعاد الأنف والوجه وكذلك عدم درايته الجراحية الدقيقة.‏

جديد التجميل‏

وحول جديد جراحة التجميل قال د. العوا لقد تطورت بعض الأدوات كالمقصات الجراحية المساعدة للطبيب في اتقان عمله ويبقى هذا النوع من الجراحة ضمن نطاق الجراحة الكلاسيكية التي تعتمد بالدرجة الأولى والأخيرة على خبرة الطبيب ونظرته الجمالية ولايمكن مثلا استخدام الليزر في اتمام هذه العملية أو اصلاح ماينتج عنها.‏

يفضل عدم الاعتماد على برامج الكمبيوتر‏

وبين د.العوا أن هناك بعض برامج الكمبيوتر الجاهزة التي تعطي اشكالا للأنف قبل الجراحة وكيف سيصبح شكل الأنف بعد الجراحة كتوقع ،غير أن هذه البرامج غير مفيدة دوما نظرا لكونها أولا برامج مأخوذة عن الغرب ولذلك يفضل عدم الاعتماد المطلق على برامج الكمبيوتر في هذه العمليات لأن تطبيق مثل هذا التوقع للأنف على الوجه غالبا لايعطي نتائج مرضية في بلادنا وأنصح أن يكون للجراح رؤيته الشخصية المنبثقة من خبرته وعلمه وحسه الجمالي لأن ذلك يعطي نتائج أفضل بكثير من التطبيق الأعمى للتوقع الذي يقدمه لنا الكمبيوتر لشكل الأنف.‏

إضافة الى أن هذه البرامج مأخوذة عن الغرب وتختلف بشكل واضح عن شكل الأنف والوجه الذي يوجد في بلادنا الى جانب كون بشرة الوجه تلعب دوراً كبيراً ومهماً في إعطاء الشكل النهائي للأنف بعد الجراحة فعندما تكون البشرة رقيقة أو عادية الثخانة يكون الأنف بعد الجراحة أنعم وعندما تكون البشرة ثخينة أو دهنية وهي المشاهدة أكثر في بلادنا من الغرب فإن شكل الأنف يكون أقل نعومة بقليل من ذلك الأنف ذي البشرة العادية.‏

ثقافة وليس تقليد أعمى‏

وحول ثقافة المرضى الجمالية قال الدكتور العوا: إن هناك الكثير من المرضى الذين يراجعوني يكون لديهم بعض الخوف من الحصول على أنف يكون أقرب الى الصنّعي الى الطبيعي حيث أن غالبية الناس الذين يريدون إجراء هذه العمليات يطمحون الى أن يكون الأنف طبيعياً وليس صنعياً وأن ذلك يعكس ثقافة الشباب الجمالية المتطورة في بلدنا والبعيدة عن التقليد الأعمى والساعية الى الشكل الأفضل الذي يناسبهم.‏

نصائح‏

وفي ختام اللقاء نصح الدكتور العوا الذين يريدون إجراء مثل هذه العمليات أن يقوموا باختيار الطبيب الجراح ذي الخبرة العالية والمتمكن من إجراء مثل هذه العمليات.‏

تعليقات الزوار

small face |  betterfly2009@windowslive.com | 14/07/2009 16:48

أجريت ثلاث عمليات تجميلية في أنفي لأنه كبير وأرغب في اجراء عملية رابعة لتحسينه فهل في هذا خطورة ؟؟؟

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية