من لحم الدجاج البلدي ،أما بالنسبة للبيض فقد بلغ الإنتاج عام 2011 حوالي /2474791 /ألف بيضة مداجن و/ 432263/ ألف بيضة دجاج قروي ، هذا بالإضافة الى /230234 / طير ديك رومي ( حبش) و/53283/ طير أوز و/48117/ ألف طير بط و/141502/ أرنب . ونظرا لأن إنتاج لحوم الدواجن أسرع من إنتاج اللحوم الحمراء فقد ارتفع اجمالي الاستثمارات في قطاع الدواجن ليصل إلى نحو 150 مليار ليرة سورية في 12612 مزرعة دواجن ما بين تسمين وبياض وأمات تساهم بتشغيل 150 ألف عامل ويصل حجم الإنتاج السنوي إلى نحو 4-5 مليار بيضة وحوالي 198 ألف طن من اللحوم ، وقد بلغ استهلاك سورية نحو 2.5-3 مليار بيضة عام 2010 وتم تصدير الفائض .
ويقدر جملة إنفاق المستهلكين على منتجات الدواجن بنحو/ 48 / مليار ليرة سورية سنويا ، ولا يزال متوسط نصيب الفرد من لحوم الدواجن في سورية منخفض نسبيا حيث يبلغ نحو/ 9.5 /كيلو غرام في السنة بينما يصل إلى/ 11.9 /كيلو غرام على مستوى العالم ، ويصل إلى/ 20.9 /كيلو غرام في دول الاتحاد الأوروبي و /50.2 /كيلو غرام في الولايات المتحدة ، ويبلغ /35.6 /كيلو غرام في السعودية ونحو / 64.8 /كيلو غرام في الإمارات العربية المتحدة .وكذلك الحال بالنسبة لبيض المائدة حيث يقدر استهلاك المواطن السوري بــــ/ـ 155/ بيضة سنوياً بينما يبلغ نصيب الفرد في اليابان /360 / بيضة سنوياً
أعلاف الدواجن
تعد صناعة أعلاف الدواجن أهم محددات نمو إنتاج الدواجن حيث إن طريقة التربية خلال دورة إنتاجية تبدأ وتنتهي في فترة قصيرة نسبيا تعتمد على أعلاف مصنعة من الذرة الصفراء وكسبة فول الصويا والنخالة والأحماض الأمينية والفيتامينات والمعادن ومضادات الأكسدة و تؤدي هذه الخلطة إلى سرعة نمو الصيصان لتصل إلى وزن من 1.5 كيلو جرام خلال دورة التسمين وهو ما أدى إلى تزايد إنتاج الدواجن وتحقيق الاكتفاء الذاتي منها ، وقد كان الاهتمام في الماضي محصورا في إنتاج علف الأبقار والأغنام ولم تكن هناك أعلاف خاصة بالدواجن إلا بكميات محدودة غير أنه حدث تطور كبير خلال الثلاثين سنة الأخيرة وزاد الاهتمام بتربية الدواجن حتى أصبحت عملاً إنتاجيا كثيفاً قائماً بذاته سواء لإنتاج صيصان التسمين أو البيض مما استلزم إنتاج أعلاف متخصصة تفي باحتياجاتها الغذائية للبادئ والنامي والناهي للتسمين وكذلك للبياض .
وقد تطلب ذلك استيراد كميات كبيرة من الذرة الصفراء / 1.5 -1.8 مليون طن / إلى جانب كميات من كسب فول الصويا التي يبلغ الاحتياج السنوي منها/ 450-600 / ألف طن يتم استيراد/303-348 / ألف طن / على هيئة كسبة ويتم استيراد الكمية الباقية على هيئة حبوب فول صويا ويجري تصنيعها محلياً فضلا عن الإضافات المركزة لمخاليط الفيتامينات والأملاح المعدنية والمضادات الحيوية وغيرها وتتجاوز قيمتها الــــ/ 50 / مليار ليرة سورية
صناعة أعلاف الدواجن محلياً
تطورت صناعة الأعلاف خلال السنوات الأخيرة من مصانع أولية بسيطة تحتوى على بضع آلات لجرش الأعلاف وخلاطات ذات قدرة إنتاجية محدودة إلى مصانع متطورة كبيرة مزودة بأجهزة لإنتاج البخار ووحدات خلط المولاس وآلات كبس العلف ومبردات وذات قدرة إنتاجية ضخمة، وكذلك تتضمن تلك المصانع حاسبات الكترونية للتحكم بدقة في خلط مواد العلف الخام والحصول على خلطات متجانسة وإنتاج تركيبات مختلفة تبعا لتوفر مواد العلف الخام وتقلبات أسعارها في السوق لاختيار أرخصها تكلفة مع المحافظة على القيمة الغذائية للعلف الناتج.
ويقدر حجم الاستثمار في قطاع هذه الصناعة ما يزيد على / 9 / مليارات ليرة سورية ويعمل بها نحو 2500 مواطن. وقد بدأت صناعة أعلاف الدواجن على هيئة كبسولات/ بيليت / في سورية عام 1993 وتجاوز عدد المصانع نحو /120 / مصنعا تتراوح الطاقات الإنتاجية لها بين /3 و 20 / طنا بالساعة وهناك نحو/ 5 / مصانع تتجاوز إنتاجيتها هذه الطاقة فيما تبلغ الطاقة الإنتاجية لمعامل الأعلاف نحو /208 /آلاف طن شهريا على اعتبار 8 ساعات عمل يوميا و 26 يوما بالشهر بينما يبلغ احتياج السوق المحلي ما يتراوح بين / 90 و 105 / آلاف طن شهريا ما يدل على وجود فائض كبير في الطاقة الإنتاجية تمثل ما يقارب الـــ 60بالمئة من الإنتاج. هذا فضلاً عن ماكينات الجرش والخلط التي تنتشر في معظم المداجن حيث يقوم المنتجون بشراء المواد والمكونات الأولية للأعلاف وتصنيعها في مداجنهم .
لا توجد واردات خارجية من علف الدواجن تام الصنع حيث يتم انتاجة محليا بالكامل بالاعتماد على المواد الأولية المحلية والمستوردة خاصة الذرة الصفراء وكسب فول الصويا .بينما تم في السنوات الأخيرة تصدير كميات من أعلاف الدواجن المصنعة /30-40 / ألف طن شهرياً.أو من كسبة فول الصويا
ويوضح الجدول المرفق تبدل واردات البلاد من الذرة الصفراء وكسبة فول الصويا
المصدر: مديرية الإنتاج الحيوانية - وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي
ويشير الجدول الى :بلغ حجم الواردات من الذرة الصفراء 1.557 مليون طن عام 2011 ، وهو ما يوضح حجم العجز في إنتاج الذرة محلياً علماً أن الذرة الصفراء تستخدم في صناعة علف المجترات وعلف الدواجن كما تستخدم في صناعة النشاء وزيت الطعام وبعض الصناعات الغذائية الأخرى . وكذلك الحال بالنسبة لكسبة فول الصويا
الحاجة الى قوانين ناظمة
نتيجة ضعف الثقة بمنتجات مصانع الأعلاف والتي نشأت نتيجة إتباع بعض أصحاب المصانع طرق الغش والتدليس في عملهم وقيام بعض تجار العلف بالريف بخداع صغار المربين ببيعهم أعلافا فقيرة في قيمتها الغذائية أو مغشوشة بمواد ضارة أو ذات قيمة غذائية ضئيلة وذلك بأسعار تفوق كثيرا قيمتها الحقيقية متبعين سبل الدعاية والإغراء مما عرض المنتجين لخسائر فادحة سواء من حيث القيمة النقدية التي دفعوها لأعلاف ذات قيمة فعلية أقل أو من حيث خسارتهم بتدني الإنتاج أو نفوق الطيور وفقدان قطعانهم كليا أو جزئياً فقد لجأ الكثير من المربين الى اقتناء وحدات بسيطة لجرش وخلط الأعلاف حيث يقومون بشراء المواد الأولية من السوق وتحضيرها في مداجنهم إلا أن تداول مواد أولية غير مطابقة للمواصفات القياسية يوقع المربي بخسائر كبيرة وقد شهدت أروقة المحاكم السورية الكثير من القضايا في هذا الإطار . حيث لا يتوفر في سورية قانون لتنظيم صناعة وتجارة أعلاف الحيوان والدواجن كما لا يتوفر تشريع لتنظيم تداول العلف المصنع علــــــــماً أن دولاً عربية شــــــقيقة قد أصدرت مثل هذه القوانين منذ ما يزيد عن /55/ عامــــاً / صدر اول قانون لتنظيم صناعة الأعلاف في مصر عام 1957 /.
مساحات للغش ترهق جيوب المواطن
من المتعارف عليه دولياً أن تحديد قيمة بيع وشراء المواد العلفية يتم بناء على محتواها من المكونات الغذائية / بروتين او طاقة / وعلى مطابقتها للمواصفات القياسية المحددة سواء بالنسبة للمواد الأولية أو بالنسبة للأعلاف المصنعة وتضع قوانين صناعة وتجارة الأعلاف ضوابط فعالة تحكم العلاقة التجارية بين البائع والمشتري ولكن ما هو واقع الحال لدينا ؟؟؟؟
وصل سعر كيلو غرام كسبة فول الصويا إلى / 50/ ليرة سورية وتشير المواصفة القياسية السورية إلى أن محتوى مادة كسبة فول الصويا يقع في مستويين أما 48 % أو 44 % ويفترض أن يتباين سعر البيع وفقاً لنسبة البروتين . والسائد في السوق المحلية تداول كسبة فول الصويا التي تحتوي 44 % ووفقاً للسعر المذكور يكون قيمة وحدة البروتين /1.36 / ليرة سورية ، وفي حال تبين أن المادة تحتوي مثلاً 36 % بروتين فهذا يعني أنه يتوجب على البائع حسم مبلغ /4.54 / ليرة سورية عن كل كيلو غرام كسبة فول صويا أي مبلغ /4540 ليرة عن كل طن / لصالح المشتري ، وإلا فإن المبالغ المستوفاة تعتبر مكسباً غير شرعي يختلسه تاجر الأعلاف من جيوب المستهلكين النهائيين لمنتجات الدجاج لأن المربي سيعوض خسارته من خلال زيادة سعر المنتج . كذلك في حال ارتفاع نسبة الرطوبة في المادة العلفية عن الحدود المسموح بها حيث يتقاضى البائع في هذه الحالة ثمناً مرتفعاً لقاء نسبة الماء / الرطوبة / الموجودة زيادة بالمادة العلفية وهذا الأمر ينطبق على حالة ارتفاع نسبة الألياف أو الرماد . هذا فضلاً عن خسارة اكبر تلحق بالمربي ناتجة عن استخدامه مواد أولية ذات محتوى غذائي منخفض مما يؤدي إلى تدهور الإنتاج والتمهيد لظهور مجموعة من الأمراض تكلف المربي نفقات مالية كبيرة قيمة أدوية وعلاجات بيطرية وقيمة طيور نافقة سيقوم بتحميلها على قيمة المنتج النهائي من بيض ولحم فروج يدفعها المستهلك من جيبه بالنتيجة النهائية .
إن وجود قانون يلزم بائع المادة العلفية باحتساب قيمة مبيعاته على أساس محتواها من العناصر الغذائية يسمح للمربي بالحصول على مادة مطابقة للمواصفات المطلوبة لتغذية طيوره وتقديم منتج بأسعار منطقية ومقبولة لا تكوي جيوب المستهلكين .
القوانين ضمانة لتنشيط الصادرات
تتمتع سورية بميزة امتلاكها نافذة بحرية على البحر الأبيض المتوسط مما يؤهلها لأن تتبوأ مركزاً محورياً في مجال استيراد المواد العلفية الأولية وإعادة تصنيعها وتصديرها لدول عدة ، وهذا الأسلوب تتبعه عدة دول أوروبية أصبحت اقتصادياتها تعتمد على استيراد وصناعة وتصدير الأعلاف ، ولعل عامل النجاح في هذه المسألة هو وجود قوانين تحدد مواصفات المواد العلفية سواء المكونات الداخلة بالخلطات أو بالمنتج النهائي وتسمح برقابتها وتدقيق محتواها ومدى مطابقتها للمواصفات القياسية ، ولابد من الإشارة هنا إلى أن قيمة صادرات أعلاف الدواجن إلى العراق فقط وصلت إلى /600/ مليون ليرة سورية شهرياً يتم تحويل قيمتها بالقطع الأجنبي ما يشير إلى أن المستورد المحلي يغطي قيمة مستورداته من المواد الأولية مما يخفف ضغط عجز الميزان التجاري السوري كما أن الموارد المتحققة لخزينة الدولة من جراء استيراد المواد العلفية الأولية التي يجري تصنيعها لتلبية السوق العراقية تصل إلى /50/ مليون ليرة . هذا يؤكد ضرورة دعم عمليات صناعة وتصدير أعلاف الدواجن لا سيما أن المادة مصنعة من مواد أولية مستوردة 100% وغير مدعومة ومدفوعة الضرائب وتساهم بتشغيل سلسلة من اليد العاملة بدءاً من العاملين بالاستيراد والبنوك والشحن البحري والنقل والتحميل والتنزيل والتصنيع المحلي والتصدير وغيرها من عناصر السلسلة التسويقية .
مشكلات صناعة الأعلاف
تواجه صناعة أعلاف الدواجن مشكلة ارتفاع أسعار مكونات الأعلاف حيث ارتفعت أسعار المكونات مثل الذرة الصفراء وفول الصويا والنخالة وغيرها ما أدى إلى إغلاق بعض المداجن خاصة أن الارتفاع في أسعار المكونات يؤدي إلى ارتفاع في أسعار الأعلاف ولم يقابل هذا الارتفاع زيادة في أسعار الدواجن بنسبة تعوض المربين عن هذه الزيادة هذا فضلاً عن نقص الإنتاج المحلى من مكونات العلف وارتفاع أسعارها حيث ارتفع سعر طن كسبة فول الصويا من 187 دولاراً عام 2006 الى 389 دولاراً للطن عام 2011 ، والذرة الصفراء من 142 دولاراً للطن إلى 300 دولار للطن خلال نفس الفترة ، وقد بلغ الإنتاج المحلي من الذرة حوالي 200 ألف طن عام 2010 ،بينما يتم استيراد نحو 1.557 مليون طن ما يعني وجود عجز كبير في إنتاج الذرة .
تمثل تكاليف التغذية في إنتاج الدواجن حوالي 75% من تكلفة الإنتاج وقد أدى ارتفاع أسعار علف الدواجن إلى اتجاه بعض أصحاب مزارع الدواجن إلى إعدام الصيصان وإغلاق المزارع خاصة مع وجود فرق كبير بين سعر البيع بالمزرعة وسعر البيع بالسوق نتيجة لتحكم سماسرة أسواق منتجات الدواجن
تبين توقعات الإنتاج والاستهلاك المحلي من علف الدواجن ظهور فائض بالطاقة التصنيعية متوقعة في سوق علف الدواجن تتجاوز 150 ألف طن عام 2012 نتيجة انخفاض تشغيل مصانع العلف التي تعمل بأقل من 40 % من طاقتها الفعلية .
إن مجمل هذه المعطيات تؤكد أهمية استصدار القوانين والتشريعات اللازمة لتجارة وصناعة وتداول الأعلاف وتنشيط عمليات استيراد المواد الأولية وإعادة تصديرها مصنعة لما تحققه من استقرار للعملية الإنتاجية وتخفيض في تكاليف الإنتاج وننتظر من الحكومة إجراءات عملية .