بين تطبيق ما تنص عليه اللائحة الداخلية والأخذ بالاعتبار ما تمر به أنديتنا وكرتنا من ظروف استثنائية يجد اتحاد كرة القدم نفسه وسط دوامة التصريحات الخلبية والاكتفاء بالتهديد والوعيد دون الإمساك بعصا الأمور من منتصفها فلا هو يرضي أياً من الأطراف المختلفة ولا يرضى الإعلام الرياضي ولا حتى للأندية ذاتها.
هذا التوهان في اتخاذ القرار يظهر جلياً في عدم قدرة الاتحاد على ضبط روزنامة الدوري حتى الآن بشكل دقيق , فرغم محاولات الاجتهاد والسير بهذا الموسم الكروي إلى بر الأمان إلا أن المفاجآت تتوالى والغيابات تتزايد واتحاد الكرة يجد نفسه أسير الحالة المتذبذبة في القرار.
على كل حال فإننا وبالنظر لاستثنائية الظرف والحال لا نجد بداً من قبول الأعذار والتبريرات التي قدمها وسيقدمها اتحاد الكرة ولاسيما أن الأخير قد اجتهد كما ذكرنا آنفاً لكننا أيضاً لا نستطيع تحميل الأندية مسؤولية التغيب وبالتالي فإننا قد نجد أنه من الظلم تطبيق أنظمة ولوائح قاسية في ظروف غير طبيعية .
هذا الكلام الذي نقول يدفعنا لمطالبة الجميع بتحمل مسؤولياته بدءاً من أصغر مؤسسة كروية حتى الوصول لأعلى الهرم الرياضي في القطر لأن أي قرار سيصدر لاحقاً يجب أن يأخذ في حسبانه تبعاته المترتبة عليه.
وبصراحة فإن الحديث عن أن اتحاد الكرة سيكون مطالباً وحده بتحمل الهزات التي تصيب كرتنا ومحاولة علاجها بأدوات قاصرة لا يبدو أنه منطقياً فالموضوع أكبر من ذلك بكثير ويحتاج لتضافر حقيقي للجهود ولأخذ مبادرات خلاقة في هذا الإطار.
طبعاً غيابات الأندية عن مبارياتها في دوري المحترفين ليس إلا غيض من فيض معاناة اتحاد الكرة هذا الموسم وبالتالي فإن قضايا أخرى تبدو بحاجة لمعالجة سريعة ولكن تأخذ هذه القضية سمة الأولوية لما لها من تبعات مباشرة وكبيرة على الشارع الكروي.
Yamen.eljajeh@yahoo.com