فهم ما زالوا يتوزعون الأدوار فيما بينهم لإفشال هذه المهمة, سواء عن طريق تسعير نبرات التحريض, أو من خلال فرض المزيد من العقوبات بحق الشعب السوري, والهدف هو إبقاء سورية في دوامة عنف لا تنتهي كي يتسنى لهم استكمال مشروعهم الاستعماري في المنطقة.
التناقض الواضح في مواقف الأطراف المتآمرة, يدل بما لا يدع مجالا للشك أن محاولاتهم لتقويض جهود أنان وتنفيذ السيناريوهات المعدة مسبقا ستستمر, لأن نجاح هذه الجهود ستشكل ضربة قاصمة أخرى لمشاريعهم التآمرية, فنراهم يدعون زورا وبهتانا تأييدهم لمهمة أنان, ووجوب دعم خطته للوصول إلى حل سياسي للأزمة, وفي الوقت نفسه نجدهم يكثفون لقاءاتهم واجتماعاتهم التآمرية, ويتسابقون لإيجاد الوسائل الأنجع والكفيلة بدعم وتسليح وتمويل المجموعات المسلحة وإرسالها إلى سورية!, فيما تنبري وسائل إعلامهم الشريكة في سفك الدم السوري لمحاولة تفخيخ مهمة المراقبين الدوليين من خلال بث الأكاذيب والفبركات التي تدعي ازدياد عدد القتلى المدنيين, واتهام قوات حفظ النظام بأنها هي من تخرق خطة أنان.
قبول سورية بمهمة أنان, وتأكيد حرصها على إنجاح هذه المهمة, مقابل إصرار أقطاب المؤامرة على إفشالها يؤكد أولا حقيقة ما تتعرض له سورية من عدوان سافر يستهدف بالدرجة الأولى مواقفها الوطنية والقومية الثابتة, ونهجها المقاوم والرافض لكل مشاريع الهيمنة والتقسيم المعدة للمنطقة, ويسقط ثانيا ورقة التوت الأخيرة عن عورات الأعداء والمراهنين على رفض سورية لهذه المهمة, وعلى رأسهم حكام ومشيخات النفط, وحكومة أردوغان التركية الذين باعوا ضمائرهم وارتضوا أن يكونوا مجرد أدوات ودمى تحركها الولايات المتحدة وأتباعها في الغرب, دون أن يلتفتوا قيد أنملة لمصلحة بلدانهم وشعوبهم .
أعداء سورية لا يريدون الاعتراف بهزيمتهم بعد, وهم يراهنون الآن ويعملون على إفشال مهمة أنان, وكسب المزيد من الوقت لإعداد سيناريوهات أخرى تحقق لهم ما عجزوا عن تنفيذه في السابق, ولكنهم يتجاهلون أن الشعب السوري سيبقى لهم بالمرصاد, ويتجاهلون أيضا أن سورية عقدت العزم على المضي بطريق الإصلاح الشامل, ولن تتراجع عما أنجزته في سبيل أن تبقى حرة قوية, أما هم فسيظلون غارقون في أوهامهم ورهاناتهم الخاسرة, ولن يحصدوا في النهاية سوى المزيد من الفشل والخيبات.
nssrmnthr602@gmail.com