الذي هو شديد الحساسية تجاه ما يحاكي عقله وحياته مثلما هو شديد النفور مما يسخر من إدراكه وواقعه المشحون بما يتطلب منه أكثر من وجهة نظر بحاجة جميعها لرأي يستفزها بالمنطق والملمس.
انه المنطقي الذي لايستطيع إلا من أجاد العزف على أحاسيس ورغبات المشاهد أن يقدمه،وبثقة تغذيها الثقافة المستمرة والاطلاع الشامل ناهيك عن الجهد الحقيقي الذي يسعى لتقديم ما يتطلبه واجب الإعلامي الأخلاقي لارغبته في الظهور الفضائي.
أقول هذا بعد أن شاهدت برنامج المدخل الذي تقدمه الإعلامية الجادة رائدة وقاف التي استطاعت بروحها الوثابة للحقائق أن تعزف على أحاسيس المشاهد لتصل إلى استنتاجات تقنعه لتزيح عن حيرته عبء الشك في حسم القرار.
انه القرار الذي لاتفرضه بل تناقش حيثيات الظروف التي تتطلب اتخاذه مع ضيوف برنامجها الذين تستدرجهم إلى نتائج تشبع فضول المشاهد الواقع في شرك تخميناته فتوصله بذلك إلى سلامة القرار.
إذاً ماذا لو كان ضيفها إعلامياً متمرساً خاض معارك الحياة فقاتل بالكلمة حد اشتعال عقله بما ينير بصيرته الإعلامية تجاه المعقول والمستحيل وماذا لو كان موضوع البرنامج يسيطر على الساحة الإعلامية العربية والغربية بقراءات جعلت المشاهد تائهاً في أبجدية حرفها المشكوك في معناه.
انه موضوع الانتخابات الإيرانية ودور الإعلام الغربي في إشعال الأحداث والاحتجاجات التي انعكست على وسائل إعلام غربية وعالمية.
انه الموضوع الذي دفع غسان بن جدو إلى إطلاق رأيه كصحفي حر وبما تتطلبه أخلاق مهنته التي عاهدها على إيصال الحقائق من أرض الحدث،ولاسيما بعد أن خرج من عدة حروب بسلامته المعرفية التي جعلته ينقل إلينا ما أرادت وقاف أن تنقله وكان مغيباً عن أذهان كثر من المشاهدين وهو ما قاله:(للأسف مدارس الإعلام الغربي لم تعد لتدريس الحقائق بل لترويج الأكاذيب).فاسمع أيها المشاهد وحكِّم عقلك في معرفة منطقية، لا غربية باتت تدون بمداد المصالح الصهيونية وبمنتهى الفتنة.