وما أن يتخرج حتى يجد نفسه محتاراً لا يعلم أين يتوجه وكيف يحدد مسار حياته المهنية، فيدرك بعد المسافة بينه وبين الواقع العملي، ويلمس حاجته إلى التوجيه العملي الذي يعرفه على الخيارات المتاحة في المجال المهني.
من هنا تأتي أهمية طرح مشروع «شباب» برنامجه تعرف إلى عالم الأعمال ليختصر المسافة بين الحياة الدراسية والحياة المهنية، ويعرف الطلاب على احتمالات جديدة أثناء دراستهم الجامعية، تساعدهم على تبني نظرة إيجابية تجاه المشاريع الخاصة وعملية التوظيف الذاتي كخيار مهني لهم، كما يعمل على تطوير مهاراتهم الريادية وتقديم المعرفة والخبرة اللازمة كي يستطيعوا البدء بحياتهم العملية.
وقد طبق البرنامج بالتعاون مع وزارة التعليم العالي خلال الفصل الثاني من العام الدراسي المنصرم، في عددٍ محددٍ من الكليات التابعة في جامعات: دمشق، حلب، البعث، تشرين، الفرات، وبلغ العدد الكلي للطلاب المستفيدين 257طالباً.
يقول الطالب يامن تركماني وهو من المستفيدين من البرنامج: «أعتقد أننا شريحة الشباب بحاجة إلى هذا النوع من النشاطات لأننا نمتلك الطاقة ولكن الكثير منا يفتقر لمهارة إدارة هذه الطاقة وتوجيهها نحو التميز والإبداع. أما بالنسبة لما نفذ في إطار البرنامج بشكل خاص فقد أعطانا السبيل لتعلم مهارات شتى كالتخطيط المنطقي والمنافسة ودراسة السوق وغيرها من الأمور التي يفاجأ المتخرج بها عندما ينهي تعليمه ويزج بنفسه في سوق العمل».
وهكذا بذل فريق برنامج «تعرف إلى عالم الأعمال» جهوداً كبيرة، لوضع خطة منهجية تعمل على تأهيل كوادر فعالة من الدكاترة وأساتذة الجامعات، باعتبارهم يقومون بتدريب الطلاب على البرنامج، فخضعوا لدورة تدريبية أغنتهم بأسلوب تقديم تفاعلي وعملي ممزوجاً بخبراتهم العملية الفردية.
وفي حديث للسيد وسام خصروف – مدير برنامج «تعرف إلى عالم الأعمال» قال: «لاقى تطبيق البرنامج نجاحاً كبيراً في أوساط الطلاب في جميع الكليات التي طبق فيها، وحصدنا نتائج عظيمة من خلال تشجيعهم على المشاركة في إعطاء الدروس، واستخدام الأسلوب التفاعلي بالإضافة إلى وسائل التعليم المختلفة وأساليب التقانة الحديثة.»
برنامج «تعرف إلى عالم الأعمال» هو أحد برامج مشروع «شباب» وقد بدأ تطبيقه عام 2006 بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم العالي، لتكون سورية أول بلد عربي يطبقه، وهو برنامج معد من قبل منظمة العمل الدولية ويهدف إلى تطوير مفهوم التربية الريادية والمساهمة في خلق ثقافة المشاريع الخاصة عند الشباب، وقامت وزارة التربية بتبني البرنامج وإدراجه في المنهاج الوطني للمدارس المهنية والمعاهد المتوسطة.