إبــداعـــــات يــغيـب عنـهـــا الدعــــم
شباب الأربعاء 8-7-2009 آنا عزيز الخضر أفلام سينمائية كثيرة كان الشباب موضوعها بمشكلاتهم الواسعة النفسية منها كما الاجتماعية والمادية، بأزماتهم الثقافية وغيرها،
لكن ماذا لو حاول هؤلاء الشباب هم أنفسهم أن يصنعوا سينما شبابية بدافع الميول والموهبة ووسط الغياب للرعاية المادية والثقافية لسعيهم ومحاولاتهم التي تعبر عن الرغبة في العمل والمبادرة،
فهذه المعادلة بحد ذاتها تعني الكثير، ولنترك الشباب يتحدثون عن تجاربهم تلك، مثلاً الشاب مهند العاني يقول: رغم أن دراستي هي أدب عربي إلا أن لدي ميولاً نحو السينما وقد درست الإخراج عبر دورات مكثفة في أميركا في أكاديمية /نيول/ وقد اشتغلت أفلام أطفال ورسوماً متحركة ثم فيديو-كليب عن بر الوالدين وبعدها اشتغلت فيلماً وثائقياً عن دمشق علمائها وآثارها وكان لي فيلم /اليتم/ ركزت فيه على التوعية الأسرية وعلى مشكلات جيلنا والتي كانت موضوع برنامج حواري يتعلق بمهارات التواصل وحل المشكلات أيضاً حول إعداد القادة وبصراحة هناك عقبات كثيرة أمام سينمانا أهمها التسويق كما أن عدم نضج الشركات الاقتصادية وإدراكها لموضوع الرعاية الشبابية مشكلة، فمن الضروري بمكان الثقة بالتوجه لرعاية مشاريع شبابية سينمائية، فهي يمكنها أن تكون مساعداً أساسياً في هذا الجانب إذ تتخوف من الجدوى الاقتصادية رغم امكانياتها الاستفادة من الدعاية لتغطية نفقاتها، فالسينما فن مكلف جداً وبحاجة إلى هيئات اقتصادية كبيرة تنقذه حيث يمكن للسوريين والشباب منهم انتاج ما هو مميز بوجود الخبرات الجديدة والمعدات وما يحصل أن الابداعات التي تخرج للنور تعتمد على الجهود الفردية ولا ننتج إلا بصعوبات بالغة رغم أننا الوحيدون القادرون على نقل هموم جيلنا، مثلاً عملت 4 أفلام أغلبيتها عن هموم الشباب، أولها عن التدخين ثم العلاقات العاطفية والاجتماعية كما ركزت على موضوع الحواجز والحدود في العلاقات الشبابية ويمكن القول: إنني لست بمفردي وأعرف الكثير من المبدعين، حيث تغيب الظروف الصحية التي تساعدهم وفي ذلك خسارة كبيرة للمواهب الشبابية وخصوصاً أن أوساطنا الاجتماعية لا تتقبل أفكارنا الجديدة ولا حتى الأوساط الاقتصادية تقنع بما نفعله، هذا عدا التناقضات الثقافية التي تكبل امكانياتنا فهناك عقبات في جميع المجالات، فحتى الشركات الخارجية القائمون عليها هم كبار سن صعب إرضاؤهم, والمزعج في الأمر أن السينما سلاح ثقافي لهم ويفترض أن نعبر وندافع عن أنفسنا من خلاله وعلى مدى استراتيجية مدروسة وطويلة فكيف يعمم الرأي عالمياً بأن كل عربي هو إرهابي لولا السينما التي بدأت حتى من أفلام الأطفال ثم اليافعين والكبار، فعلينا استخدام هذا السلاح وكل معطياته الثقافية والأكاديمية حتى نكون فاعلين عالمياً خلاله.
أما الشابة رولان العاقل فكان فيلمها عن الشباب وهمومهم الوطنية تجاه أحداث راهنة تركت أثرها على كل انسان عربي، في فيلم بعنوان /قضية أمل/ الذي يتحدث عن أهالي غزة وتضحياتهم العظيمة وقد عرض لأكثر من مرة عبر برنامج /قوس قزح/ عبر شاشة تلفزيون /دنيا/ ومن الملاحظات أن هؤلاء الشباب يحاولون أن يكون لهم موقفهم المسؤول تجاه محيطهم وفي مجالات عديدة كما هو عند الشاب /أسامة عبد الكريم موسى/ الذي يعمل حالياً على مونتاج فيلم تسجيلي يعود لقناة الجزيرة الوثائقية حول شباب /عبدة الشيطان/ فقال عن تجربته والسينما الشبابية: اتجهت إلى السينما لأني أكتب سيناريو وأحب التصوير فتدربت كثيراً على ذلك وصار عندي ملكة جيدة بعد أن قرأت كثيراً حول الأساليب الإخراجية وشاركت بعدة أعمال، كما اشتغلت مع شركات خاصة إخراج /فيديو كليب/ فكان لي فيلم حول غزة /ماذا تنتظرون/ وكان بمثابة مشاركة شبابية تقدم ما عندها للإخوة في غزة، وخصوصاً أن الصورة هي لغة مهمة جداً يمكنها استقطاب الرأي العام بشكل أكبر وأنا الآن في سياق الإعداد لفيلم وثائقي عن /عبدة الشيطان/ وموسيقا /الميتال/ والتي تكاد تلتصق بهم وأتعمق من خلال الفيلم في حياة الشباب ثم الظروف المؤدية بهم إلى هذه الحالة، فالسينما والتلفزيون لهما دورهما المهم في التوعية وعلي أن أقدم الفائدة لغيري من الشباب مما تعلمته، فالسينما وسيلة تثقيف ولم تعد الحروب بالسلاح فقط وإنما بالفكر والإعلام فأنا من خلال فكري أحاول توصيل أكبر قدر ممكن من الحقائق والإضاءة على ملامح الخطأ والصح، لكن كل ما نقوم به يعتمد على جهود متفرقة كما أن نظام الانتاج الفني عندنا تغيب كلياً عنه المساحة المتاحة للإبداعات الشبابية حتى إننا نخاف بصراحة من عرض أفكارنا على الشركات حتى لا تسرق، فأين الرعاية للإبداعات الشبابية؟
|