تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الحداثـــــــة فـــي قصـــص خرافيــــــة

عن لوموند
ثقافة
الأربعاء 8-7-2009م
دلال ابراهيم

كان القاص بيرو في كتبه الخرافية المشهورة، يصور لنا دوماً شخصيتين إحداهما شخصية شريرة وأخرى شخصية بريئة محبة للخير،

ويكيل في قصصه المديح لتلك الأرواح الصافية البريئة، ويضفي عليهم ميزات خارقة، مثل قدرتهم على بق الألماس ومعاقبة الأشرار الذين ينشرون شرهم أينما حلوا، ويحاربون الخير ويقذفون العلقوم على البشر، ولكن في عصرنا الحالي، ماذا عساه أن تصنع مخيلتنا من حكايات خرافية؟ لم تعد القصص الخرافية المصنوعة من نسيج الخيال، كما كان عليه حالها في السابق، جولييت لادويل، الطفلة ذات التسعة أعوام، أعادت صياغة القصص الخرافية بنسخة محدثة، أي أنها حافظت على حبكة الحكاية، مع إجرائها بعض التعديلات على عناصرها وشخصياتها، على سبيل المثال صارت الابنة الثانية البرئية الجميلة والمدللة تبق أجهزة Ipod والهواتف المحمولة، بينما الأخت الكبيرة الشريرة، فهي تبق اللبان الممضوغ وأكياس القمامة واستعيض في القصة المحدثة عن فستان الموسلين ببنطلون جينز.‏

وكما تجري الأمور في نهاية القصص الخرافية تتزوج الفتاة المدللة من شاب وسيم خلوق، ويعيشان في سبات ونبات، بينما تموت الكبرى في حسرة وقهر بعدما يتخلى عنها الجميع، هذه التغيرات الهزلية الكبيرة للقصص الخرافية صدرت عن دار /موك/ الفرنسي، تحت اسم (المصدوعون) وقد وضع هذا الدار الحديث، الذي أنشأ عام 2007 هدفاً محدداً نصب عينيه، وهو: نشر كتب خاصة بالأطفال وبأقلامهم.‏

وإن كانت الطفلة جولييت هي الأولى التي نشرت في مجموعة /موتين/ فإن في جمعية جيرار بوريه، صاحب دار /موك/ العشرات من الكتب الشبابية الموقعة باسم كتاب مشهورين، وقد صدرت بشكل ألبوم مزين بالصور الجميلة، تضم الرسائل التي أرسلها الكاتب غوستاف فلوبير الطفل، صاحبة رواية مدام بوفاري، إلى زميله في المدرسة، وكذلك حكاية من نسج خيال الكاتب اميل زولا، وهو في سن الثانية والعشرين، كما هناك حكاية فانتازية للكاتب تشارلز لوتوبدج درغسون ، وهو ابن الثمانية عشرة عاماً، أي قبيل أن يشتهر باسم لويس كارول، نشرها في مجلة الراهب، والكتاب الأخير في هذه المجموعة سيعاد فيه نشر الطبعة الأصلية لقصيدة الشاعر رامبو -المذعورون - والتي نظمها وهو في السادسة عشرة من عمره.‏

ويحرص الناشر منذ البداية، أن يضع في متناول يد الأطفال كتباً تاريخية خاصة، وفي هذا السياق سوف ينشر كتباً للكاتب رابيليه من رواد عصر النهضة الفرنسية وصاحب ملحمة جارجانتوا وبانتجرول والمعاهدة المشهورة لآداب السلوك الطفولي لكاتبه ايراسم، وثمة طبعة أخرى يتطلع إليها الدار وهو إعادة الذائقة للعصور الوسطى.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية