تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


الباحث الموسيقي زياد عجان يغوص في عالم المقامات الموسيقية والرقميات والتوثيق

ثقافة
الأربعاء 8-7-2009م
لمى يوسف

ولدت المقامات الموسيقية بين أحضان الحضارات العربية منذ قرون .. ولاقت اهتماماً كبيراًً من الباحثين الموسيقيين ..

ولأن المقامات حاضرة في موسيقانا حتى الآن لا تزال مثار جدال وإبداع.. فما ماهية المقامات ؟ وأين وجدت مع الدرجات الموسيقية؟ للخوض في هذا الاتجاه التقت الثورة الموسيقي أ- زياد عجان..‏‏

تعتبر الدرجات الموسيقية أساس كل المقامات حسب رأي الباحث عجان، وأكد قائلاً:‏‏

من المعروف أنه في حال قيام العازف بالنفخ بقوة معينة في آلة نفخ خالية من الضاغط ، فإن المسموع منها يكون درجة صوتية ناتجة عن تذبذب كل عامود الهواء الموجود داخل الآلة ولكن الذي يحدث فعلاً أن أجزاء أخرى من عامود تتذبذب أيضاً في نفس الوقت وينتج عن ذلك الأمر مجموعة من الأصوات الإضافية والتي إذا زادت قوة النفخ ظهر بوضوح صوت معين من الأصوات الإضافية يصبح بدوره الصوت الرئيسي الذي يمكن للأذن تحديده بسهولة، وعلى ما تقدم اكتشف الإنسان الدرجات الموسيقية المرتبة بشكل دقيق لا علاقة للإنسان بصناعتها..‏‏

وسلط الموسيقي عجان الضوء على المقامات الموسيقية وكيف عرفت مبيناً بقوله:‏‏

تم العثور في «العراق» على لوحات تحتوي على معلومات عن الموسيقا «الآكادية» ويعود أقدمها إلى القرن الثامن عشر قبل الميلاد،حيث أعطت تلك اللوحات أسماء أوتار «الكنارة» والأبعاد الموسيقية 0وهي نفس الأبعاد الموسيقية الموجودة في الرقيم «الأوغاريتي» هـ 6 وكذلك أعطت أغاني وأسماء مقاماتها باستخدام البعد بالأربع والبعد بالخمس حيث كان يوجد سبع مقامات قسمت إلى خمسة أبعاد وبقيتين، وتختلف المقامات باختلاف موقع البقيتين ..والمقامات في الموسيقا «العربية» تبنى على نظام الأجناس، والجنس هو مجموع أربع درجات موسيقية تفصل بينهما ثلاث مسافات صوتية تتبع في توزيعها وترتيبها نظاماً خاصاً يكسب الجنس صفته اللحنية ويبين نوعه، ويتكون المقام من جنس أدنى «الجذع» وهو الذي يحدد فصيلة المقام ومن جنس أعلى «الفرع» والجدول يبين المقامات المتماثلة‏‏

(المقامات المتماثلة)‏‏

المقامات القديمة عند «الآكاديين» و«أوغاريت»- فيتو- أمبوبو- نيش جباري- نيد قبلي- اشارتو- نيش جباري- كيتمو- فبليتو .‏‏

المقامات العربية الواردة في كتاب «الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني «897-967»- مطلق في الوسطى - مطلق في البنصر- سبابة في مجرى الوسطى- سبابة في البنصر- وسطى في مجراها- بنصر في مجراها- خنصر في البنصر- خنصر في مجرى الوسطى.‏‏

الأسماء الحالية المستخدمة- نهوند- نهوند كبير- لامي - كرد- عجم- لامي- نهوند كبير.‏‏

الأسماء المستخدمة في الغرب- مينور- ماجور.‏‏

وتجدر الإشارة إلى أنه تم نقل درجة «ركوز» المقام إلى درجة أخرى في «نيش جباري» و«لامي» و«نهوند كبير».‏‏

ولأن المقام أحد المحاور الهامة في بحوث أ- زياد عجان إلى جانب التراث والموسيقا «الأوغاريتية» أشار في حديثه إلى الخط الذي اعتمده في توثيق المقامات والذي حدده بالآتي:‏‏

- اعتماد الجنس الأدنى من المقام لتحديد فصلية الفصائل المعروفة حالياً سبع فصائل خالية من أرباع الدرجات، وسبع فصائل تحتوي على أرباع الدرجات وقد حصلت حتى الآن على 14 فصيلة خالية من الأرباع و26 فصيلة تحتوي عى الأرباع فيكون المجموع 40 فصيلة تنضوي تحتها جميع المقامات التي وثقتها - حتى الآن.‏‏

- واعتماد قالب السماعي كأساس لتأليف مقطوعات موسيقية توضح هوية المقام، وعدد السماعيات التي ألفتها حوالي 381 سماعياً لكل منها مقامه الخاص.‏‏

- لم أتبع التقليد المتبع في تأليف السماعي والذي يقضي بهيمنة الهيكل الإيقاعي على الجانب اللحني بل العكس وظفت الإيقاع لصالح اللحن.‏‏

- خصصت الخانة الرابعة (دون قيودها) للتجوال ضمن المقامات المناسبة للمقام الأصلي.. ولا بد من التنويه أن هناك مقامات مركبة تحتوي على عبارات لحنية من مقام أو أكثر ولكن في النهاية تندرج ضمن منظومة الفصائل التي يحدها جنس «الركوز»، «الجذع».‏‏

واللافت في رأي الكثير من المعارضين أن كثرة المقامات تشوش ذهن الدارس وتزيد من أعباء تحصيله ، لذا يؤكدون واجب حذف العديد من تلك المقامات ليفضي الباحث بالقول: أنا في الصف المعارض للمعارضين لأسباب عدة تتحدد بتوثيق تلك المقامات - على كثرتها- وهي تدخل في مجال العلم وليس القصد فرضها على الدارس - يفيد هذا التوثيق الدراس بما قد يحتاجه من معلومات- يعتبر التخصيص بمؤلف خاص بمثابة الدليل في كيفية الانتقادات اللحنية- ويعتبر هذا التوثيق إغناء لعلم «الموسيقا» عامة وللدارس والباحث خاصة- وهذا التوثيق هو قاموس «موسيقي للمقامات».‏‏

موضحاً موقفه من إحداث بعض التغيرات في قالب السماعي ضمن ما يسمى بإطار التجديد والتطوير والابتكار قائلاً: لست مع التجارب التي يقوم بها البعض والتي تختصر من قالب السماعي وتبدل في الميزان الخاص به لتعود في النهاية لتطلق على تلك التجارب اسماً سماعياً، فأنا مع التجديد ضمن القالب وليس خارجه علماً أن صاحب التجربة يمكن أن يطلق على تجربته ما يشاء من أسماء ومسميات تحسب له، وجل هذه التجارب يندرج في نطاق التأليف الحر (الفانتازيا) وعن توثيق هذه الأسماء العربية للدرجات الموسيقية الحالية أشار:‏‏

ورد في كتاب «الموسيقا الكبير للفارابي» المتوفى 950 م أسماء الدرجات هي:‏‏

الأسماء القديمة الفارابي - ثقيلة المفروضات - ثقيلة الرائيات- واسطة الرائيات- حادة الرائيات- ثقيلة الأوساط- واسطة الأوساط- حادة الأوساط- الوسطى.‏‏

الاسم الحالي- راست - دوكاة - بوسلك - جهاركاة- نوى- حسيني- ماهور- كروان.‏‏

الاسم العالمي- دو- ري- مي- فا- صول- لا- سي- دو.‏‏

وكان أول ظهور للمصطلحات «الفارسية» للسلم الموسيقي الغربي ضمن مخطوطة «درة التاج» لقطب الدين الشيرازي المتوفى عام 1330 أي في العهد «المغولي» الذي أعقب سقوط «بغداد».‏‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية