قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة وبرنامج الغذاء العالمي في تقرير لهما مؤخرا إن العجز في الحبوب في جنوب السودان سيبلغ 371 الف طن وهو ما يزيد قليلا عن ثلث اجمالي احتياجات البلاد من الحبوب على الرغم من زيادة الإنتاج بفضل الأمطار الجيدة وزيادة المساحة المزروعة.
وفي السياق نفسه أفاد التقرير أن الواردات التجارية ستغطي بعضا من العجز هذا العام لكن زيادة الاسعار وضعف البنية التحتية سيجعل مليون شخص يعتمدون على 224 ألف طن من المساعدات الغذائية التي يعتزم برنامج الغذاء العالمي تقديمها .
الأمن الغذائي
ويأتي ذلك رغم تمتع جنوب السودان بإمكانات زراعية هائلة وتحسن التقديرات الخاصة بالمحصول أخبار جيدة لكن الموقف بالنسبة للأمن الغذائي العام لايزال خطيرا للغاية، كما قال «كريس نيكوي» مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي في جنوب السودان في بيان مشترك مع منظمة الأغذية والزراعة.
وإلى ذلك فإن البرنامج الغذائي العالمي الذي سيقدم لجنوب السودان سيتم تنفيذه بإشراف خبراء دوليين انتدبتهم الأمم المتحدة للعمل في جنوب السودان في مجالات الاهتمام بجودة حياة المزارع، وتوفيرالبذورالمنتقاة وتدريب المزارعين على طرق الري والزراعة الحديثة، وطرق تخزين الحاصلات الحقلية الطازجة وتعبئتها. وستتركز جهود البرنامج على إنتاج الحاصلات التي تجود زراعتها في جنوب السودان والقابلة للتصدير إلى الأسواق الخارجية وفي مقدمتها الذرة الصفراء والذرة الرفيعة واللوبيا والكاسافا، بالإضافة إلى تدريب مسؤولي الشركات المعنية بتصدير تلك الحاصلات أو تجهيزها للتصدير. يستفيد من البرنامج 30 ألف مزارع، ويتكلف 612 مليون دولار أمريكي.
تقارير وأرقام
سيشمل البرنامج تقديم 350 طنا من الغراس عالية الإنتاجية والمحسنة ومعدات غرسها وهو ما من شأنه العودة بمردود اقتصادي على اقتصاد جنوب السودان لا يقل عن 300 ألف دولار أمريكي سنويًا من صادرات الحبوب الغذائية.
يذكر أن جنوب السودان ضعفت قدرته على استيراد الطعام منذ أن أوقفت جوبا إنتاج النفط قبل عام في خلاف مع الخرطوم بشأن رسوم تصديره عبر خطوط الانابيب في السودان ما حرم البلاد من المصدر الحيوي الوحيد للدخل والعملات الأجنبية اللازمة لشراء الغذاء من الخارج.
وأخيراً تشير تقارير« فاو » إلى أن 90٪ من مزارعي جنوب السودان يعتمدون على مصادر غير مضمونة في الحصول على احتياجاتهم من البذور، ولا سيما في مناطق بحر الغزال الشمالي والغربي.