خسرته حركات التحرر في عالم اليوم . ولكن الخسارة التي قد لاتعوض هي تلك التي لحقت فعلا بالشعب الفلسطيني كما هي خسارة الشعب الفنزويلي . كان شافيز مناضلا صلبا ضد الامبريالية الامريكية وقاد بنجاح حركة تحرر القارة الامريكية الجنوبية من عسف الولايات المتحدة . لقد جعل امريكا تفقد السيطرة او الهيمنة على حديقتها الخلفية – كما كانت الادارات الامريكية تنظر الى امريكا اللاتينية .
اما الشعب الفلسطيني فخسارته كبيرة .
من اقوال الراحل شافيز : (فلسطين هي فنزويلا وفنزويلا هي فلسطين ) و اردف (منذ البداية وقفنا في صف الشعب الفلسطيني ونضاله التاريخي ضد دولة الابادة اسرائيل). شافيز قال ايضا : (اقول لكم ان قضية فلسطين هي قضية الشعب الفنزويلي ).
ولم يقتصر الراحل على لغة الكلام فقط ذلك ان التجربة اثبتت كم كان صادقا مع نفسه ومع شعبه ومع حركات المقاومة والتحرر في العالم حين تحدى الغرب الرأسمالي والاستعماري ونقل الشعب الفنزويلي من مستوى الى مستوى اعلى في الحياة فنال حب الشعب الفنزويلي . اثبتت التجربة عمليا ذلك حين جرت محاولة انقلابية ضده خرج الشعب كله الى الشوارع وافشل الحركة واعاد شافيز الى موقعه في القلب من الشعب وفي الرأس من فنزويلا .
اما شعوب امريكا اللاتينية فهي مدينه له بما تركه من اثر في قضاياها التحررية اذ اسهم شافيز مباشرة في توحيد مواقف امريكا اللاتينية واستعادتها وحدتها وثرواتها ونهضتها ونموها . انه الرجل الذي اوجد المناخ الطبيعي للشعوب المناضلة من اجل وحدتها وسيادتها وحريتها وكرامة اوطانها . في الدائرة المباشرة اشرف على توحيد اقتصادي وسياسي لدول امريكا اللاتينية بعد ان الهم شعوبها فاختارت القادة الذين ساروا على نهج شافيز ذاته . هو وكاسترو كانا الشوكتين في الحلق الامريكي ليمنعا التهام امريكا الجنوبية وليحطما ارادة الشر التي كانت تخيم على جنوب امريكا .
ولكن ان كانت شعوب امريكا اللاتينية قد خسرت قائدا نادرا ما جاد الزمن به وان كانت الشعوب في انحاء العالم قد خسرته مناضلا صلبا ضد الهيمنة والاستبداد فان الشعب العربي كله بدوره قد فقده ولكن الشعب الفلسطيني مني بخسارة كبيرة . فمن يعوض هذه الخسارة ؟
منذ لحظة الاعلان عن وفاته املت الادارة الامريكية ان تنفتح صفحة جديدة في العلاقات بينها وبين الشعب الفنزويلي انطلاقا من امل ( ابليس في الجنة ) أي انطلاقا من امكانية ان تتغير سياسات فنزويلا وبالتالي سياسات دول امريكا اللاتينية حيال الولايات المتحدة وسياساتها الاستعلائية والاستعمارية والاستغلالية .
ان الشعب الفنزويلي الذي انجب شافيز قادر على انجاب سواه اليوم او غدا ولسوف يظل اوغو شافيز في القلوب التي احبته في جميع ارجاء المعمورة . يظل ملهما للشعب الفنزولي ولشعوب امريكا اللاتينية وللامة العربية عموما ولشعب فلسطين بوجه خاص .
ان مسيرة حياة الرجل الانسان الظاهرة اوغو شافيز ستكون منارة لكل من يريد الوصول الى شاطئ السلامة بشعبه وامته .
اما شعبنا الفلسطيني الذي حزن لوفاة القائد المناضل الانساني شافيز فعزاؤه ان مسار فنزويلا وامريكا اللاتينية ضد الهيمنة الامريكية والعنصريين الصهاينة المحتلين لن يتوقف ابدا – وستمنى محاولات الصهاينة ومن يواليهم ويدعمهم بالفشل المحتوم وسوف تصطدم دائما بإرادة الشعوب المتطلعة الى العدل والحرية والمساواة والتحرر .
Nawaf.m.abulhaija@gmail.com