وتقول «روزا جرري» المسؤولة عن المبادرة: إن فكرة العمل أتت ضمن الاحتياجات الاجتماعية لاحتضان العائلات المتضررة والعمل على تقديم الدعم اللوجستي والغذائي والاحتياجات اليومية للمواطن في مراكز الإيواء التي تحتضن العائلات المتضررة جراء الأعمال الإرهابية حيث تشمل المبادرة المنطقة الجنوبية وقد تم تأمين 22 مركز إيواء بالتعاون مع وزارة الإدارة المحلية وتحت إشراف لجنة الأمانة العليا في وزارة الشؤون الاجتماعية.
حيث يتم تأمين المواد الغذائية يوميا من خلال تقديم 3 وجبات طعام إضافة إلى الاحتياجات اليومية وذلك من خلال التنسيق والتنظيم مع عدد من المنظمات والهيئات المحلية والدولية وكذلك تأمين أنشطة اجتماعية تستهدف العائلات المتضررة وتلبي احتياجاتها النفسية والاجتماعية والصحية.
ويعتمد العمل على ما يمتلكه المجتمع المحلي من كوادر شبابية وفرق تطوعية من جهة والبناء على خبرات الجمعيات الأهلية المهتمة بهذا المجال من جهة ثانية لتحقيق بيئة داعمة وظروف أفضل للوافدين في المرحلة الحالية من جميع النواحي والارتقاء بالحالة الاجتماعية والصحية والاقتصادية للمتضررين عبر تشكيل شبكة من العاملين من جميع الأطراف المشاركة والمتطوعين لتخديم كافة أماكن وجود المتضررين.
وكان الهدف الرئيسي للمبادرة محاولة دمج العائلات المتضررة بالحياة الطبيعية ضمن مراكز الإيواء وتحويلهم تدريجياً من أشخاص مستقبلين للخدمة إلى مجموعات عمل تشارك في تقديم الخدمة ضمن المراكز وتدريب متطوعي المجتمع المحلي على تقديم الدعم اللوجستي والإداري لهذه المراكز بالإضافة إلى تزويد الجمعيات الأهلية التي تولت مهمة الإشراف على عدد من مراكز الإيواء بمجموعة من الاقتراحات الهادفة إلى تحسين مستوى تلك المراكز.
كما أكدت جرري أهمية توحيد جهود العمل الأهلي لتقديم مجموعة من الأنشطة التفاعلية الاجتماعية ضمن هذه المراكز بهدف الدعم النفسي الاجتماعي للعائلات والأطفال وتحقيق نوع من التواصل الإيجابي بين قاطني المركز والعمل على إقامة جلسات توعية تثقيفية بالإضافة لجلسات توعية تفاعلية للأطفال والعمل على نشر التوعية الاجتماعية والصحية بينهم وتحفيزهم على متابعة التعليم أما بالتسجيل في المدارس القريبة من مراكز الإيواء أو دعمهم عن طريق إعطاء دورس تقوية بمشاركة جمعيتي الندى ولمسة شفا ومجموعة أورشينا الشبابية واتحاد طلبة سورية وذلك بالشراكة مع المجتمع المحلي والجمعيات الأهلية.
و هناك مبادرات عدة انطلقت في مراكز الإيواء نفسها، كمبادرة «صناعة اللحاف» وهي عبارة عن مشاركة النساء بصنع اللحاف الشتوي من المواد المستهلكة، و مبادرة «من خير بلادي» وهي تأمين الصناعات الغذائية للمخللات والمربيات وتأمين التسويق للنساء عن طريق الدعم لتوفير مصدر دخل يساهم في تحسين الأوضاع المعيشية والاجتماعية لتلك العائلات اضافة إلى النقاشات المفتوحة وجلسات التوعية الإبداعية التي يقدمها المتطوعون في المبادرة نظرا إلى الحاجة للتطوير والتشجيع في دفع عملية التشاركية والعمل التطوعي بما يعزز حماية مصالح المواطنين في هذه المراكز.
ويأتي هذا العمل للتأكيد على أهمية بناء القدرات المحلية في مجال العمل التطوعي والمبادرات التنموية والمساهمة في عملية التبادل المعرفي بين الجهات المحلية والجهات المعنية بالتنمية وتفعيل دورهم في المساهمة في عملية التنمية المجتمعية وذلك عن طريق تعزيز التنسيق والتعاون والتشبيك فيما بينهم وبناء قدراتهم الإدارية والفنية والتنظيمية لتنفيذ البرامج والمشاريع بكفاءة وفعالية وتعزيز المساهمة في رسم السياسات والاستراتيجيات والبرامج التنموية الوطنية.