فكانت رسالة واضحة للرئيس مرسي وجماعة الاخوان المسلمين أن بور سعيد التي أعلنت العصيان المدني لن ترضخ لحكم الأخوان ولا لسياسات مرسي.
وفي التفاصيل قضت محكمة جنايات بورسعيد المصرية أمس بتثبيت الحكم بالإعدام شنقا على 21 متهما فى قضية "مجزرة استاد بورسعيد" وعلى خمسة اخرين بالسجن المؤبد كما حكمت على ستة بالسجن لمدة 15 عاما.
وعقدت جلسة المحكمة في أكاديمية الشرطة في بورسعيد برئاسة المستشار صبحى عبد المجيد وعضوية المستشارين طارق جاد المولى ومحمد عبد الكريم على وقع مظاهرات الحشود التي سبقت المحاكمة.
وكانت المحكمة أصدرت في كانون الثاني الماضي قرارها بإحالة أوراق 21 متهما في القضية إلى المفتى لاستطلاع رأيه الشرعي في الحكم بإعدامهم وحددت جلسة اليوم للنطق بالحكم على المتهمين جميعا.
يشار إلى أن "مجزرة استاد بورسعيد أسفرت عن مقتل 74 شخصا من التراس النادي الأهلي في أعقاب الاحداث التي شهدتها مباراة كرة قدم بين فريقي الناديين الأهلي والمصري ويحاكم فيها 73 متهما من بينهم 9 من قيادات الشرطة فى بورسعيد و3 من مسؤولي النادي المصري.
وكان الآلاف من أعضاء رابطة مشجعي النادي الأهلي ألتراس أهلاوي تجمعوا أمام مقر النادي بالجزيرة قبيل انعقاد جلسة محكمة استعدادا لسماع النطق بالحكم في القضية المعروفة بـ "مجزرة بورسعيد" التي راح ضحيتها 72 مشجعا للنادي الأهلي في الأول من شباط من العام الماضي عقب انتهاء مباراة المصري البورسعيدي والأهلي ببطولة الدوري الممتاز.
الألتراس يحذر القصاص أو فوضى مدمرة
وردد الألتراس الهتافات المطالبة بالقصاص من قتلة الشهداء كما رفع العديد من أعضاء الرابطة صورا لشهداء المذبحة بالإضافة لزي أسود موحد مدون عليه رقم "72" من اجل القصاص للضحايا كما قام شباب الألتراس بإغلاق جميع المنافذ المؤدية لمقر النادي الأهلي بينما انضم عدد من أهالي أسر الشهداء إلى وقفة الألتراس استعدادا لسماع النطق بالحكم.
ضباط الشرطة يمتنعون عن تأمين خط سير الرئيس
وتصاعدت أمس وبشكل لافت الاحتجاجات التي تشهدها مدن مصرية عدة احتجاجا على السياسات التي ينتهجها الرئيس محمد مرسي وجماعة الاخوان المسلمين والتي باتت تحمل الكثير من التخبط والعشوائية ما يدفع بالبلاد نحو مزيد من الفوضى والخراب.
وذكرت مصادر إعلامية مصرية أن الضباط العاملين فى التجمع الخامس امتنعوا عن تأمين سير خط الرئيس مرسي في حين واصل عناصر الشرطة في عدة أقسام إعلان الاضراب وإغلاق مبانى الشرطة وذلك احتجاجا على سياسة وزارة الداخلية وإقحام الشرطة في المعترك السياسى دون داع.
بدوره قال مصدر عسكري مصري إن قوات من الجيش ودبابات ومدرعات انتشرت في محيط مجلسي الشوري والوزراء في القاهرة.
المحتجون يوقفون العبارات في بورسعيد
من جهة ثانية قام عدد من المحتجين بقطع خط المترو الخط الأول حلوان المرج بمحطة مترو السادات بميدان التحرير بينما يحتشد العشرات من المتظاهرين عند مدخل شارع محمد محمود بالقاهرة.
وفي سياق متصل بالاحتجاجات السياسية أصدرت حركة شباب 6 أبريل بالإسكندرية بيانا دعت فيه إلى إضراب وعصيان شامل بالمدينة اليوم ودعت جموع المواطنين للمشاركة فى العصيان المدنى الشامل مؤكدة استمرار الثورة. وفي إطار ردود الأفعال على الحكم باعدام 21 متهما معظمهم من سكان مدينة بورسعيد التي تقع على المدخل الشمالي لقناة السويس نقلت رويترز عن عدد من أهالي المدينة قولهم إن نحو ألفي محتج أوقفوا عمل العبارات في قناة السويس اليوم وحاولوا تعطيل الملاحة في القناة.
وأضاف الأهالي أن المحتجين أطلقوا سبعة مراكب في المجرى الملاحي وان ثلاثة زوارق تابعة لسلاح البحرية المصري قامت بإعادة المراكب إلى مرساها متابعين إن المحتجين أوقفوا عمل المعديات التي تنقل الركاب والسيارات بين بورسعيد ومدينة بور فؤاد التي تقع على الضفة الشرقية لقناة السويس.
..والقاهرة تشتعل
أما في القاهرة فقال عدد من الاهالي ان مشجعين للأهلي أشعلوا النار في نادي ضباط الشرطة القريب من النادي الأهلي. وأضافوا أن ألسنة اللهب تصاعدت من مقر النادي بينما غطى سماء القاهرة دخان كثيف بعد أن وصلت النيران إلى غرفة تحكم الكهرباء كما اشتعلت السيارات المتواجدة أمامه.
كما تمكن المئات من مشجعي النادي الأهلي من الوصول إلى مقر اتحاد الكرة المصري وأشعلوا النار فيه.
وتأتي هذه الأحداث بعد أن هدد مشجعو الأهلي الذين تضمهم رابطة ألتراس أهلاوي بنشر الفوضى في مصر اذا لم تصدر أحكام قاسية في القضية بينما قال مشجعو المصري الذين تضمهم رابطة ألتراس جرين ايغلز في صفحة الرابطة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك أمس إنه قضاء مسيس لتهدئة طرف يخشاه النظام ولكن فليعلم النظام بأن بورسعيد ليست ملطشة أو كبش فداء لترضية طرف على حساب مدينة يظنون أنها صغيرة وسهل المنال منها.
كما هاجم مجهولون مقر جريدة الوطن بشارع مصدق بمنطقة الدقى في الساعات الأولى من صباح أمس والقوا زجاجات المولوتوف على المبنى ما أدى إلى إشعال الحريق بالمدخل الرئيسي للمقر في حين صعد البعض الآخر منهم إلى الدور الخاص بالمقر الإدارى لقناة السي بي سي وكسروا بعض الأجهزة الخاصة بالقناة.
قتيلان و60 جريحاً
كما تصاعد حدة المواجهات قرب ميدان التحرير بالقاهرة ومقتل متظاهرين اثنين وإصابة العشرات بجروح وحالات اختناق
لقي متظاهران اثنان مصرعهما واصيب 60 متظاهراًَ بجروح وحالات اختناق جراء تصاعد المواجهات أمس عند كوبري قصر النيل قرب ميدان التحرير في القاهرة واستخدام قوات الامن المصرية الخرطوش والقنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين.
في غضون ذلك افاد مصدر عسكري مصري ان قوات من الجيش ودبابات ومدرعات انتشرت في محيط مجلسي الشورى والوزراء في القاهرة.
في حين واصل عناصر الشرطة في عدة اقسام اعلان الاضراب واغلاق مباني الشرطة وذلك احتجاجا على سياسة وزارة الداخلية واقحام الشرطة في المعترك السياسي دون داع.
الغضب المصري يحاصر مرسي والأخوان
إلى ذلك أكدت العديد من الصحف المصرية الصادرة أمس أن عصيان الشرطة وطوفان الغضب يحاصر ويهز دولة الاخوان في سبع محافظات وسط حالة الترقب والحذر والخوف في جميع انحاء مصر لحكم محكمة جنايات بور سعيد في قضية مذبحة استاد بور سعيد.
وأشارت صحيفة التحرير إلى أن نسبة الاضراب في قطاعات الأمن المركزي وأقسام الشرطة بالقاهرة والجيزة وصلت إلى 70 بالمئة مشبهة الهدوء بالمحافظات الاخرى بحالة البركان الخامد الذي تفور أحشاؤه وتتطلع الحمم إلى الانطلاق لتحرق الاخضر واليابس.
بدورها أكدت صحيفة الوطن أن طوفان الغضب يحاصر الاخوان حيث حاصر الالاف من المتظاهرين مقرات حزب الحرية والعدالة وجماعة الاخوان ومديريات الأمن وأقسام الشرطة في سبع محافظات وسط احداث واشتباكات شهدتها محافظات ومدن الغربية والإسكندرية والدقهلية والشرقية ودمياط وكفر الشيخ والاسماعيلية مشيرة إلى التظاهرة التي خرجت ضد حكم المرشد في مسقط رأس المرشد العام للاخوان المسلمين.