تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


مصر بعد الانتخابات .. إلى أين ؟

شؤون سياسية
الأثنين 11-6-2012
هيثم عدرة

الواقع المصري الذي نلاحظ تباينا في معالمه بين التصعيد تارة والتهدئة تارة أخرى , أسبابه تتعدد وتتشعب وأهمها دور مصر في الفترة القادمة ,

وكيف تنظر الولايات المتحدة وشركاؤها بالمنطقة إلى هذا الدور وماذا يقدم لها من خدمات لمخططاتها الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط على المدى القريب والبعيد ,وهذا يفسر ماتم سابقا على الساحة المصرية من تداعيات وحالة فوضى تبين أن أسبابها تدخل منظمات غير حكومية في الشأن المصري لإيجاد بؤر يتم التحكم بها بين الفترة والأخرى وبما يخدم مصالح بعض الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة الأميركية .‏

الأحكام التي صدرت بحق حسني مبارك وأعوانه وتبرئة البعض الآخر أثارت الشارع المصري وعلى خلفية ذلك حصلت بعض الصدامات وخرجت بعد ذلك مظاهرات بميدان التحرير والتي وصفت بالمليونية والتي تحمل عدة إشارات تم الإفصاح عن بعضها والبعض الآخر مرهون بتطورات المرحلة القادمة , ومن بين ماتم الحديث عنه هو تفعيل قانون العزل السياسي وإعادة محاكمة حسني مبارك .‏

بعض المراقبين يرون في هذه التظاهرات مؤشرا على فرض ماتريده الجماهير من خلال الشارع ويعطي حالة من الزخم الثوري برأي بعض المصريين , وهذه التظاهرات تأخذ طابع محاولة القصاص ومعاقبة من نهب أموال الشعب وتشكيل مجلس رئاسي وقيام محكمة ثورية و...الخ .‏

البعض الآخر يرى أن هذه الحالة تأخذ البلاد إلى حالات الفوضى والفلتان الأمني عدا عن انعكاساتها السلبية على الصعيد الاقتصادي .‏

يمكن القول: إن المليونية التي خرجت في ميدان التحرير ببساطة تعطي إشارات إلى التأكيد على عدم عودة النظام من خلال رموزه كما يتحدثون والمقصود الفريق أحمد شفيق ومنعه من الوصول إلى سدة الرئاسة , والسؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا تم ذلك بعد انتهاء المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية والتي تحقق بها تقدم ملحوظ , مما جعل الأخوان المسلمين يتحركون باتجاه إبعاده عن المرحلة الثانية لإحساسهم انه يشكل خطراً على مرشحهم ؟ .‏

المجلس الأعلى للقوات المسلحة أعلن انه لايتدخل في عمل القضاء أو المس به بخصوص الأحكام التي صدرت , اوتأجيل الانتخابات لأنه لاتوجد أسباب موجبة لذلك وخصوصا أن الشعب سيقول كلمته أولا وأخيرا وسيحدد من سيكون رئيسا للدولة , وتلك المخاوف لامبرر لها .‏

البعض الآخر يرى أن هذه الحالة من عدم الاستقرار تهدد مكونات الدولة بكل تفاصيلها في مصر , وأن متابعة الانتخابات أي الجولة الثانية تثبت وجود الدولة ومن بعدها يتم إيجاد الصيغ الملائمة لعملية التغيير التي يراها البعض ضرورية في المجتمع المصري على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي , ومن جهة أخرى يرى آخرون أن العزل السياسي الذي يتم طرحه هو المقصود به إبعاد كل من كان يؤثر على حياة المواطن , والتظاهرات التي حدثت تنادي بعزل أحمد شفيق عن الانتخابات كونه يشكل رمزاً من رموز نظام مبارك والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذه التظاهرات قادرة على فرض مشيئتها ؟ .‏

الملاحظ أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة توجهاته واضحة هو متابعة الانتخابات وتسليم السلطة للرئيس وبعدها يتم طرح كل ماتريده الجماهير عن طريق مؤسسات الدولة مجلس الشعب ..الشورى ...الخ .‏

يتم طرح آخر من قبل بعض القوى السياسية هو إقامة مجلس رئاسة وبنظرهم هو خطوة انتقالية لصياغة دستور تحدد به المسارات في العملية الانتخابية , وبالطبع هذا الطرح يعارضه المجلس العسكري.‏

في ظل اقتراب موعد الانتخابات هل سنشهد نوعاً من التوافق أم العراك بين القوى السياسية .‏

بكل الظروف البعض يرى أن أي طرح خارج القانون والدستور هو مرفوض والبعض الآخر يرى أن تلبية رغباته تتم عبر التظاهر في ميدان التحرير , والبعض يرى أن مايطرح هو عبارة عن وجهات نظر تتلاشى عندما يتم تطبيق الدستور .‏

لابد من القول :إنه في ظل هذه الانقسامات الحادة يبقى باب الاحتمالات مفتوحاً على مصراعيه إلى أين ستتجه الأمور وخصوصا أن موضوع الخسارة بالنسبة للقوى السياسية التي بدأت ترتب أمورها للوصول إلى السلطة غير مقبول , إضافة إلى الضغوط التي تمارس لتنفيذ غايات متعددة ومتنوعة والتي يمكن أن يكون بعضها له انعكاسات سلبية على الواقع المصري وعلى جميع الأصعدة ,و يبقى الشعب المصري هو الذي سيقرر مصيره وماذا يريد في الفترة القادمة .‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية