وردا على الانتقادات التي وجهت إليها باعتبارها تحاول تحريض الناتو لقصف سورية صرح الناطق باسم محطة الـBBC أنه لا يمكن اللوم بسبب عدم التحقق من الصورة لأن نشرها ترافق مع «تحذير واضح».وأضاف «لقد نشرناها مع الاشارة الى أنه لم يكن بالإمكان التحقق منها بشكل مستقل» ،فيما قال المصور الذي التقط هذه الصورة ماركو دي لورو:«لقد استخدم أحدهم صوراً ليقدمها كإثباتات عن مجزرة، وحوّر الدعاية ضد الحكومة السورية» هذا واتهمت وسائل إعلام مستقلة محطة الـBBC البريطانية بأنها أصبحت «أداة نقل فعالة لدعايات عاملة لمصلحة محاربين مجهولين مشكوك بأمرهم حسب تعبير prisonplanet.com و هو موقع الصحفي الأميركي أليكس جونز. هذا وكانت الصحيفة الانكليزية الاندبندنت قد أعلنت في شباط الماضي أن «قوات الأمن السوري قتلت دون تمييز عشرات الأطفال في حمص». لكن بالتدقيق اتضح أن مصدر المعلومة كان عن طريق منظمة مركزها في لندن تدعى»المرصد السوري لحقوق الإنسان».
فيما كان العالم مصدوما من صدى مأساة الحولة بثت الـ BBC مقالا مزودا بصورة يظهر فيها صفوفا من الأطفال القتلى بانتظار من يشيعهم إلى مثواهم الأخير.. لكن ألم تكن تلك الصورة ملتقطة في العراق بعد موت صدام حسين؟ المصور ماركو دي لورو الذي التقط الصورة التي استخدمتها الـ BBC قال إنه رأى الصورة على الموقع بينما كان يجلس على كرسيه معنونة «صورة محارب هذه الصورة- لم يتم التحقق منها بشكل مستقل- تظهر أجساد أطفال الحولة بانتظار مراسم الدفن». هذه الصورة كانت قد التقطت بتاريخ 27/آذار من عام 2003، ويظهر فيها طفل عراقي يقفز فوق 12 هيكلا عظميا ملفوفة بأكفان بيضاء بعد أن تم العثور عليها في صحراء بجنوب بغداد، والصورة التي عثر عليها على موقع ماركو دي لورو تعود إلى قصة العراق ما بعد عصر صدام.
وكما نعلم ماركو دي لورو يعمل كمصور لصالح شركة جيتي إيماج التجارية وأعماله نشرت في كل أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية والواقع أن الـ BBC أخذت هذه الصورة من أعماله عن الانترنت وليس من مستودعه الرسمي أمر أقلقه جدا. هذا وقد رد بالإجابة للديلي تلغراف:»إن ما يدهشني أكثر أن مؤسسة مثل الـ BBC لا تتحقق من مصادرها وتوافق على نشر أي صورة لأي مصور كان سواء أرسلها لهم مواطن عادي أم محارب. هذا كل شيء». وأضاف بالقول:»كيف يستخدم البعض صوراً التقطها آخرون من أجل ترويج دعاياتهم؟». كما قال الناطق باسم الـ BBC أن الصورة التي تدعم مقالة «مذبحة الحولة السورية كانت موضوع إدانة شديدة» وقد رفعت مباشرة عن المقالة بعد أن تم التحقق من المصدر. كما أضاف:»لقد أدركنا أنه تم تداول الصورة كثيرا على الانترنت في ساعات الصباح الأولى التي تلت الوحشية التي حدثت في سورية. وقد استخدمناها نحن مع تحذير واضح يقول بأنه قد لا يكون تم التحقق منها».
إن عبارة «أنه قد لا يكون تم التحقق منها» أصبحت ختما للتغطية الإعلامية طيلة الأشهر الأربعة عشر من الأزمة في سورية اليوم أيضا، الجزء الأكبر من المعلومات يأتي عن طريق أشخاص يقولون إنهم محاربون في المعارضة عبر أفلام فيديو لهواة نشرت على اليوتيوب. ونحن نشك في أحيان كثيرة في صحة الصور المنشورة.