بمشاركة الادباء مالك صقور محمد الحاج صالح - رضوان قضماني وغسان كامل ونوس وبحضور الاديب الكبير ومتابعة جمهور واسع من الادباء والمتهمين ومحبي الاديب الذي منح في نهاية الندوة درعا تكريميا وشهادة تقدير .
مالك صقور
مسكون بحب الارض ووجع الوطن :
قال الاديب مالك صقور في شهادته عن الاديب حيدر حيدر بأنه رائد من رواد القصة, مجدد في الرواية العربية, من اهم المبدعين العرب في ستينات القرن الماضي وحتى الآن.
ثم استعرض مسيرة الاديب منذ بداياته في خمسينيات القرن المنصرم حيث صور قصصه المحروم والامي والمضطهد والمتهور قائلاًً:
والكاتب يلتقط هذا النموذج الحي من الواقع ليمزج الواقعي بالاسطوري فتأتي ملحمة (الفهد)الذي يفضح فيها الكاتب حال التخلف والجهل والامية والفقر والقمع والاستزلام مجسداً لحظة الحرية في تمرد ( بوعي شاهين) واعلانه الحرب على النظام القائم وكل القيم التي يحملها النظام الاقطاعي فاضحاًًً الخيانة في المجتمع وخيانة البطل من اقرب المقربين اليه.
ثم تذكر اللقاء الاول له بالكاتب قبل ربع قرن قائلاًً( كنا شلّه من الشباب آمنا بالقضايا العظيمة وأهم من هذا كله تحرير كامل التراب الفلسطيني ومحاربة الامبريالية العالمية والرجعية العربية وكافة العملاء).
ومن ثم تحدث وبالتفصيل عن مختلف المراحل الابداعية التي مر بها الكاتب من ( طقوس العار ) الى الزمن الموحش والتي ينتقل فيها الكاتب نقلة نوعية شكلاً ومضموناً وهي علامة فارقة في ادبه وبأن قيمة هذه الرواية تأتي من موقفها الانتقادي للوضع العربي بعد هزيمة حزيران
محمد الحاج صالح
خلق عالم رؤيوي متحرر
تحدث عن الصداقة التي تربطه بالكاتب مستعرضاً اهم المراحل التي مر بها متوقفاً عند روايته الهامة وليمه لأعشاب البحر والتي كانت مثار نقاش لفترة غير بعيدة مدافعاً عنها وعنه -أي الكاتب -واعتبرها رواية عربية عالمية بامتياز رغم تميزها بالشعرية والكثير من المقاطع ا لشاعرية يقول عنها( اسلوبية على حافة الشعرية) كما يؤكد حيدر نفسه : اعتقد ان وليمة لأعشاب البحر بحركات قليلة يمكن ان تشكل عدداً من دواوين الشعر الحديث .
ثم تحدث عن الروايات اللاحقة( غسق الآلهة والتي ترسم التشوه والإعاقة في علاقة امرأة برجل ولتطرح سؤالاً: لماذا يبدو الحب مهلوعاًً ومهدداً في الازمنة المضطربة?)
ثم اتت رواية (شموس الغجر) شيء ما من الحلم والواقع, الطفولة والشباب لفتاة تمتلك وحشة الغجر وبدت اشبه بالانيما او فتاة الاحلام المكملة للرجل.
ثم استعرض بعض العناوين التي كتبها الراحل لمقالاته اثناء المنفى الطوعي الذي اختاره .
رضوان قضماني
شكل واقعية جديدة:
تحدث الناقد رضوان قضماني عن مجمل تجربة الكاتب الادبية واعتبره علم من اعلام الرواية العربية تمت على يديه مفاصل هامة في تطور الرواية العربية السورية.
كما اشار الى ان الكاتب من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب في سورية ثم تحدث عن تجربته واسلوبه في اعتماد تيار الوعي في رواية الزمن الموحش حيث يجري السرد بضمير المتكلم, وفي روايته الوليمة يتجاوز تيار الوعي حيث استخدم الكاتب تقنية التداعيات .
ورواية ( مرايا النار) لم تخرج عن اسلوب تيار الوعي ولا تلتزم بتاريخ معين حيث الزمن في الرواية زمن المرأة الغريبة تحلم بالرجل الغريب في المدينة الغريبة.
وفي شموس الغجر( اقترب الروائي كثيراً في توظيف تيار الوعي لتشكيل واقعية جديدة).
غسان كامل ونوس
نكرم انفسنا اذ نكرمه:
الاديب غسان كامل ونوس تحدث عن التأخير في التكريم واعترف بالتقصير في ذلك فالاديب حيدر حيدر ( خمسة عشر كتاباً وتسعة وستون عاماً وتجارب في العمق, حياة وهموم.. مواقف وقضايا لم يكن متفرجاًً او منظراً ولم يتردد في الخوض والفيض والزود قدر ما يستطيع غير هياب ولا طلاّب منّة او شهرة او اعترافاًً..
كتب كي لا يستوحش ما تبقى من زمن وكي لا تستولمنا اكثر حيتان البحر ...
حيدر حيدر .. ثنائيات تستحق التفكير والدراسة.
الحضور المادي البسيط والظلال الوارفة
الهدوء والصخب , ملامح الرضى والكتابة الجارحة التواضع وعلو المقام, الخجل والجرأة.. الزهد والغنى- الشفافية والصلابة, الصراحة والعمق, الابتعاد والاشراق .
حيدر حيدر
هل للثقافة والادب سلطة?
ثم تحدث الكاتب المكرّم حيدر حيدر شاكراً مديرية الثقافة واتحاد الكتاب في طرطوس ..
على هذا التكريم الذي فاجأه..
(اقول اربكني انا البعيد عن مناخات الاحتفالات والاضواء ان هذا التكريم هو للثقافة العربية والادب العربي ..).
ثم تحدث عن جدوى الثقافة واهميتها متسائلاًً عن تأثيرها في المجرى الاجتماعي.
الكثير منا تساءلوا وما يزالون عن اهمية وجدوى الثقافة والادب في الحياة.. هل للثقافة والادب سلطة او قوة قادرة على التأثير في المجرى الاجتماعي والتغيير البشري .. الحرية الداخلية للفرد والحرية الخارجية للمجتمع.
ورأى ان الهدف الجوهري للفن والادب, رواية -شعر- مسرح هو الارتقاء بالروح الانسانية وتنقيتها من التلوث وتراكمات التشويه الاجتماعي والنفسي والتاريخي وفي الان نفسه كف غبار الزيف والكذب والرياء وفضح العنف وتوحش الطغاة نزوعا نحو فضاءات الحرية الانسانية.