أقامت وزارة التربية بالتعاون مع الأمانة العامة للاتحاد العربي المهني ورشة عمل هدفت إلى تسليط الضوء على أهمية تحديد المعايير والكفايات للتعليم والتركيز على الممارسات والاستراتيجيات التعليمية المهنية و التقنية..
وللوقوف عند أبرز المحاور التي دارت خلال الورشة التي استمرت ثلاثة أيام كان للثورة اللقاءات التالية:
هدفنا..الجودة المهنية
أكد د.فؤاد الغالول معاون وزير التربية على اهتمام الوزارة بالتعليم المهني والتقني
استجابة لمتطلبات واحتياجات سوق العمل أسوة بالبلدان المتقدمة التي تطورت صناعياً واقتصادياً بفضل العلوم كافة والتعليم المهني بشكل خاص..
وقد سبق للوزارة أن أقامت ورشات سابقة في مجال المعايير والكفايات وهذه الورشة الثالثة بدعم من قبل خبراء ومختصين عرب في إطار إعداد الكفايات و المعايير,والتي تهدف إلى تطوير التعليم المهني من خلال البرامج التي تدرّس للطالب والتوصيف المهني الذي يجب أن يتخرج به,بحيث يمتلك من المهارة والمعلومات المتكاملة والشاملة في مجال المهنة التي يريد امتهانها..
فكان لا بد من الأخذ بالكفايات والاعتماد عليها بعد دخول العولمة إلى ساحة البلدان كافة ليتمتع الخريج بسوية علمية وفنية تمكنه من دخول سوق العمل بثقة كبيرة,وعليه فقد تشكل فريق عمل في وزارة التربية يعنى بمسألة إعداد المناهج في ضوء وكفايات تعتبر بمثابة توصيف مهني,وهذه المعايير تعتبر بمثابة الجودة المهنية وتخضع للتقويم والقياس ضمن المواصفات العالمية.
تفعيل دور المهنيين في عملية التنمية
ويبين د.شرف الدين محمد الأمين العام للاتحاد العربي للتعليم التقني
أهمية الورشة في إغناء المشاركين بأسلوب إعداد المناهج وفق المعايير والكفايات لأنه الأسلوب الأحدث لإعداد مناهج التعليم المهني والتقني يعتمد على تحليل المهنة من خلال تقسيمها إلى مجموعة أعمال أو واجبات ومن ثم تحديد المهارات الأدائية والمعارف النظرية الواجب اكتسابها من قبل المتدرب لتنفيذ العمل بالكفاءة والجودة المطلوبة..
وقد استعان الاتحاد العربي ببعض الخبرات العربية من لبنان والأردن وفلسطين لتبادل الخبرات بين المشاركين في عملية تطوير المناهج لإعداد التقنيين والمهنيين الكفوئين القادرين على تنفيذ خطط التنمية والمساهمة الفاعلة في عملية التطوير والتحديث التي تشهدها سورية لمواكبة مستجدات التطور التكنولوجي والعلمي في العالم.
ربط المناهج بسوق العمل
وبدوره يوضح المحاضر نور الدين الناظر مراحل آليات إعداد المناهج بطريقة الكفايات
حيث تبدأ من استخدام التوصيف المهني مروراً بإجراء ورش التحليل المهني ثم استصلاح مخططات التحليل المهني وبعد ذلك تحديد الواجبات المهنية يتبع هذا كله إعداد المناهج والوحدات التدريبية المبنية على أساس الكفايات ما يحقق للطلاب الخريجين تمتعهم بكفايات بدرجة الإتقان,وتصبح هذه البرامج مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بسوق العمل نظراً لاشتراك مختصين ممارسين من سوق العمل في إعداد آلية هذه المناهج..
وفيما يتعلق بتنفيذ هذه الآلية الجديدة في إعداد المناهج يقول الناظر لابد من تهيئة كوادر تربوية ذات كفاءة عالية,وتزويد المشاغل بالتجهيزات اللازمة والملائمة لاحتياجات سوق العمل,وإعادة النظر في المواد التعليمية لتتلاءم مع هذه الطريقة..
اكتساب المتعلم مهارات الأداء
أوضح د.صلاح الدين نور الدين مدير التعليم المهني والتقني في وزارة التربية
أن الوزارة تسعى من خلال ورشات العمل للاطلاع على تجارب الدول الأخرى والمستجدات في سوق العمل والتكنولوجيا وتعريف المشاركين بنظام تطوير المناهج وفق أسلوب المعايير والكفايات وسبر مكنونات الإنسان وإظهار الطاقات الخلاقة وتفجير الإبداع لديه باعتبار الاستثمار برأس المال البشري أفضل أنواع الاستثمار وأهم ما تهدف إليه المناهج المستندة إلى المعايير بناء معايير متينة لمضمون الموضوعات والمهارات ومستوى الأداء المطلوب من المتعلم والتمكن من بناء الاختبارات التي تقيس نسبة الجودة في تحقيق المتعلم لهذه المعايير..
أما ما يتعلق بمشاركة سوق العمل في وضع المنهاج فيقول: يشكل المنهاج بجزأيه النظري والعملي حجر الأساس في بناء المهني أو التقني المتوافق مع التطورات العلمية والتكنولوجية ووضعه على المسار العلمي والعملي الصحيح لدخول سوق العمل ملبياً لاحتياجاته,فالمنهاج المرن المبني على أسس سليمة يؤدي إلى إحداث تغيرات فكرية وسلوكية ومهنية في المتعلم والمتدرب ويأتي كحاجة حالية ومستقبلية يتطلبها الفرد والعمل الذي يؤديه والمؤسسة التي يعمل فيها.
وفي توضيحه لمعنى المعايير والكفايات يقول إن المعيار يحدد بشكل عام درجة إتقان مهمة معينة والجودة أو المعارف والمهارات المطلوب تحصيلها,بينما تعني الكفاية القدرة على أداء مهام وواجبات عمل محدد بدرجة إتقان معينة..
وستعمل الوزارة على تشكيل فريق عمل لمتابعة تنفيذ إنجاز تطوير المناهج وفق المعايير والكفايات وتشكيل لجنة فنية لكل مهنة لتطوير مناهجها النظرية المهنية والعملية.
ختاماً..
يسجل لوزارة التربية سعيها الدؤوب لتطوير المناهج في جميع المراحل وفق أحدث التقنيات ومن خلال الدورات المستمرة وورشات العمل المتتالية ومحاولة الاستفادة من خبرات الآخرين ومواكبة أحدث المستجدات العلمية والتقنية في العالم,حرصاً منها على أبناء الوطن فهم أولاً وأخيراً حاضر الأمة ومستقبلها..