|
المرأة المطلقة ماهي حقوقها وكيف تعيش? مجتمع وهناك الكثير من النساء اللواتي بقين في بيوتهن مع ازواجهن وأولادهن بالرغم من الجحيم الذي يعشنه داخل البيوت خوفاً من هذه الكلمة ( مطلقة). لكن, ما أحوال النساء اللواتي يعشن في بيوتهن مكرهات خوفاً من الطلاق? وكيف تعيش المرأة المطلقة في المجتمع? وماذا عن نظرة الدين للطلاق? وماذا عن حقوق المطلقة? > السيدة س.م تقول: أعيش مع زوجي منذ 10 سنوات وأتمنى الانفصال في كل لحظة ,لكن ما يردعني هو وجود أولادي وبناتي,فزوجي لم يكن يوماً زوجاً ولا أباً مثالياً,وفوق هذا كله يضربني كلما شاء.ويتعامل معي وكأني خادمة عنده لكني مع هذا أخاف جداً من مسألة الطلاق فأنا من أسرة فقيرة,مكونة من 6 أشخاص يعيشون في نفس البيت, وغير موظفة أي أني لاأستطيع أن أقوم بالصرف على نفسي كما أن نظرة المجتمع للمطلقة غير محببة على الإطلاق ,ودائماً عندما أفكر به أقول (الرمد أفضل من العمى). > السيدة ع.ب تقول: تزوجت من زوجي تلبية لرغبات أهلي في الزواج من رجل غني ,لكني لم أستطع أن أحبه على الاطلاق فزواجي منه كان عبارة عن تجارة لم يربح منها سوى أهلي . وأتمنى أن أحصل على طلاقي وحريتي في كل لحظة.لكن من يقف في وجه طلاقي هو أهلي ونظرة المجتمع. كيف تعيش المرأة المطلقة في المجتمع? > السيدة أ.خ تقول: أنا مطلقة منذ خمس سنوات وأعيش في بيت أهلي أسرتي مكونة من خمسة شبان,وأنا الأخت الكبيرة لهم لكن أصغر أخوتي يتحكم بي وكأنني ابنته الصغيرة ,فحريتي محجوزة حتى في أبسط الأشياء واتفهها,وذلك خوفاً من كلام الناس. > السيدة ب.ن تقول: أنا مطلقة منذ 10 سنوات ,وغير موظفة وأعيش في بيت أخي. أما عن تعامل أخي وزوجته معي فهما يعاملاني وكأني خادمة لديهما, بالرغم من أني موظفة وأسهم في مصروف البيت لكني مراقبة حتى على مستوى الهاتف,والزيارات العائلية ودائماً أكون موضع اتهام. > السيدة م.ن تقول: أنا مطلقة منذ سنة لكن منذ أن تطلقت لم توجه لي أي ملاحظة من أّهلي ,فأنا وحيدة لهم.لكن أكثر مايزعجني هونظرة الناس إلي. أما عن فرص الزواج فكلما جاء ابن الحلال وعرف أني مطلقة ينفر فوراً. > السيدة م.م تقول: أنا مطلقة منذ سنتين وعمري 20 سنة واعتقد أني على مستوى جيد من الجمال ,لكن من يتقدم لي يكون فوق سن ال40 وإذا مارفضت ,يقال لي بأني مطلقة وماذا أنتظر? أما عن أهلي فإنهم يتمنون لي الزواج في أقرب وقت ممكن حتى اتخلص من هذه الكلمة. > السيدة س.ع تقول: أنا مطلقة منذ شهرين وأشعر بارتياح نفسي كبير فكل شيء كان أسهل من العيش مع رجل لايطاق,لكن مايؤلمني هو أولادي الذين سيعيشون بعيداً عن أمهم لكن الحمد لله أوضاعي المادية لابأس وقادرة على أن أعيش حياة كريمة دون تدخل أي أحد, أما عن نظرة المجتمع فأنا غير مهتمة ,فلن أرضي المجتمع على حساب كرامتي وحياتي وأولادي إن شاء الله سيكونون لي. الزواج بناء > تحدث لنا الاستاذ الدكتور نور الدين العتر حول هذا الموضوع بما يلي: الزواج بناء في المجتمع وكيان. وهدم البناء لا يصير للتسلية وللمزاج ويجب أن يكون الطلاق لأسباب مقبولة ومقنعة. ويقول الحديث:} أيما امرأة اختلعت من زوجها دون سبب حرام عليها رائحة الجنة{. وهناك مثل يقول(لمن طلق خرب بيته) وهذا المثل يعبر عن واقع مسؤوليات الطلاق التي يتحملها الرجل. أما المرأة إذا رأت أسباباً ضرورية للطلاق فطريقها المحكمة. ونزوات المرأة أكثر من نزوات الرجل وأحياناً بسبب الاستهتار والمخالطة تميل إلى شخص آخر وهذا لا يجوز لها. بالنسبة للوضع المادي : إذا كان في ميسرة من أمره وقل ماله. فبعض المذاهب كالشافعي يجيزون طلب التفريق.الحنفية يقولون لا! أما عن سوء أخلاق الرجل وسوء معاملته فهذا يسمى التفريق للضرر وقانون الأحوال الشخصية أجازه,أما الأمور العابرة في السنين فليس له قيمة, وسوء المعاملة ليس له حل إلا الطلاق. والفقة الإسلامي سبق العالم في ضوء الواقع الملموس ومن يدركه أهالي الطرفين, لأنهم يؤثرون مصلحة الزوجين ,أما إذا وجد القاضي نفوراً عند أحد الطرفين فلا يدخله بالتحكيم لذلك الآية ذكرت الأهل على سبيل الأولوية. وبالنسبة لنظرة المجتمع فهي نظرة أسوأ من الجاهلية فالجاهلية لا تعيب المرأة بقضية الطلاق, فالمرأة في تلك الفترة كانت تطلق وتزوج.ثم تطلق وتزوج..الخ وحتى إلى الآن في الجزيرة تزويج المرأة والمعاودة أمر طبيعي. أما في بلادنا تأثرنا في الماضي القديم الذي ينظر إلى المرأة بانتقاص بالرغم من أن طلاقها تمّ لأنها كانت مسحوقة. وإذا لم تنسجم مع الزوج الأول فهذا لا يعني أنها لن تنسجم مع الزوج الثاني فزوجات الرسول أغلبهن ثيبات ماعدا السيدة عائشة فهي بكر. > وقد تحدث المحامي علي جاسم حول الطلاق قائلاً: الطلاق هو مبادرة من الزوج بكلمة طالق,والتطليق عندما تلجأ الزوجة للمحكمة وتطلب الطلاق ,وا لمخالعة هي الانفصال برضى الطرفين وذلك بتنازلها عن المهر ونصفه. نصف مهر المرأة حسب القانون يكون بمجرد العقد حتى لو لم تكن هناك خلوة,فإذا طلبت الطلاق تأخذه. وفي حال وجود خلوة يجب كامل المهر على الزوج ,إذا كان المتقدم غير مقبوض فكامل هذا المهر يكون من حق الزوجة. المتقدم تأخذه لكن في المؤجل يدعى إلى مجلس التحكيم (من الأقارب) وإذا لم يتواجد أحد من الأقارب تقوم المحكمة بتعيين حكمين (من الأباعد). الحكمان يحددان نسبة الإساءة من الزوج أو الزوجة ثم يخرج بتقرير يسمى طلقة دائمة. فإذا كانت نسبة الإساءة من الزوج 100% يحكم عليه كامل المهر بالمؤجل وإذا كانت نسبة الإساءة من الزوج 75% ومن الزوجة 25% فإنها تأخذ من 100 ألف ليرة مثلاً 75 ألف.وهكذا .. أخيراً إن ارتباط المرأة بالحياة الزوجية كارتباط الروح بالجسد في ظل ظروف تسودها المحبة والتفاهم,لذلك فالطلاق ليس قضية سهلة على الاطلاق ,وعندما تلجأ المرأة إليه لابد أن تكون لها أسبابها القوية جداً,لذا يجب أن تقوم الفتاة منذ بداية حياتها باختيار الشريك المناسب بدقة وعناية حتى لا تقع في هذه المشكلة.
|