لتعزيز مكانتها باعتباره تنظيما نسائيا تطوعيا ينطلق في أعماله من قاعدة شعبية واسعة, وبمناسبة الاحتفال بذكرى تأسيسه لهذا العام نتساءل هل استطاع الاتحاد أن يحقق الأهداف التي وجد من أجلها وهل نتمكن من رفد المجتمع بكوادر نسائية مؤهلة ومدربة لها مشاركة فعالة في مناحي الحياة الخاصة والعامة?
ففي إشارة إلى ما أنجزته هذه المنظمة وما تم تعديله وتطويره وإلى كيفية مواكبتها للأهداف التنموية للألفية الثالثة التقينا السيدة سعاد بكور رئيسة الاتحاد النسائي وكان الحوار التالي:
> في البداية ما الأسس التي بنيت عليها أهداف المنظمة وماذا أضافت هذه السنين الطويلة من العمل?
>> إن الظروف التي كانت تعيشها المرأة وتحول دون تطورها ومشاركتها الفعالة في المجتمع دفعت بهذا التنظيم كأول تنظيم نسائي جماهيري ينطلق من منظور اجتماعي تطوعي لتنظيم طاقات المرأة وتثقيفها وإزالة العوائق الاجتماعية والقانونية التي تمنع اندماجها الكامل في بناء المجتمع وذلك من خلال تعميق الوعي الوطني والقومي وتحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساهمة في خفض معدلات الأمية ونشر أهمية التعليم مدى الحياة والعمل على تقديم الخدمات الاجتماعية والاقتصادية فيما يتعلق بدورها كربة منزل وعضو عامل ومنتج.
وقد حقق استمرار الاتحاد والتزامه بقضايا المرأة مشاريع واسعة عززت من مكانتها ووجودها الاجتماعي والاقتصادي ونحن الان بصدد اعداد مشروع تعديل قانون الاتحاد ونظامه الداخلي لمواكبة روح التطوير والتحديث ولتوسيع مشاركتها المجتمعية في المجال التعليمي وسوق العمل والحياة السياسية.
> من الجهات التي يتم التنسيق معها لإنجاز هذه الأعمال?
>> هناك تعاون مع الكثير من الجهات الرسمية وغير الرسمية وبالطبع هذا ليس جديدا فمنذ تأسيس المنظمة توجد مشاركة حقيقية مع هذه الجهات اضافة إلى الجمعيات الأهلية ومؤسسات المجتمع الأهلي من اتحادات ومنظمات شعبية ومحلية فكانت هناك لقاءات وحوارات ومشاركات للتركيز على ما يهم المرأة والأسرة معا ويتم اللقاء معهم ضمن فعاليات وورشات عمل وندوات يقيمها الاتحاد للاستفادة من كل الخبرات الوطنية للنهوض بواقع المرأة.
والاتحاد النسائي ممثل في المجلس الأعلى للتخطيط ومجلس حماية البيئة وفي هيئة مكافحة البطالة وضمن اللجنة الوطنية لمكافحة الايدز وفي مشروع الغذاء العالمي ولجنة المعونات وغيرها من الجهات التي تربطنا معها مشاريع نتناول فيها الجانب المتعلق بالمرأة.
والاهتمام بالمرأة السورية لايقتصر على التعاون مع الجهات المحلية فهناك تعاون مع منظمات عربية واقليمية ودولية مثل منظمة الأمم المتحدة للسكان ومنظمة الأمم المتحدة التي تعنى بالمرأة والطفل ومنظمة اليونيسف الخ تربطنا معهم مشاريع عمل مشتركة.
> يشارك الاتحاد النسائي في اعداد الخطة الخمسية العاشرة , ما أهم المقترحات والاستراتيجيات التي قدمتها المنظمة لتعزيز مكانة المرأة في مجتمعنا?
>> تم اقتراح الكثير من البرامج وتحديد الوسائل الممكنة لتنفيذها مع الجهات التي يجب ان نتعاون معها لتحقيق ذلك نذكر منها مشروع المشاركة مع المجتمع المحلي في تحمل المسؤولية الاجتماعية من خلال تطوير المناطق الريفية والنائية وايضا مشروع تنمية المناطق الأكثر هشاشة من خلال دورات متنوعة وجولات ميدانية وحملات توعية اجتماعية.
ورفعت مقترحات لزيادة المقاعد المخصصة لتمثيل المرأة في وزارة الإدارة المحلية ومجلس الشعب ومواقع اتخاذ القرار وبرامج لرعاية المسنين وذوي الاحتياجات الخاصة والعنف ضد المرأة والعنف الأسري وخطر عمالة الأطفال وذلك وفق النهج التشاركي وقد تضمنت الاستراتيجيات المقترحة برامج تطوير اداري عن طريق اعادة التوصيف الوظيفي وتوزيع العاملين حسب الكفاءة والخبرة اضافة إلى تطوير وتعديل القوانين والتشريعات الاجتماعية.
> ما أهم الانجازات التي تحققت للمرأة في الوضع الراهن وهل تتناسب مع الأهداف الانمائية للألفية الثالثة?
>> عزز الدستور السوري مبدأ المساواة بين الجنسين, وصدر عدد من المراسيم والتشريعات والقوانين الخاصة بالمرأة والطفل, فهناك القانون رقم 78 لتوريث المرأة الراتب الشهري والمرسوم التشريعي رقم 53 لزيادة مدة إجازة الأمومة والقانون المتضمن رفع سن التعليم الأساسي ووجود قروض دوارة لمشاريع صغيرة والاهتمام الخاص بمنظمة الاتحاد النسائي وبالمرأة بتخصيص اعتمادات في الموازنة العامة الاستثمارية والعادية اضافة لمواردها الذاتية.
وقد صدر العديد من التشريعات التي تحفز المرأة على الاستثمار وتمكنها اقتصاديا واصدرت توصية بتخصيص 25% من الاعتمادات الاستثمارية للموازنة لمساهمة المرأة في العملية التنموية, يضاف إلى ذلك التنسيق مع المنظمات غير الحكومية المهتمة بقضايا المرأة ومع لجان سيدات الأعمال في غرفة صناعة وتجارة دمشق .. الخ واعتقد أن جميع هذه الخطوات تتضمن الأهداف التنموية للألفية الثالثة.
> ما العوائق التي لم يتم تجاوزها حتى الآن أو كما ينظر اليها ضمن المؤشرات ( نقاط ضعف)?
>> هناك استراتيجيات وسياسات مطروحة لتجاوز المعوقات ولكن حتى الآن توجد فجوة بين التشريعات والتطبيق ولاتزال نسبة الأمية مرتفعة بين النساء وهناك ضعف بالبرامج الموجهة للمرأة الريفية وقلة المساهمات في المجالات الاقتصادية والسياسية وبعض الأمور الأخرى التي تتضمنها خطط العمل الوطنية والقطاعية المعتمدة حاليا.
وتجدر الإشارة هنا إلى أن الاتحاد النسائي يقوم بتطبيق مشاريع وبرامج تحقق نسبا لمشاركة المرأة السورية في جميع المجالات وعلى مستوى القطر وذلك من خلال مكاتبه الإدارية التي يبلغ عددها 14مكتبا وروابطه البالغة 114 رابطة موزعين في كل المحافظات يقومون بمتابعة هذه الأنشطة.
> هل من إضافات اخرى?
>> أحب أن أشير بأننا نعمل على وضع توصيف لجميع العاملين في المنظمة ووضع معايير لتقييم أدائهم وتتضمن رؤيتنا الجديدة متابعة التركيز على تأهيل وتدريب الكوادر النسائية وخصوصا فيما يتعلق بالتقانة وتعلم اللغات, كما أننا نتوجه إلى المرأة الريفية لتعزيز دورها في التنمية الزراعية وحماية الموارد الطبيعية والاستثمار بمنحها قروضا صغيرة تساعدها على القيام بمشاريع مدرة للدخل.
ونحن الآن نتابع انجاز شبكة الربط المعلوماتية الداخلية بين الاتحاد العام وفروعه وأصبح لدينا موقع على شبكة الانترنت العالمية.