|
أحياء معضمية الشام تختلف في الأسماء.. وتوحدها المطالب قضايا المواطنين معضمية الشام في محافظة ريف دمشق الاقرب لمدينة دمشق إلا أنها الأكثر فقراً بالخدمات ويمكن أن يلاحظ ذلك كل من يتجول في أحيائها وشوارعها (المخالفة والنظامية) على حدٍ سواء. البلديات الذين تعاقبوا عليها لم يولوا مسألة الارتقاء بمستواها الخدمي أي اهتمام لاسيما في السنوات الأخيرة حيث تراجع بشكل ملحوظ وعلى كافة المستويات رغم تزايد عدد السكان فيها. والشكاوى التي تردنا باستمرار تؤكد استياء القاطنين فيها من غياب الخدمات وتراكم التربة ومخلفات البناء في شوارعها ولمدة زمنية تتراوح بين الاسابيع والاشهر. فالشكوى التي وصلتنا من القاطنين في الحي الجنوبي في معضمية الشام/حارة البحصاص/ والمذيلة بالتواقيع العديدة يؤكد فيها القاطنون أن حيّهم هو تجمع مخالفات وقد وصلته كافة الخدمات الضرورية تقريباً كأعمال التعبيد وتمديد شبكة المياه وكذلك شبكة الصرف الصحي إضافة لوضع أعمدة كهربائية نظامية وتمديد شبكة هاتفية ,إلا أن هذه الخدمات لم ينعم بها كافة القاطنين فقد بقي ما يقارب العشرين منزلاً دون تخديم الأمر الذي أثار حفيظة القاطنين فيها وهم يؤكدون أن هذه المنازل نسيها الزمن ونسيتها الجهات المسؤولة فلا أحد يهتم بالرد على طلباتهم أو ينظر إلى معاناتهم حيث تقع منازلهم في آخر حارة البحصاص وعلى حدود مدينة داريا. كما أشاروا إلى أنه منذ فترة تم تمديد شبكة مياه إلى الحي وتوقفت أعمال الشبكة على بعد ثلاثمائة متر فقط من منازلهم علماً أن الجهات المعنية في البلدة تعلم أن قاطني هذه المنازل يعتمدون على الصهاريج الجوالة لتأمين مايلزمهم من المياه وبالأسعار التي يحددها أصحاب تلك الصهاريج.إضافة إلى عدم وجود شبكة صرف صحي كما أنهم يفتقدون إلى وجود الأعمدة الكهربائية النظامية بالرغم من قرب هذه المنازل من الشبكة الكهربائية وهم يقولون: إن وضع أعمدة نظامية لايكلف الشيء الكثير وأشار القاطنون ايضا إلى عدم توفر العلب الهاتفية حيث أقرب علبة إلى هذه المنازل تقع على مسافة /20/ متر ويضيفون أنهم راجعوا البلدية العام المنصرم ولم يلقوا أي استجابة. ولذلك توجهوا الى صحيفتنا لعلها تكون الوسيلة لايصال صوتهم إلى الجهات المعنية. أما الشكوى الثانية والتي وردتنا من قاضي الحي الشرقي في معضمية الشام يقولون فيها بعتب: لقد مللنا الوعود الخلبية والآمال المؤجلة وأحلامنا التي لم تر النور, ويتساءلون متى يتحقق أملنا بتمديد شبكة مياه نظامية تشمل كافة منازل الحي ولا تقتصر على بعض الشوارع فقط. فمنذ سنوات يتهادى إلى أسماعنا أن هناك حلاً قريباً لمشكلة المياه في الحد دون أن يتحدد زمن معين لذلك الحل ويضيفون هل يتحقق المستحيل ونرى المياه في بيوتنا ونودع معاناتنا اليومية بالركض وراء الصهاريج غير المعروف مصدر مياهها أو مدى صلاحيتها للاستخدام? حي نظامي -وتذهب محاولات القاطنين في الأحياء المخالفة دائماً أدراج الرياح في الحصول على الحد الأدنى من الخدمات فقط لأنهم يسكنون أحياء مخالفة أو مستملكة على أبعد تقدير. فما هو حال الأحياء النظامية في معضمية الشام?! إن من يتجول في حي البركة وهو أحد الأحياء النظامية في البلدة القديمة يجده لايختلف كثيراً عن الأحياء المخالفة الحديثة فالشوارع الضيقة والبيوت الترابية التي تعترض الشوارع الرئيسية لاتزال على حالها إضافة لوجود الحفر والأتربة في معظم شوارع الحي لاسيما بعد قيام المؤسسة العامة للهاتف بحفر الطرقات الرئيسية والفرعية من أجل تمديد الشبكة الهاتفية. وبالرغم من الانتهاء من أعمال التمديد إلا أنها تركت الشوارع بأسوأ حال دون أن تعمل على تنظيفها وإزالة الاتربة فيها.إضافة إلى وجود حفر إصلاح أعطال شبكة المياه والتي بقيت كمصيدة للسيارات والمارة لاسيما في ساحة البركة. ناهيك عن تربية الحيوانات والمواشي ضمن الأحياء السكنية والتي تتسبب بانتشار الروائح المزعجة والحشرات الضارة حيث يؤكد القاطنون أنهم لايستطيعون النوم صيفا ولايعرفون أسماء الحشرات الطائرة المنتشرة بكثرة في الحي. قيد التوزيع الإجباري حملنا هموم ومعاناة القاطنين في أحياء معضمية الشام وتوجهنا إلى السيد حسني قزاح رئيس مجلس المدينة والذي تسلم منصبه منذ فترة وجيزة لاتتجاوز الخمسة عشر يوما وقد أجاب على أسئلتنا واستفساراتنا قائلا:إن حي البحصاص هو عبارة عن تجمعات مخالفة دخلت التنظيم حديثاً وهو قيد التوزيع الإجباري أي سوف تحلّ الملكية وتوزع المنطقة إلى محاضر بناء نظامية وما يتضمن ذلك من شوارع وحدائق... وقد قمنا بتنفيذ شبكة الصرف الصحي في الشوارع الرئيسية وهناك خطة لتخديم بعض الشوارع الأخرى في العام /2006/ على الرغم من وجود إعاقة في تنفيذ الشبكة. وهنا لابد من الإشارة إلى أن معظم التجمعات المخالفة بنيت بشكل عشوائي وهي غير منتظمة ولانستطيع تنفيذ الشبكة إلا على الشوارع المقررة لدنيا على المخطط التنظيمي فمن غير المعقول تنفيذ المشروع على شوارع سوف تُزال في وقت لاحق لأن التنفيذ مكلف مادياً إضافة إلى عدم استمراره مستقبلاً. وقد اكتفينا بتنفيذ الشبكة على الشوارع المبينة على المخطط فقط. -أما بالنسبة للخدمات الأخرى كالماء والكهرباء والهاتف فالبلدية ليست مسؤولة عنها وبإمكان القاطنين التقدم بطلبات إلى مؤسسة الكهرباء من أجل وضع أعمدة نظامية وهي بدورها ستقوم بما يترتب عليها. ويتابع السيد قزاح حديثه بالقول: فيما يتعلق بالحي الشرقي فقد أوكلت مهمة النظافة فيه إلى متعهد من خلال العقد الذي أبرمته البلدية معه يلزمه بترحيل القمامة بشكل دوري ونحن نتابع عمله من خلال جولاتنا اليومية للتأكد من حسن سير العمل. وفيما يخص تمديد شبكة مياه نظامية فهذا الأمر منوط بوحدة المياه. شارع الكورنيش أما بالنسبة لحي البركة والذي هو أحد الأحياء النظامية فقد اتخذنا عدة اجراءات لتحسين وضعه الخدمي وقد أوعزنا لمؤسسة الهاتف بضرورة تنظيف الشوارع وترحيل الأتربة لاسيما أنها انتهت من أعمال التمديدات, وستنهي أعمال التنظيف خلال عشرة أيام. وتابع السيد قزاح حديثه قائلاً: قمنا حالياً باستملاك شارع الكورنيش والذي يبدأ من بداية تقاطع شارع الروضة ويمر جنوب المدينة ليلتقي مع نهاية شارع الروضة وبعد عمليات الاستملاك قمنا بشق الطريق حيث دفعنا بدلات الاستملاك للمنازل الواقعة ضمن الشارع وذلك حسب الخطة الموضوعة لهذا العام وحسب الامكانيات المتوفرة حيث رُصد لهذا المشروع مبلغ خمسة ملايين ليرة سورية من ميزانية العام /2005/ وسوف نرصد نفس المبلغ من ميزانية العام /2006/ لإتمام المشروع والذي من المتوقع انتهاء العمل فيه خلال العام القادم. ومن المعلوم أن تنفيذ الشارع يحتاج لبنية تحتية من ماء وصرف صحي وهاتف... وسيربط الشارع البلدة القديمة مع البلدة الحديثة الأمر الذي سيحسن الواقع الخدمي في البلدة ويجعلها ذات موقع استراتيجي وحيوي. بناء منشآت زراعية ويتابع السيد قزاح حديثه بالقول: بالنسبة لوجود الحظائر ضمن الأحياء السكنية فإننا نسارع لمعالجة المشكلة بعد أن نتلقى أي شكوى من الجوار وننذر المربي بضرورة نقل حظيرته إلى خارج الحي وقد قمنا مؤخراً بإنذار العديد من مربي المواشي إلا أن عمليات النقل تتأخر أحياناً نظراً للاجراءات المتعددة والمتعلقة ببعض الوزارات والجهات الاخرى المعنية. وأحياناً يتعذر نقلها لأن أصحاب هذه الحظائر لايملكون الأرض لنقل حظائرهم إليها إضافة إلى أن هناك جانباً إنسانياً فالكثير من هؤلاء المربين لايملكون وسيلة للعيش سوى هذه المهنة. وقد جاءنا مؤخراً بعض التعاميم التي تساعد على بناء المنشآت الزراعية والتي تسمح بتربية الحيوانات. مشاريع حيوية ولدى سؤال السيد رئيس البلدية عن المشاريع المزمع تنفيذها مستقبلاً أجاب قائلاً: لابد من التنويه إلى أن عدد سكان المعضمية المسجلين رسمياً في دوائر النفوس يبلغ /24,000/ نسمة بينما عدد القاطنين فعلياً يتجاوز /60,000/ نسمة سواء في الأحياء النظامية أم المخالفة ومن المعروف أن الميزانية المخصصة لتخديم العدد المسجل لاتكفي لتخديم العدد الموجود فعلياً في المدينة ومن الطبيعي أن يقلّ نصيب الفرد من الخدمات فالميزانية المخصصة لمدينة معضمية الشام والبالغة /28/ مليون ليرة سورية لاتفي بالغرض ولاتمكننا من إنجاز الكثير من المشاريع بالسرعة المطلوبة. وقد تأتينا بعض الإعانات والتي نصرفها في تنفيذ بعض المشاريع أيضاً. وقد تم رفع الاقتراحات إلى الجهات المسؤولة فيما يتعلق باستملاك الأرض اللازمة لتنفيذ الحدائق الملحوظة على المخطط التنظيمي ليتسنى لنا تجهيزها ووضعها موضع الخدمة وستتركز هذه الحدائق وسط البلدة في حال تم استملاك الأرض اللازمة حيث من المقرر أن تكون الحديقة الأولى بمساحة /100/م2 والثانية /800/ م2 إلا أننا لا نستطيع تنفيذ هاتين الحديقتين وذلك لتعذر توفر المبالغ اللازمة لاستملاكها. - أما فيما يتعلق بالمدارس فقد تم استملاك الأرض اللازمة لبناء مدرستين في البلدة القديمة وأصبح الاستملاك في مراحله الأخيرة وقد نبدأ العمل بهما خلال العام /2006-2007/ وتابع السيد قزاح قائلاً: الموازنة المخصصة والمقدرة ب /28/ مليوناً لم يصلنا منها حتى الآن سوى /12/ مليوناً فقط رصد /6/ ملايين منها للمشاريع الطرقية. وقد طالبنا بتعيين عمال نظافة كما طالبنا بشراء سيارات مخصصة لنقل القمامة, فمن المعروف أن جرارين وسيارة واحدة وعدد عمال لا يتجاوز الخمسة لا يكفي لتخديم /60/ ألف نسمة. أخيراً: سألنا السيد رئيس البلدية: تشهد معضمية الشام نهضة عمرانية ملحوظة في الآونة الأخيرة ومن المعروف أن هذه الأبنية تحتاج لرخص لبنائها وهناك مبالغ تدفع مقابل الحصول على هذه الرخص فأين تصرف عائدات هذه الرخص? أجاب قائلاً: تصرف عائدات الرخص في تنفيذ المشاريع الحيوية كتنفيذ مشاريع الصرف الصحي وأعمال التعبيد في مختلف أحياء البلدة المخالفة والنظامية على حدٍ سواء. وهناك خطة لفتح العديد من الشوارع الحيوية وتخديمها. وسوف نبذل جهدنا للارتقاء بمستوى البلدة الخدمي. ولكن لتحقيق ذلك لا بد من تضافر الجهود ومن قبل كافة الجهات المسؤولة فالموضوع لا يتعلق بالبلدية فقط. إضافة لإشراك المواطن في عملية الارتقاء هذه فهو مشارك حقيقي ويترتب عليه واجبات كثيرة. شبكات مياه قيد التنفيذ ولمعرفة الخطوات المتخذة من قبل وحدة مياه معضمية الشام لتنفيذ مشاريع شبكات المياه في الأحياء التي تفتقدها توجهنا الى المهندس سليمان لطيفة مسؤول الوحدة والذي أكد منذ بداية اللقاء أنه تم تنفيذ تخديم جزء من حي البحصاص ضمن خطة العام 2005 وسيتم تنفيذ باقي الخطة خلال العام 2006 ومن الطبيعي أن يشمل المشروع كافة أنحاء حي البحصاص ومن ضمنها البيوت التي استثنيت من التخديم. أما بالنسبة لتخديم الحي الشرقي بشبكة مياه نظامية فقد تم التعاقد مع المتعهد المكلف بتنفيذ الشبكة حيث يقع على عاتقه تحمل كافة النفقات المترتبة على تنفيذ الشبكة مع تنفيذ الوصلات المنزلية والقيمة الإجمالية المخصصة لتنفيذ الشبكة تبلغ 9800000 ليرة سورية للشبكة الرئيسية بينما القيمة المقدرة للوصلات المنزلية تبلغ /2,5/ مليون ليرة سورية. ويبلغ طول الشبكةالرئيسية /12/كم تقريباً وأقطارها /63/مم الى /150/مم أما عدد الوصلات المنزلية فيبلغ /1800/وصلة. وقد تم إعطاء المتعهد أمر المباشرة وتسلم مواقع العمل حيث قام بإحضار القساطل اللازمة لتنفيذ الشبكة الى مواقع العمل أيضاً. ويكلف المتعهد بأعمال التنفيذ كاملة مع ترحيل الأتربة بعد الانتهاء وإعادة الشوارع الى ما كانت عليه سابقاً. وقد نوّه السيد لطيفة الى أن المشروع لا يقتصر على الحي الشرقي فقط وإنما يمتد ليشمل الحي الشمالي. ومدة التنفيذ لا تتجاوز الأربعة أو الخمسة أشهر تقريباً. كما أضاف الى أنه تم حالياً الاعلان عن مناقصة من أجل حفر بئرين جديدين لتغذية الشبكة الجديدة في الحي الشرقي. كما أشار الى أن المشروع لا يشمل كافة أنحاء الحي الشرقي بل سيتوقف عند شارع القطاعة وقد يتم تغذية بقية أجزاء الحي من خلال خطة قادمة. وأضاف السيد لطيفة قائلاً: نواجه مشكلة حقيقية في الحي الشرقي وهي مشكلة الصرف الصحي حيث إن الشبكة منفذة من قبل القاطنين ودون إشراف أي من الجهات المسؤولة أوالبلدية. وقد تمت مراسلة محافظة ريف دمشق من أجل استبدال شبكة الصرف الصحي ولم يأتينا الرد حتى الآن وبكل الأحوال سننفذ شبكة المياه إلا أن هناك تخوفاً من تأثير شبكة الصرف الصحي على شبكة المياه. أخيراً: هل سيفي السيد رئيس البلدية بوعوده بإعطاء معضمية الشام وجهاً مشرقاً وحضارياً. هذا الوجه الذي طالما افتقدته وهل سنرى مدينة جديدة تتحلى ببعض المظاهر الحضارية.
|