كلام د. ملدعون جاء في افتتاح اعمال الدورة القومية حول الصحة والسلامة المهنية في قطاع الزراعة والتي يعقدها معهد الصحة والسلامة المهنية بدمشق بمشاركة عدد من الوفود العربية الشقيقة.
واوضح معاون وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ان الاعمال الزراعية تعد من الاعمال الصعبة والشاقة رغم دخول التكنولوجيات في انجازها وبالتالي احتمالات اصابات العمل والحوادث تكون كبيرة في هذا النوع من الاعمال في حال اهمال برامج الصحة والسلامة المهنية مما يدعو الى زيادة الاهمية بقطاع الزراعة والذي يشكل القطاع الاكبر والاكثر دخلا في كثير من الدول العربية ومنها سورية.
واشار د. ملدعون الى التجربة السورية في مجال قطاع الزراعة والى التشريع الخاص للعمل الزراعي من خلال قانون العلاقات الزراعية لعام 2004 والذي تضمن بعض الاحكام ذات العلاقة بالصحة والسلامة المهنية في العمل الزراعي وموضوع تفتيش العمل الزراعي داعيا الى تأسيس نظام متكامل يتكون من التشريعات والانظمة الناظمة لهذا النشاط وادارة وتنظيم نشاط الصحة والسلامة المهنية على المستوى الوطني وضمن كل مؤسسة او شركة وجهاز فعال ومؤهل لتفتيش العمل وجهاز قضائي فعال للقضايا الخاصة بالعمل الزراعي اضافة الى الوعي والثقافة الكافية لدى اطراف الانتاج الثلاثة حول الصحة والسلامة المهنية في قطاع العمل الزراعي.
ومن جهته د. محمود ابراهيم مدير معهد الصحة والسلامة المهنية ذكر ان العاملين في القطاع الزراعي يشكلون نصف القوى العاملة البشرية في العالم ويتركز معظم هؤلاء في البلدان النامية معتبرا ان العمل الزراعي احد المهن الاكثر خطورة على مستوى العالم اذ تشير تقديرات ILO الى وقوع 480 حالة وفاة في اليوم وسطيا في قطاع الزراعة وقد تتزايد الاحصائية جراء النقص السائد في نظم الابلاغ عن الحوادث والامراض المهنية.
وكشف د. ابراهيم ان التشريعات الوطنية وبرامج الضمان لاتغطي غالبا سوى فئات قليلة من العمال الزراعيين بينما تحرم اعداد كبيرة من مختلف اشكال الحماية الاجتماعية اضافة الى انه اذا ما توافرت لوائح وطنية في هذا المجال سيكون هناك ضعف في التنفيذ الفاعل لها ولأسباب عديدة منها عدم كفاية تفتيش العمل على انشطة هذا القطاع.
ودعا د. ابراهيم الى رسم استراتيجية واضحة ومحدودة المعالم تستهدف ادخال مسألة الصحة والسلامة المهنية في سياسة تنمية الريف بما يضمن وقاية وحماية العمال الزراعيين بشكل متناغم مع اتجاهات التنمية السائدة.
وبعدها تابعت الدورة فعاليات يومها الاول والتي تستغرق ثلاثة ايام بمحاضرات تناولت دور منظمة العمل العربية في مجال الصحة والسلامة المهنية للدكتورة رانية رشدية بالإضافة الى مدخل حول شروط وظروف العمل في قطاع الزراعة وتربية الحيوان للصيدلانية صبا حاتم ومعايير العمل العربية والدولية ذات الصلة بشروط وظروف العمل في قطاع الزراعة للسيد راكان ابراهيم مدير العمل في وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل.