تصدر عن مؤسسة الوحدة للصحافة و الطباعة و النشر
طباعةحفظ


العدوان التركي بعناوين مضللة

نافذة على حدث
الاثنين 14-10-2019
عبد الحليم سعود

يُخطئ من يظنّ أن العدوان العسكري التركي المتواصل منذ أيام على شمال شرق سورية، له صلة بمسألة إعادة المهجرين السوريين في تركيا أو حتى محاربة «الارهاب»

الذي تمثله الميليشيات الكردية ــ وفق تصنيفات رأس النظام التركي ــ فالمستمع لتخرصات وتقولات وتضليل رأس النظام التركي للرأي العام العالمي، سيكتشف بكل سهولة كذب ونفاق هذا الطاغية الانكشاري، حيث تضمن خطابه الأخير تهديدا مباشراً لأوروبا بضخ 3.6 ملايين مهجر سوري إليها في حال استمر الاعتراض الأوروبي على عدوانه.‏

ولعل أكثر ما يفضح ادعاءات ونفاق هذا الطاغية العثماني في موضوع محاربة الارهاب هو رفعه شعارا مخادعا «نبع السلام» في الوقت الذي يدمر فيه البنية التحتية للمدن والقرى التي يجتاحها مرتزقته وجيشه ويقتل ويهجر المدنيين الآمنين في بيوتهم وقراهم، واللافت هنا استخدامه لجماعات مسلحة تكفيرية تجاهر بتطرفها وإرهابها وترفع العلم التركي وتنادي بشعارات منسجمة تماماً مع شعارات تنظيم «داعش» الإرهابي، وهذا إن دلّ على شيء فإنما يدل على نيات أردوغان العدوانية باقتطاع أراض سورية والبقاء فيها طويلا بذريعة الأمن القومي التركي المهدد أو ما يسمى «المنطقة الآمنة».‏

لقد بات الجميع على بينة كاملة من استخدام أردوغان لورقة المهجرين كورقة سياسية قذرة من أجل الضغط على الدولة السورية بغية التدخل في شؤونها الداخلية وفرض رؤيته السياسية الإخوانية للحل، وكذلك على المجتمع الدولي وخاصة الدول الأوروبية التي استقبلت لاجئين للحصول على دعم أكبر لأجنداته العدوانية في المنطقة، في الوقت الذي واجه فيه المهجرون السوريون في تركيا ظروفا صعبة ومهينة تعرضوا خلالها للقمع على يد السلطات الأمنية التركية وأجبر الكثير منهم على الانخراط في الجماعات الارهابية لتخريب بلدهم، في حين كان المهجرون بحد ذاتهم موضوع تجارة أخرى عبر البحار.‏

ولعل الأكثر وقاحة وإجراما في ممارسات نظام أردوغان هي سياسة التهجير القسرية التي يتبعها بحق أهالي الجزيرة السورية حيث الأرقام تتحدث عن مئات آلاف المهجرين، من أجل إحلال مرتزقته مكانهم، في خطة تركية للعبث بالتركيبة الديمغرافية للمنطقة، غير أن العبث التركي مصيره الفشل لأن أهالي هذه المنطقة متجذرون في أرضهم، ودولتهم الوطنية ستبذل كل ما تستطيع لدعم مقاومتهم للمحتل الغازي.‏

إضافة تعليق
الأسم :
البريد الإلكتروني :
نص التعليق:
 

 

E - mail: admin@thawra.sy

| الثورة | | الموقف الرياضي | | الجماهير | | الوحدة | | العروبة | | الفداء | | الصفحة الرئيسية | | الفرات |

مؤسسة الوحدة للصحافة والطباعة والنشر ـ دمشق ـ سورية