الوحشية التي يظهرها مقطع فيديو تم تصويره لإرهابيين تحاكي الإجرام المتأصل عند تنظيم «داعش» الإرهابي ضد الإنسانية وهو ما سارت على طريقه تنظيمات إرهابية تدعي الاعتدال وترفع شعارات زائفة لتغطية طبيعتها الظلامية ولاقت على امتداد الحرب الإرهابية على سورية دعما لا محدودا من الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين وأذنابها من الأنظمة العربية وقد انضوت قبيل بدء العدوان التركي على الأراضي السورية تحت مسمى «الجيش الوطني» مثل ما يسمى «أحرار الشرقية» وغيره من المجرمين الذين ارتضوا الارتماء في أحضان الاحتلال التركي لتنفيذ أجنداته العثمانية التوسعية على حساب حقوق دول الجوار للدولة التركية.
الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية على اختلاف مسمياتها أخذت خطاً بيانياً تصاعدياً منذ بدء العدوان التركي على الأراضي السورية قبل خمسة أيام إذ أن قوات الاحتلال التركي والتنظيمات الإرهابية التي تدعمها استهدفت المدنيين منذ اللحظات الأولى للعدوان واعتدت على البنى التحتية والمقومات الأساسية لحياة المواطنين وفي هذا الإطار ارتقى وأصيب عشرات المدنيين بينهم أطفال ونساء وشيوخ وطالت اعتداءات قوات النظام التركي وأدواته الإجرامية المساجد وكنيسة وفرنا آليا في مدينة القامشلي ومحطات التحويل الكهربائي وخطوط الشبكة الكهربائية ما أدى إلى خروج محطة مياه المبروكة وعلوك عن الخدمة وانقطاع التيار الكهربائي عن التجمعات السكنية إضافة إلى جرائم العدوان ومرتزقته التي طالت صوامع الحبوب والسد المائي في المالكية ومعبر سيمالكا النهري وغيره الكثير من البنى التحتية.
هذه المجاميع الإرهابية التي يستخدمها النظام التركي حاليا في الشمال السوري هي خليط من آلاف الإرهابيين الذين فروا من أمام تقدم الجيش العربي السوري من مختلف المناطق التي كانوا ينتشرون فيها من المنطقة الجنوبية والقنيطرة والغوطتين الشرقية والغربية ومنطقة القلمون وريفي حمص وحماة وبعض مناطق ريف إدلب والذين كانوا يمارسون إجرامهم بالوحشية ذاتها التي يعتمدونها اليوم في ريفي الحسكة والرقة وكانوا حينها يحظون بغطاء واشنطن والدول الغربية وأنظمة الخليج التي أخذت على عاتقها دعمهم وتدريبهم وإيصالهم إلى الأراضي السورية عبر الأراضي التركية وبرعاية مباشرة من النظام التركي.
ووسط هذا العدوان المكثف بالطيران الحربي وسلاح المدفعية وآلاف المرتزقة من التنظيمات الإرهابية وقوات النظام التركي على مدينتي رأس العين بريف الحسكة الشمالي وتل أبيض بريف الرقة الشمالي والقرى والبلدات التابعة لهما نزح عشرات الآلاف من منازلهم باتجاه المناطق الآمنة في عمق ريف المحافظتين وباتجاه مدينتي الحسكة والقامشلي وسط مخاوف من حصول كارثة إنسانية للنقص الحاد بجميع مقومات الحياة من مياه وغذاء وصحة حيث أعلنت الأمم المتحدة نزوح أكثر من 130 ألف شخص من محيط تل أبيض ورأس العين شمال سورية.
ومع تصاعد العدوان لليوم الخامس على التوالي وتفاقم الوضع الإنساني للنازحين عن مناطقهم تواصل ميليشيا «قسد» الارتماء في حضن الاحتلال الأميركي الذي تخلى عنها في إطار سياسته ومصالحه الاستراتيجية مع حليفه التركي ذراعه الطويلة في المنطقة بعد كيان العدو الإسرائيلي.. وبالتوازي مع عدم واقعية متزعمي الميليشيا الانفصالية وقراءاتهم الخاطئة للمشهدين الميداني والوطني تصاعدت المطالبات في صفوف الأهالي في الحسكة ومناطقها بخروج هذه الميليشيا ودعوة الجيش العربي السوري الضامن الوحيد لأمن الوطن والمدافع عنه ضد أي اعتداء.