إلا أن ما يعنينا هنا هو حالة الوفرة التي تم تسجيلها مؤخراً وعلى دفعات خلال مرحلتي الإعمار وإعادة البناء لجهة تأهيل وصيانة وإصلاح وتشييد المدمر والمخرب، وفتح قنوات وجبهات عمل جديدة سبق وأن تم إدراجها ضمن الخطط الاستراتيجية قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى، وهنا بيت القصيد.
فرحلة بحث القطاعين الكهربائي والنفطي عن البدائل المناسبة، واجتراح الحلول الممكنة في أعقد وأدق الظروف الأمنية والاقتصادية، لم تقتصر على الاجتماعات المغلقة والمفتوحة ولا على الندوات والمؤتمرات والدعوات والأمنيات والتوقعات والتكهنات التي ما زالت بعض القطاعات تدور في فلكها، وإنما على الخروقات التي تم إحداثها في هذا الاتجاه وذاك، والتي ترافقت مع سياسة حرق المراحل (التخطيطية والتنفيذية والإنتاجية) بخبرات وكفاءات سورية خالصة، وصولاً إلى الوفرة وفي بعض الأحيان إلى (البحبوحة) التي ازدحمت بها وسائل الإعلام على اختلافها منذ تسجيلها باعتبارها ثروات وطنية وإنجازات محلية محققة لا منتظرة، حقيقية لا وهمية.
فما جرى بالأمس من قص للشريط الحريري لمحطة تحويل ضهر الجبل الكهربائية مع الخط المغذي لها بمحافظة السويداء (خط الكوم ـ المعمل 66 ك . ف) بتكلفة ستة مليارات ليرة سورية، ما هو إلا حلقة في سلسلة المشاريع الاستراتيجية التي لن تتوقف وزارة الكهرباء عن تنفيذها طالما أن هناك طلباً متزايداً على الطاقة الكهربائية.
ما جرى في السويداء هو صورة طبق الأصل لما تم إنجازه مؤخراً في دير عطية 2 (البئر الغازي الثاني الذي يدخل الخدمة في حقل دير عطية شمال دمشق بطاقة إنتاجية تتراوح ما بين 450 - 600 ألف متر مكعب غاز يومياً وحوالي 150 برميلاً من المتكاثفات)، وهما (محطة تحويل ضهر الجبل وبئر دير عطية 2) استكمالاً للتوءمة الطاقية بين القطاعين القائمة على التكامل وأقصى درجات التعاون والتنسيق، كون نجاحهما مزدوجاً وعاماً ومشتركاً.