عانينا من صعوبات في التنقل و الازدحام ولاسيما في الصباح وعند الظهيرة أي في أوقات الذروة حيث يكون المواطنون متوجهين إلى عملهم..فنتذمر حينا ... ويعلو صوتنا أحيانا أخرى ... كل هذا قد أضاف معاناة إلى جانب الصعوبات الأخرى التي تمس مأكله.. ...مشربه ..وملبسه ومن غلاء فاحش لا يستر سوى الخمس الأيام الأولى من الشهر ...ولكن بقي ذلك الشريان حيوياً ... المؤسسة العامة للنقل الداخلي تعمل بقوة وبضخ اكبر لتستمر الحياة ...
اليد على الجرح ...
ولنكون أكثر قربا ومعرفة فيه فقد أجرينا حوارا مع احد المسؤولين عن الخطوط لنطلع على حقيقة وضع السائقين العاملين على خطوط النقل الداخلي في دمشق وسلطنا الضوء على الخطوط الطويلة منها مثل خط دمر قدسيا وخط جرمانا وخط صحنايا وميدان شيخ وغيرها من الخطوط الطويلة التي بالإضافة إلى طولها لا تخلو من عقبات أخرى اطلعنا عليها ببعض من التفصيل مدير إحدى المؤسسات الخاصة للنقل الداخلي وهو واحد من أربع شركات استثمارية (هرشو- عتيق- ملوك- الأوائل) تعمل على الخطوط الداخلية في سورية ودمشق خاصة حيث تسكنها النسبة الأكبر من السكان سواء الذين هجروا داخلها أو المهجرين إليها من المحافظات الأخرى , وهو السيد عبد الكريم حميدوش والذي أفادنا قائلا : تنحصر العقبات بالنسبة إلينا في عدم الدفع من قبل البعض وبالنسبة للرواتب فنحن الأسبق فهي جيدة للسائق , وبالمجمل فكلنا نعمل تحت سقف الشركة العامة للنقل الداخلي ووفق عقود , و آلية عمل تراعي المواطن وتدعمه فهو الهدف فلا ينقصه هم آخر فوق همومه المتراكمة ..
ولذلك فالهم الأول بالنسبة للشركة هو موضوع التعرفة ويجب مراعاة أمور كثيرة في موضوع السعر بحيث لا تشكل ضغطا على المواطن ولاسيما إن تكاليف قطع الغيار التي زاد سعرها 10%بالنسبة للباصات فالقطعة أصبح سعرها مضروبا ب10 أضعاف ولاسيما خلال 3 سنوات الأخيرة وتعتبر قطع (ستوك) ولا تبقى أشهر حتى نعود لنفس المعاناة..
أما المازوت فهو متوفر بشكل جيد بالنسبة للباصات ويعود هذا الاستقرار بالفضل إلى هندسة المرور فهي تشكر على الجهد الذي تبذله في تأمين مادة المازوت .
تعاون ...مثمر
هناك تعاون جدي ومثمر بين المؤسسة العامة للنقل الداخلي مع الشركات الاستثمارية الخاصة فهو يشكل فريق عمل واحد تصب جهوده في دعم الخطوط فيما بينها ولاسيما في ظل المدير العام الحالي للمؤسسة الذي أبدى تعاونا مثمرا انعكس إيجابا على حال المواطن في تنقلاته اليومية .
ليس هناك أزمة ...؟
ليس هناك أزمة نقل داخلي وان وجدت بعض الاختناقات فهي في أوقات الذروة في الصباح وعند الظهيرة عند دخول وخروج الموظفين والعمال بالنسبة لخط صحنايا فعدد الباصات العاملة 30 باصا مابين 1,30 - 2 الساعة حيث يعتبر هذا الوقت هو الحد الأدنى للذروة .., وبالنسبة للغرامات فهناك غرامات تفرضها علينا المؤسسة بسبب عدم تشغيل الباص فبعض الباصات يكون متوقفاً بسبب الصيانة. فيجب دفع مبلغ 1000 ل.س في هذه الحالة فيرجى إعادة النظر في مسألة الغرامات ولاسيما إن ثمن الباص اختلف فنحن قبل الأزمة كنا ندفع مبلغ 4000 دولار أي ما يوازي مليوني ليرة سورية, أما الآن فقد أصبح يبلغ 25 مليون ليرة وهي حصرا من الصين والمشكلة هنا تكمن مع المدير المالي بالمؤسسة , ونجد صعوبة في العمل بوجود سرا فيس تعمل على نفس الخط وهنا يجب التعاون بين المحافظة وفرع المرور الذي هو معني بتنظيم الخطوط فيكون للسرافيس خط منفصل بالإضافة هناك نقص في الشركة بشكل عام باليد الخبيرة ولاسيما الكهرباء والميكانيك والسبب الهجرة بالدرجة الأولى أما بالنسبة لاستقدام الباصات الجديدة فقد أجاب عنها بأنها خطوة لابد منها وهي خطة جيدة ولكن الإجراءات تأخذ وقتا .....
صامدون..
السيد عبد الكريم السهلي مراقب أحد الخطوط الطويلة في القطاع العام و بدا متفائلا وراضيا عن الوضع في المؤسسة ولاسيما في ظل المدير العام الجديد الأستاذ سامر حداد حيث أصبحت الأمور أكثر انتظاما وهي على خير ما يرام منذ توليه الإدارة عام 2015 وفي لقاء مع إحدى سائقي الخط وهو السيد رضوان الخطيب فهو يعاني كغيره من سائقي الخطوط الطويلة من الوقوف الطويل على الحواجز ومن ضيق الشوارع في المنطقة الذي هو يعمل عليها ويتمنى أن يعاد النظر في موضوع الحوافز بحيث تتناسب طردت مع الجهد المبذول وان تعطى المهمات الأهمية اللازمة من ناحية قيمتها ...
مازالت ...بخير...
يمكن القول... أن لا خوف على تلك المؤسسة الهامة التي استمرت بتقديم خدماتها للمواطنين رغم كل ظروف الحرب القاسية , طالما هناك مدير قدير قوي يقوم بإدارتها بحكمة وذكاء ...وبوجود مثل هؤلاء لا خوف على بلد يواجه حربا مفروضة عليه ..حربا لا تعرف شفقة أو رحمة ...